وجهات نظر

هبة محمد إمام: أشجار المانجروف (القرم) وحفظ التوازن البيئي

خبير واستشاري بيئي

التخطيط البيئي المستدام وإدارة الموارد الطبيعية يعتبر ضرورة ملحة لضمان صون وحمایة الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة بالإضافة لتقليل البصمة الكربونية ومنه لمكافحة التغير المناخي، لأشجار المنجروف دور كبير ومهم في مكافحة تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي.

من بين جميع الأنواع في الطبيعة، يعتبر المانجروف (القرم) من الأنواع الأكثر روعة ولها دورا فعالا في مكافحة التغير المناخي بالإضافة للعديد من الفوائد الأخرى على سبيل المثال تقوم هذه الشجرة القوية بدور المصد الطبيعي للرياح، حيث تساهم في الحماية من العواصف المدية وتنقية المياه المحيطة بالإضافة إلى انها فعالة للغاية في احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وبالتالي المساهمة في مكافحة تغير المناخ، هي مأوىً آمنًا ومحميًا لمئات الطيور والأنواع البحرية، التي تعزز التنوع البيولوجي وتساعد على زيادة المخزون السمكي .

أحواض الكربون الأزرق

يطلق على غابات المانجروف (القرم) أحواض الكربون الأزرق يرجع ذلك إلى ارتباطها بالمناطق الساحلية، فكلمة “أزرق” مستوحاة من المياه، اما الأشجار المرتبطة باليابسة يطلق عليها الكربون الأخضر.

أشجار المانجروف (القرم) داعمًا قويًا لمنظومات الكربون الأزرق، كما أنها أكثر فاعلية بكثير من غابات الأشجار البرية وتوفر موائل طبيعية تعزز تكاثر واستدامة التنوع البيولوجي البحري.

يعمل المانجروف على تخزين الكربون عبر عزل وتخزين الكربون في الكتلة الحيوية وفي الرواسب الكامنة، تدمير هذه النظم البيئة يؤدي إلى إطلاق الكربون المعزول في الغلاف الجوي في صورة ثاني أوكسيد الكربون الأمر الذي يساهم في التغير المناخي وزيادة درجة حموضة المتسطحات المائية. تمثل زراعة أشجار المانجروف ومشاريع ترميمها طريقة فعالة من حيث التكلفة لزيادة قدرتنا على عزل الكربون.

وتصنف هذه الأشجار بأنها دائمة الخضرة من جنس نباتات الأيكة الشاطئية التي تعيش على الماء المالح في منطقة المد والجزر عند الشواطئ، وتتصف هذه الأشجار بسماكة أوراقها التي لا يوجد فيها أشواك بينما تمتد جذورها في قاع البحر، ويبلغ ارتفاعها من 2 إلى 5 أمتار وفي بعض الحالات يصل طولها إلى عشرين متراً، أوراقها رقيقة متقابلة الشكل هودجية، أو سميكة خضراء اللون مدهامَّة، متصلبة الشكل، يوجد منه أنواع عديدة قد تصل ل 70 نوع.

صورة توضيحية للطيور التي تعيش أو تستريح عند أشجار المانجروف

تجتذب أشجار المانجروف أنواعًا كثيرة من الطيور البرية والبحرية للاحتماء من الحيوانات وحرارة الشمس في وقت الظهيرة، إذ تحقق هذه الأشجار تكيفًا طبيعيًا عند مرور الهواء عبرها، كما تتجمع الأسماك قريبًا منها، بالإضافة إلى أنها تحافظ على التوازن البيئي وحماية الكائنات من خطر الانقراض.

يجود نمو المانجروف في المناطق الاستوائية، يمتد من شمالاً وجنوباً بحيث لا يتعدى خط عرض 30° شمالاً و30° جنوباً

يعتبر نظم الأيكات الساحلية من النظم الضعيفة، وخاصة أيكات نبات المانخروف في المنطقة العربية التي يمثل خط العرض المار بمنطقة نبق على ساحل خليج العقبة بجنوب سيناء الحد الشمالي، تم وضع أسس للحفاظ على مجتمعات الأيكات الساحلية يمكن تلخيصها فيما يلي:

 1- عدم التدخل في توقيت وكمية انسياب الماء إلى مواطن هذه الأيكات.

 2- عدم التدخل في استمرار عملية الغمر بماء المد أو ماء الجريان السطحي.

3- عدم الإخلال بالتركيب الطبيعي والكيميائي والإحيائي للمنظومة البيئية لهذه النباتات بالنسبة لمستوى سطح البحر بالمنظومة.

4- إذا كان التدخل ضروريا في بيئة نبات المانجروف (القرم )لإنشاء مشروعات بنية تحتية او مشروعات تطورية تعمل الجهات القائمة على حماية البيئة على تقدير كمية القرم المتضررة وزراعة كمية مضاعفة للكمية المقدرة ورعايتها لمدة  من الممكن أن تمتد لعامين.

صورة توضيحية لأشجار المانجروف في مرسى علم بمصر

هل للمانجروف قدرة على مكافحة التغير المناخي

الإجابة نعم هو يعمل على تثبيت ثاني أكسيد الكربون بنسبة قد تصل من 5 إلى 10 في المئة فهي تمتص غازات الاحتباس الحراري بمعدل أربعة أضعاف الغابات الاستوائية، وبالتالي فإن التوسع فيها يحد من التغيرات المناخية الشديدة، تحافظ أشجار المانجروف على التنوع البيولوجي وهجرة الطيور وتقليل نحر الشواطئ .

وبالإضافة لأهمية أشجار المانجروف إلى أنها لها فوائد ترفيهية وجمالية فهي ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ﺍﻟﺨﻀﺭﺍﺀ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﻩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭة ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﻭﺒﻁﻭل ﻜﺒﻴﺭ ﻭﺒﻜﺜﺎفة ﻭﺠـﺫﻭﺭﻫﺎ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﻟﺢ،خاصة ﻓﻲ شواطئ المناطق الجافة والقاحلة فإن أشجار المنجروف هي الغطاء الأخضر الوحيد الذي يعطي شكلا جمالياً للمسطح المائي في المناطق الجافة.

الخاتمة

مما لا شك فيه أن لأشجار المانجروف أهمية بيئية كبيرة لها دور هام في الحفاظ على التنوع البيولوجي بالإضافة لدورها في مكافحة التغير المناخي والعمل كمصدات للرياح وحماية الشواطئ من النحر وتعطي الشكل الجمالي للسواحل القاحلة، لذلك يجب أن تعمل الجهات القائمة والمعنية بحماية البيئية على الحفاظ عليها من خلال وضع القواعد والإجراءات  الداعمة لحمايتها ورفع الوعي المجتمعي تجاه أهمية أشجار المانجروف  للتوازن البيئي والتنوع البيولوجي .

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: