أهم الموضوعاتأخبارالاقتصاد الأخضر

بنك ستاندرد تشارترد: مصر من أكثر الاقتصادات عرضة لظاهرة النينيو هذا العام.. الزراعة والمياه الأكثر تأثراً.. والحل في تنويع الاقتصاد

قلق من التأثير على السياحة وسرعة تدهور الآثار عند ارتفاع درجات الحرارة والظروف الجوية وتهديد الطاقة

كتبت : حبيبة جمال

في جميع أنحاء العالم، تشعر العديد من الاقتصادات بالقلق بسبب تغير المناخ وتعمل على مواجهته بأقل تأثير اقتصادي. ويحدث تغير المناخ من خلال ظواهر مختلفة، بما في ذلك ظاهرة الاحتباس الحراري وظاهرة النينو، والتي تحدث كل بضع سنوات عندما ترتفع درجات حرارة المحيط الهادئ عن المستويات الطبيعية.

ومن الممكن أن يكون لذلك تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، وخاصة في الأسواق الناشئة، تعد مصر من أكثر الاقتصادات عرضة لظاهرة النينيو هذا العام، وفقا لمؤشر صادر عن بنك ستاندرد تشارترد، ومن هنا تعمل مصر على مواجهة التحديات المناخية اقتصاديا.

ظاهرة النينيو والاقتصاد المصري

وفي تقرير نشرته ” Zawya” أشار إلى انه سيكون لتغير المناخ تأثيره على مختلف القطاعات التنموية التي ستتعرض للعديد من المخاطر نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة شدة وتكرار الظواهر الجوية العنيفة، ومحدودية الموارد المائية.

يقول أحمد فوزي حسين، أستاذ مساعد في الاقتصاد، لأراب فاينانس: “على الرغم من أن الاقتصاد المصري بشكل عام قد يتعرض لتداعيات ظاهرة النينيو، إلا أنني أعتقد أن قطاعي الزراعة والمياه سيكونان الأكثر تأثراً بسبب اعتمادهما على توافر المياه والظروف المناخية”.

وفي مصر الزراعة؛ وتمثل القيمة المضافة للغابات وصيد الأسماك 10.9% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022، وفقًا لبيانات البنك الدولي.

ويوضح حسين: “خلال حدوث ظاهرة النينيو، هناك احتمال أكبر لانخفاض هطول الأمطار وزيادة التبخر، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق المياه في الأنهار والخزانات، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نقص المياه اللازمة للأنشطة الزراعية، مما يؤثر على غلة المحاصيل وإنتاجيتها. والمحاصيل المعرضة للإجهاد المائي، مثل الأرز وبعض الفواكه والخضروات، معرضة للخطر بشكل خاص.

انخفاض إنتاجية المحاصيل

وبحسب الصحيفة من المتوقع أن يؤدي الاحتباس الحراري إلى انخفاض إنتاج القمح بنسبة 18%، والذرة بنسبة 14%، والأرز بنسبة 11% حتى عام 2050، وفقًا للبحث بعنوان “تأثير التغيرات المناخية على قطاعات مختلفة من الأمن المائي المصري”، الصادر في سبتمبر 2022، وسيؤدي ذلك إلى انخفاض الإنتاج الزراعي بنسبة 8%، وارتفاع معدل البطالة في القطاع الزراعي إلى 39%، وارتفاع أسعار المواد الغذائية من 16 إلى 68% بحلول عام 2060، في حين أن الاقتصاد وتقدر خسائر هذه الأضرار بما يتراوح بين 40 إلى 234 مليار جنيه .

تغير المناخ والسياحة

علاوة على ذلك، يؤثر تغير المناخ على الطقس، مما قد يؤثر على السياحة. يؤثر التغير المناخي على سرعة تدهور الآثار عند ارتفاع درجات الحرارة والظروف الجوية. كما أنه يزيد من الضغط على مناطق الاستثمار وسواحل البحر الأبيض المتوسط. كما سيؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى ابيضاض الشعاب المرجانية، التي تعتبر ثروة طبيعية يتوافد عليها السائحون، بحسب ما جاء في كتاب “تأثير التغير المناخي على السياحة الوافدة إلى مصر: دراسة حالة لمنطقة قناة السويس”، الصادر عن مركز أبحاث مصر. مجلة الآداب والعلوم الإنسانية.

يقول شادي شحاتة، خبير التجارة والاقتصاد الدولي، لأراب فاينانس: “من المتوقع أن ينخفض الدخل السياحي مع انخفاض عدد السياح إلى المناطق السياحية في مصر. وتشير الدراسات والأبحاث العلمية إلى أن دخل السياحة المصرية سينخفض بنحو 19 مليار جنيه عام 2030 إلى 85 مليار جنيه عام 2060 نتيجة الاضطرابات البيئية. وتمثل هذه الخسائر الناتجة عن مخاطر تغير المناخ ما يقرب من 3.9% من الناتج المحلي الإجمالي المتوقع لمصر عام 2060.

بالإضافة إلى ذلك، يشير حسين إلى أن “التغيرات في أنماط الطقس، مثل ارتفاع درجات الحرارة أو عدم انتظام هطول الأمطار، يمكن أن تؤثر على جاذبية الوجهات السياحية الشهيرة. على سبيل المثال، يمكن أن تؤثر موجات الحر الشديدة أو قلة هطول الأمطار على حالة المواقع الأثرية أو تجعل الأنشطة الخارجية أقل متعة للسياح.

أسعار الطاقة

يمكن أن يؤثر الاحتباس الحراري أيضًا على أسعار الطاقة. ولن يؤثر ذلك على الطاقة الكهرومائية فحسب، بل سيؤثر أيضًا على استكشاف النفط والغاز الطبيعي، “إن إنتاج وتكرير النفط والغاز الطبيعي والوقود الحيوي يتطلب أيضًا إمدادات ثابتة من المياه”، وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA). إذا كانت هناك اضطرابات في إنتاج النفط أو النقل، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين والشركات. إن تأثير تغير المناخ واضح على استهلاك الطاقة في مصر، حيث يؤثر على إمدادات الطاقة ويؤدي إلى انقطاع الكهرباء في يوليو.

وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في بيان  ، إنه مع نهاية يوليو، أُعلن أن مصر ستستورد مازوت بقيمة تتراوح بين 250 مليون إلى 300 مليون دولار حتى نهاية أغسطس لمواجهة مشكلة انقطاع الكهرباء.

علاوة على ذلك، يقول شحاتة، إن “قيمة الخسائر المالية الناجمة عن فيضانات المنشآت والطرق تقدر بحوالي مليار جنيه سنويا بحلول عام 2030، إلى نحو 7 مليارات جنيه بحلول عام 2060، كما أن الوفيات الناجمة عن الضغط الحراري ومشاكل التنفس تؤدي إلى خسائر بنحو حوالي 24 مليار جنيه بحلول عام 2060».

مواجهة تغير المناخ

تتلخص إحدى طرق الاستعداد لظاهرة النينيو في تنويع الاقتصاد، يمكن أن يساعد هذا في تقليل تأثير أي قطاع يتأثر بالطقس، ويشير شحاتة إلى أنه “يجب على الحكومة المصرية اتخاذ بعض الإجراءات المناسبة للحد من تغير المناخ وظاهرة النينيو.

ويشمل ذلك التوسع في زراعة الأشجار، ومنع قطع الغابات، وزيادة نسبة المساحات المزروعة على سطح الأرض، واستخدام الأجهزة الكهربائية المنزلية الموفرة للطاقة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.

ويضيف شحاتة أن مصر بحاجة إلى “وقف التوسع العمراني في المناطق الزراعية؛ الاعتماد على الطاقة الشمسية والطاقة المائية، وهي مصادر طاقة متجددة ونظيفة بيئياً؛ والتخلي عن مصادر الطاقة غير المتجددة المعتادة مثل النفط والغاز والفحم.

بالإضافة إلى ذلك، يوضح حسين أنه “يجب على مصر التركيز على الاستثمار في البنية التحتية القادرة على الصمود، مثل المباني المقاومة للفيضانات وأنظمة إدارة المياه المحسنة، لتحمل الظروف المناخية القاسية المرتبطة بظاهرة النينيو”، فضلاً عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحتاج البلاد أيضًا إلى “تطوير استراتيجيات لإدارة الجفاف لتقليل تأثير ظروف الجفاف والجفاف على الزراعة والموارد المائية والصحة العامة. ويشمل ذلك برامج الحفاظ على المياه، وتقنيات الزراعة البديلة، وأصناف المحاصيل المقاومة للجفاف.

يمكن أن يكون لتغير المناخ والاحتباس الحراري تأثير كبير على الاقتصاد المصري، خاصة في قطاعات الزراعة والسياحة والطاقة، ومع ذلك، هناك خطوات يمكن اتخاذها للاستعداد لتأثير الطقس، بما في ذلك تنويع الاقتصاد، والاستثمار في البنية التحتية، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر.

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: