د.فوزي يونس: ساعة الأرض 2023.. 60 دقيقة للحفاظ وحماية كوكبنا
أستاذ ورئيس وحدة فسيولوجيا الأقلمة بمركز بحوث الصحراء

د.فوزي يونس
بداية يجب الإشارة إلى أن ساعة الأرض تعد أهم حدث علي المستوي العالمي وتتم سنويا، وأقرتها المبادرة العالمية لصون الطبيعة (منظمة دولية غير حكومية تعمل على المسائل المتعلقة بالحفاظ والبحث واستعادة البيئة) وذلك للحفاظ على البيئة ضد التغيرات المناخية تم إطلاقها في عام 2007 من مدينة سيدنى بدولة أستراليا ثم تحولت إلى ظاهرة عالمية إذ يشارك فيها أكثر من 2 بليون نسمة في أنحاء العالم، وأكثر من 7500 مدينة وقرية وحوالي 192 دولة حول العالم وتنتقل دوريا من نطاق زمني إلى الآخر بشكل متصل.
وأثناء هذه الساعة يتم تشجيع الأفراد والمجتَمعات وملاك المنازل والشَرِكات على إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة وذلك في توقيت الدولة المحلي، وذلك في السبت الأخير من شهر مارس كل عام لرفع الوعي، والقدرات المعرفية بخطر التغير المناخي والحد من آثارها بتخفيف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ورفع المرونة للتصدي لها.
وظهر مفهوم ساعة الأرض في مدينة سيدني الأسترالية عام 2007، وهو حدث عالمي يُقام سنويا بتنظيم من الصندوق العالمي للطبيعة ويتم خلاله تشجيع الناس من أفراد وعائلات وشركات على إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية لمدة ساعة واحدة ، ولاقت فعاليات ساعة الأرض إقبالا كبيرا حول العالم، حيث تشارك آلاف المدن والقرى بهذا الحدث السنوي، وسوف نتناول في هذا المقال اهم المعلومات عن ساعة الأرض وأهدافها وموعدها.
تعود المشاركة في ساعة الارض بالنفع على الطبيعة بشكل كبير فهي تؤثّر على القرارات العالمية والتغييرات التشريعية الرئيسية المتعلقة بالبيئة، من خلال تسخير قوة الناس وإيصال صوتهم إلى جميع الجهات المختصة حول العالم.، خلال احتفالنا بساعة الأرض من العام السابق (2022) اتحدنا جميعاً ضد التغير المناخي والحفاظ علي الطاقة وفقدان الطبيعة.
فما هي ساعة الأرض؟
يدور هذا السؤال في أذهاننا الآن ويمكن القول بأن ساعة الأرض ليست مجرد حدث سنوي فحسب ، بل هي تجسد ساعة من الإلهام والتكاتف والعمل الجماعي لملايين البشر حول العالم من أجل تحقيق هدف سامي يصب في مصلحة الجميع، وهي أكبر حركة شعبية (مبادرة عالمية) على مستوى العالم من أجل البيئة والحفاظ عليها حيث يقوم المشاركون بالعد التنازلي قبل إطفاء الأضواء في تمام الساعة 08:30 مساء بالتوقيت المحلي للبلد الذي يقطنون فيه ، ولا يقتصر الأمر على إطفاء الأضواء لمدة ساعة فحسب بل نشر الوعي بهذه المناسبة والحفاظ على البيئة عبر منصات التواصل الاجتماعي كذلك، بالإضافة إلى الأفراد والعائلات في المنازل كما يدعو الصندوق العالمي للطبيعة المؤسسات والشركات للمشاركة وتوعية الموظفين بشأن التغير المناخي من خلال القيام بأنشطة وفعاليات مختلفة في هذه المناسبة بالإضافة إلى اتباع أساليب وخطوات فعالة للاستفادة من الطاقة واستدامتها في أماكن العمل وغير ذلك.
كيف تم اختيار موعد ساعة الأرض؟
عادة ما يكون الأسبوع الأخير من شهر مارس في فترتي الربيع والخريف فى نصفى الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي على التوالي، ويكون هناك تقارب في أوقات غروب الشمس في كل من نصفي الكرة الأرضية، بالتالي ضمان أكبر قدر من التأثير البصري لعملية إطفاء الأضواء حول العالم.
اهم المعلومات حول ساعة الأرض؟
دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي تحديداً هي أول دولة/مدينة عربية شاركت في ساعة الأرض
جمهورية مصر ثاني دولة عربية شاركت بفعالية ساعة الأرض وكان ذلك عام 2009
شاركت المملكة العربية السعودية لأول مرة في ساعة الأرض عام 2010، وأطفأت بعض المباني المهمة مثل برجي المملكة والفيصلية في الرياض
تزايد عدد الدول المشاركة حول العالم على مرّ السنين
سجلت ساعة الأرض نجاحاً مميزاً عام 2014 حيث شاركت أكثر من 162 دولة و7,000 مدينة حول العالم، وعلى صعيد دولة الإمارات شاركت الإمارات السبعة بالفعالية من خلال إطفاء أضوائها في معظم المعالم الرئيسية.
ماهو الهداف من ساعة الأرض؟
يتجسد الهدف من ساعة الأرض بشكل رئيسي في تشجيع الناس من حول العالم على اتخاذ مبادرات لترشيد استهلاك الكهرباء والماء يوميا وليس فقط خلال الساعة إلى جانب المحافظة على البيئة ونشر الوعي لحماية كوكب الأرض، وتعد الآن واحدة من أكبر الفعاليات البيئية في العالم حيث يشارك فيها ملايين الأشخاص في أكثر من دولة حول العالم ، بهدف بدء محادثات ومبادرات دولية لحماية الطبيعة ومكافحة أزمة المناخ من أجل ضمان صحتنا وسعادتنا وازدهارنا وبقائنا.
ماهي أهم الغايات التي تم تحقيقها منذ إطلاق ساعة الأرض؟
تم إنشاء أول غابة لساعة الأرض في العالم في أوغندا بدعم من الصندوق العالمي للطبيعة
ساعدت ساعة الأرض لسنة 2013 في إقرار مشروع مهم يخص المناطق البحرية المحمية في الأرجنتين
توزيع آلاف المواقد المقتصدة في استخدام الخشب للأسر في مدغشقر
تركيب مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية في عدد من المدن والقرى بالهند وحول العالم
الحد من إزالة الغابات في باراجواي
تم تأسيس برامج تعليمية للمدارس في تايلاند وتايوان وعديد من دول العالم
في الولايات المتحدة الأمريكية تم تركيب مئات الآلاف من مصابيح LED
تأييد فكرة توفير حماية أفضل للبحار والغابات في روسيا
ويمكن الإشارة إلي أهمية ساعة الأرض والذي يعكسه السؤال التالي…..
ما أهمية ساعة الأرض؟
تشير ساعة الأرض إلى أن معدل فقدان الطبيعة في الخمسين عاما الماضية قد وصل لحد غير مسبوق وأن الطبيعة تزودنا بالطعام والماء والهواء النظيف وخدمات أخرى تبلغ قيمتها 125 تريليون دولار سنويًا.
كما إن الطبيعة تعد أكبر حليف لنا في مواجهة أزمة تغير المناخ ويتيح لنا عام 2023 فرصة هائلة للضغط على عدد من المؤتمرات والمنتديات العالمية الحيوية التي ستضع جدول الأعمال البيئي لسنوات قادمة وعلي رأسها مؤتمر المناخ COP28 والطبيعة والتنمية المستدامة التي تؤثر بشكلٍ كبير جداً على مستقبلنا.
هذا ويجب أن تكون الطبيعة المحور الأساسي لمحادثاتنا إقليميا وعالميا لهذا العام ويؤمن المشاركون بدورهم الفعال في التأثير على القرارات القادمة، وإظهار أهمية البيئة ومستقبل الطبيعة لصانعي القرار حول العالم لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية وصون الطبيعة.
ما هو شعار الاحتفال بساعة الأرض لهذا العام؟
“ساعة الأرض” 60 دقيقة للحفاظ وحماية كوكبنا “كوكب الأرض“
كيفية المشاركة في الاحتفال بساعة الأرض؟
يمكننا المشاركة في هذا الحدث العالمي في نفس التوقيت المحدد، وطبعا للتوقيت المحلي لكل بلد علي سطح الأرض وذلك خلال تواجدنا في منازلنا من خلال إطفاء الإضاءة غير الضرورية وإغلاق التكييف وترشيد عدد الأجهزة الكهربائية وكذلك عدم الإبقاء على استمرار عمل موصل التيار الكهربائي إذا كنت لا تستخدم الأجهزة، وكذلك يمكن للأسرة قضاء الـ 60 دقيقة فى غرفة واحدة وإطفاء إضاءات باقي الغرف.
ويمكن التذكير بموعدها للمشاركة فيها وان يكون ذلك نهج مستدام لاحقا…..
ما هو موعد ساعة الارض لهذا العام 2023؟
إن كنت تتساءل متى يوم ساعة الارض لهذا العام فهو يوم السبت الموافق 25 مارس 2023 الساعة 08:30 PM مساءً إلي 09:30 PM بتوقيتك المحلي أينما كنت.
ومن خلال ذلك النهج يساعدنا علي تعزيز الوعى بأهمية اتخاذ خطوات إيجابية وجادة للحد من معدلات الاستهلاك ووقف الهدر فى الموارد من خلال تغيير ممارساتنا اليومية لتقليل التأثيرات البيئية ، مما يساهم فى انخفاض مستوى انبعاثات غازات الانبعاث الحراري وخفض البصمة الكربونية التى تعد واحدة من أكبر التحديات التى تواجه العالم لتحقيق الاستدامة البيئية.
وفي النهاية يمكن القول بأن الحدث يعد رمزا “للوحدة” و”الأمل” في مستقبل أكثر استدامة ، وإلى زيادة الوعي وإثارة النقاشات بالمحافل الدولية حول حماية وصون الطبيعة ومعالجة أزمة المناخ وتبني الاقتصاد الأخضر والدائري، والعمل أيضا معا لتشكيل مستقبل أكثر إشراقا ومستدام للجميع (الأجيال الحالية والمستقبلية أن شاء الله).
تعليق واحد