باحث مصري: قاع البحر الأحمر يحوى كم هائل من الكهرباء والمياه النقية والمعادن النفيسة
أعماق البحر الأحمر تحوي طاقة حرارية ويمكن لمصر توفير مليار جنيه يومياً

كشف الدكتور فوزي العمروسي، الأستاذ بمعهد بحوث البترول، أن العالم يمكنه الحصول على كم هائل من الكهرباء، والمياه النقية، وخامات للمعادن النفيسة من البقع الساخنة فى قاع البحار والمحيطات مجاناً.
ويوضح العمروسي أن سطح الكرة الأرضية ليس كتلة واحدة، مثل قشرة البرتقالة، ولكنه ممزق، وينقسم إلي قطع كل قطعة منهم منفصلة عن الأخري تمام الانفصالـ وتسمي كل قطعة بالصفيحة التكتونيةـ Tectonic Plate، وأهم هذه الصفائح بالنسبة لنا في مصر هي الصفيحة الإفريقية والصفيحة العربية.
وأشار إلى أنه يفصل بين الصفيحتين، فالق، يعرف بالفالق الإفريقي الأعظم، يمتد من سوريا شمالاً، وحتي خليج عدن جنوباً، ليفصل ويشق البحر الأحمر طولاً، إلي شطرين بطول 2000كم، وتطل مصر بمسافة 1000 كم على ساحله الغربي.
ويوضح العمروسي، أن عرض هذا البحر 38كم، ومتوسط عمقه 400 متر، وتصل درجة حرارته صيفا من 38 إلي 36م، وشتاء من 26 إلي 27 م، ونتيجة لهذا الشق الواصل إلي باطن الأرض الملتهب، بنار الله الموقدة ،عندما تلامسه مياه البحر في الأعماق، فترتفع درجة حرارتها إلى مئات الدرجات المؤية.
كم طاقة هائل في باطن البحر
ويؤكد أنه بذلك يمكن أن نتصور مدي كم الطاقة الهائل الذي يحتويه باطن هذا البحر، وهذا هو حاله منذ ملايين السنين، وهذا يذكرنا، بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم “لا تركب البحر إلا حاجا أو معتمرا أو مجاهدا في سبيل الله، فإن تحت البحر نار، وتحت النار بحر”، رواه أبو داود، وأيضا في الأية الكريمة ” إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت وإذا البحار سجرت”، وفي أية أخري، “والبحر المسجور أن عذاب ربك لواقع”، وفي أية ثالثة “وإذا الوحوش حشرت، وإذا البحار سجرت”.
ويشرح د.العمروسي، أنه من هنا نجد أن في أعماق البحر الأحمر طاقة حرارية مائية، Hydrothermal Energy، لا يستهان بها، ويجب أن نفكر في كيفية الاستفادة من هذه الطاقة التي لم تعمل علي تدفئة هذا البحر العظيم منذ ملاين السنين فقط، بل عملت على تدفئة كل بحار العالم، ويالها من طاقة مهدرة.
الصفائح التكتونية على سطح الكرة الارضية
ويوضح د.العمروسي أن الفواصل بين الصفائح التكتونية على سطح الكرة الأرضية فى كل أنحاء العالم يصل طولها إلي 65 ألف كيلومتر، منها فواصل تقطع علي اليابسة، وطولها 15 ألف كيلومتر، وفواصل في أعماق البحار و المحيطات، وتصل إلي 40 ألف كيلومتر.
وذكر أنه قد أمكن لـ 24 دولة في العالم، الاستفادة من الطاقة الجوفية، Geothermic Energy، الموجودة في المناطق اليابسة عل سطح القارات الصلب فى توليد الكهرباء، ولكن الطاقة الكامنة في أعماق البحار و المحيطات، لم يجد الإنسان سبيلا للاستفادة منها حتى الآن، وهي تعرف بالطاقة المائية الحرارية، ولأن طول هذه المناطق الساخنة في بحار العالم حوالي 40 ألف كيلومتر.
وأوضح د.العمروسي أنه حصل على برأة اختراع رقم 29315 بتاريخ 23/6/2019، والتي بين فيها كيفية الاستفادة عالمياً من هذه الطاقة المائية الحرارية، في الحصول علي كم هائل من المياه العذبة التي تكفي كل بلاد العالم تماما، لاستخدامها في الشرب، والزراعة.
وأضاف/ أن كم المياه الموجودة فى العالم تتناقص سنوياً، بسبب نفاذ مياه الأبار، وتزايد عدد السكان في العالم، والذي سوف يصل إلي أكثر من 9 مليارات نسمة في عام 2050، وعندئذ سوف يتزايد استهلاك العالم للمياه، بمقدار 55 %، ونتيجة لذلك، سوف تنشئ حروب بين عشرات الدول، بسبب نقص المياه.
جوف البحر الأحمر يمكن أن يوفر أكثر من مليار جنيه يومياً
وأما بالنسبة لمصر فان النيل ياتي لمصر بـ 55.5 مليار متر مكعب سنويا، بجانب أن مصر تستورد أكثر من 50 % من غذائها ،وهذا يعني أن هذا الغذاء تم إنتاجه في بلاد التصدير بمياه تزيد عن 55 مليار متر مكعبـ وتعرف بالنسبة لنا بالمياه الإفتراضية ،بمعني أن مصر تستهلك فعليا أكثر من110 مليار متر مكعب سنويا، وتعيش تحت خط الفقر المائي، الآن، فما بالنا لو قطعت مياه النيل عنا جزئيا، أو كليا، فهذا أمر جد خطير وعرف بالخط الأحمر، ومن هنا تبدو أهمية البراءة رقم 29315، حيث أنها تبين كيف يمكن أن تستفيد مصر من الطاقة الكامنة في جوف البحر الأحمر، لتوفر أكثر من مليار جنيه يوميا، وكيف يستفيد العالم من هذه الطاقة ليوفر أكثر من عشرة كاترليون دولار سنويا، وبذلك إذا طبقت مصر منظومة هذه البراءة في البحر الأحمر الذي يمتد بطول مصر من اقصاها إلي اقصاها، وذلك بأنشاء آلاف المحطات لتحلية المياه، وتوليد الكهرباء والحصول علي خامات المعادن دون تكلفة تذكر ومدي الحياه.
الجهاز المستخدم وطريقة تشغيله
في هذا الابتكار تم تصميم الجهاز الذى توضحه الوحة رقم (1) والتي تمثل منظور هندسي لمكوناته التى تم تثبيتها من اعلى واسفل هيكل بنائي عائم يعرف بالمنصة العائمة (1) تتصل من أسفلها (23) بخط أنابيب يمتد إلى أسفل طوله قد يصل إلى كيلو متر إو إلي بضع كيلو مترات ويتم تركيبه بالتوصيل المحكم لعدد من الأنابيب الصغيرة (24) معزولة حراريا بواسطة العديد من المواد العزل الحراري ذات الكفاءة العالية (25) .
وكذلك يحاط بمواد تعمل علي تعويم هذه الأنابيب (26) أو تجعلها معلقة بمياه البحار التي توضع فيها ويبدءا هذا الخط من أسفل المنصة العائمة من خلال فتحه خاصة (Umbilical Connection) ويمتد إلي عدد من مئات الامتار او الى عدد من الكيلومترات إلي أعماق البحار و المحيطات، ويختلف طول هذا الخط باختلاف تواجد المناطق الحارة الملتهبة في قاع البحار، وينتهي بفتحة لدخول المياه الشديدة السخونة فى قاع البحر لتمر منها إلي سطح البحر، ويعلق في نهايتها مرسى (An Anchor)، يعمل علي مقاومة خط الأنابيب للتيارات البحرية الجارفة في الأعماق.
ويثبت في نهاية هذا الخط أيضا محرك كهربي (Motor ) (28) يتصل بتربين (29)، وهي تعمل فى بعض الحالات علي تعكير الرواسب الموجودة فى القاع لتزيد من كم الرواسب القادمة مع المياه التي تدخل من فتحه الأنبوب عن معدلها الطبيعى، وهذه الوحدة تتصل بمصدر للطاقة الكهربية الموجود علي سطح المنصة (30)، بواسطة أسلاك لتوصيل الكهرباء (31)، ويتركب الجزء العلوي من الجهاز الموجود فوق سطح البحر المثبت، والمحمل، إما علي المنصة مباشرة أو علي عدد من الطوابق المنشئة علي السطح العلوي لها من عدد من المحطات جميعها، متصل بخط الانابيب العلوي ( 7 ) الذي يتم تثبيته علي المنصة بدعامات حديديه ويتجه الي اعلي بعشرات الامتار صعودا وهبوطا .

وهذه المحطات عبارة عن :
(أ) محطة البخار الجاف لتوليد الكهرباء: ويبداء العمل فى هذه المحظة بتشغيل الطلمبة ( 2 ) التى يمكنها أن تسحب الماء البارد بكامله لموجود فى الخط قبل أى تشغيل، وبذلك يبداء البخار يتدفق من أسفل خط الأنابيب إلى أعلى ليصل إلى خط الأنابيب الموجود اعلى المنصة فوق سطح البحر وبعدها يتم الاستغناء تماما عن هذا الموتور العلوى، وعند ذلك يتم فتح الصمام (4)الذى يسمح لدخول البخار الجاف المتصاعد من أسفل البحار للدخول إلي المحطة لتمر بالعنفة (5) أو مايعرف بالتربين ( Turpin )، ويعمل على دورانها، وبالتالى تعمل علي دوران المولد الكهربي (6) ( Generator ) المتصل بها مباشرة لتنتج الكهرباء دون تلوث اوتكلفة اطلاقا ومدى الحياه .
(ب) محطة لتحليه المياه: وهي تتصل بخط الأنابيب العلوي على شكل حرف ( U ) (7) و الممتد من النهاية العلوية للخط الساخن الذى يتدفق منه البخار تلقائيا إلي اعلي بارتفاع قد يصل إلي عشرات الأمتار فوق سطح البحر وتتركب هذه الوحدة من انبوب (8) مائلة الى اعلي على خط البخار الرئيسى(7) حتى لا يدخلها ماء سائل.
ولكي تسمح فقط للبخار أن يمر منها إلي داخل وحدات التكثيف (10) عن طريق الصمام (9)، ويساعد علي تدفق البخار للوحدة بالقدر اللازم استخدام الشفاط ( Blower) (11)، ليتساقط الماء النقي المكثف (12) في حوض الماء(13)، وتكون محتويات هذه الوحدة بالكامل محملة علي طابق (14) يعلو سطح المنصة العائمة (1).
( ج ) محطة كهرومائية: ويتم تركيب هذه المحطه المولدة للكهرباء من صمام (15) الذي يسمح بمرور الماء الساخن الساقط من فرع خط الأنابيب العلوي الرئيسى الهابط (7) إلي تربينه (16) الموجودة داخل غرفة محكمة حيث يتساقط الماء من ارتفاعات تصل إلي عشرات الأمتار عليها ويعمل علي دورانها ولأنها متصلة بمولد للكهرباء فيدور تباعا وبذلك تنتج هذه الوحدة الكهرباء من المساقط المائية، وهذه الوحدة كاملة تحمل علي طابق أخر (18) أسفل الطابق السابق، والمبنيين معا علي ارتفاعات تعلو سطح المنصة العائمة (1) الموجودين عليها بنفس فكرة كهرباء السد العالي.
(د ) وحدة تجميع الرواسب: تتكون هذه الوحدة من حوض(19) يتلقي المياه التي تخرج من نهاية وحدة توليد الكهرباء عن طريق المياه التي تتساقط من نهايته، وحدة توليد الكهرباء المائية عن طريق المياه الساقطه من ارتفاعات عالية، وتترك هذه المياه لتخزن فى أحواض الترسيب (19) إلي أن يترسب كل ما علق بها من رواسب (20).
ويسمح للمياه التي أصبحت نقيه من الرواسب بالعودة إلي البحر عن طريق فتحه تعلو الحوض حتي تصل إلي البحر عن طريق الفتحة (21).
ويختتم بأنه يمكن للعالم الحصول على كم هائل من الكهرباء والمياه نقية وخامات للمعادن النفيسة من البقع الساخنة فى قاع البحار والمحيطات مجانا.