“العرقسوس” علاج بطانة المعدة من حالات تسمم الطعام.. طرق الزراعة والمواعيد المناسبه وأهم الاصناف والتعامل مع الظروف البيئية
طريقة استخلاص المواد الصابونينية من جذور العرقسوس الجافة.. تستخدم في علاج الام الزور والصدر والكحة وضيق التنفس
كتب / محمد كامل
شرح الدكتور ربيع محمد مصطفي، رئيس بحوث متفرغ بقسم بحوث النباتات الطبية والعطرية معهد البساتين بمركز البحوث الزراعية، وكيل وزارة الزراعة بالفيوم الاسبق، أهمية زراعة نبات العرقسوس وأفضل الاصناف والمعاملات الصحيحة من ري وتسميد وجمع المحصول وطرق الاستفادة منه .
وأوضح د. ربيع، أن العرقسوس يرجع موطنه الاصلي الى أسيا الصغرى أو حوض البحر الابيض، لافتا الى أهم الدول المنتجة لهذا النبات هي : روسيا , تركيا , سوريا , العراق , اسبانيا , أمريكا , ايطاليا وأن هذا الجنس يتبع العائلة البقولية ونباتاته شجيريه غزيرة التفريع وشبة مفترشة نباتاته تصل الى عمر عامين أو أكثر .
وتابع د. ربيع، أما بالنسبة لأوراق النبات فهي: مركبة ريشية بيضاوية الشكل لونها أخضر باهت والازهار كبيرة الحجم لونها أبيض مشوب باللون الارجوانى أو البنفسجى وتخرج طرفية أو جانبية فى صورة متجمعة عنقودية مكونة من 3 – 8 زهرة، وأما الثمار قرنية شكلها إما بيضاوى أو كروى بداخلها 4 أو أكثر من البذور الصلبة القوام وشكلها كلوى ولونها بنى داكن .
وهناك عدة أنواع لهذا الجنس من العرقسوس مختلفة عن بعضها فى الشكل المورفولوجى والتركيب الكيماوي، وهي:
النوع الاسيوى G. glabra
هذا النوع يتميز بكبر حجم النمو والافرع الكثيفة والغزيرة، كما يصل ارتفاعه الى أكثر من مترين، وهو نصف زاحف أزهاره جانبية لونها بنفسجي والثمار ناعمة الملمس ويشمل عدة أصناف:
الصنف Variety biviolacea ذو الازهار الحمراء الداكنة ويكثر نموه في العراق وسوريا .
الصنف Variety Violacea أزهاره بنفسجي غامق ويزرع في تركيا وروسيا .
الصنف Variety typice أزهاره تشبه الصنفين السابقين الا أن نموه الخضري ضعيف وقزمي وقليل الانتاج الجذري ويزرع في ايطاليا واليونان واسبانيا .
النوع الصينى G. uralensis
أما عن هذا النوع فشجيراته ضعيفة النمو، إلا أن فروعها غزيرة وقائمة الوضع وتصل لارتفاع حوالى 1,5 م، والازهار بيضاء اللون مشوبة باللون البنفسجى، وتحمل على حوامل نورية عنقودية الشكل وطرفية الوضع والثمار صغيرة جدا وبداخلها بذور صغيرة جدا .
النوع الاوربى G. foetida
شجيرات هذا النوع قوية النمو كبيرة الحجم ذات فروع رأسية الوضع تصل لارتفاع 2,5 م، والازهار صفراء اللون والثمار متوسطة الحجم مغطاة بالاوبار الخشنة .
الظروف البيئية لزراعة النبات
وأضاف د. ربيع في تصريح لـ” المستقبل الأخضر” أن نبات العرقسوس من النباتات التي تحتاج الى موسم نمو طويل فهو يحتاج اثناء فترة النمو الى حرارة مرتفعة ورطوبة منخفضة لطبيعتها الاستوائية وشبة الاستوائية، وتعطى نموا قويا وتنتج جذورا مستطيلة وسميكة تحتوى على المادة الصابونينية ذات النكهة المرتفعة والرائحة القوية والطعم السكرى العالى بعكس نباتات العرقسوس التى تنمو فى البيئات ذات الحرارة المنخفضة والرطوبة العالية فأنها تعطى نموات كثيفة، إلا ان جذورها تكون منخفضة فى محتواها من المادة الصابونينية .
وتجود زراعة العرقسوس في الاراضى الخفيفة مثل: الرملية الجيدة الصرف وتتحمل نباتات العرقسوس الملوحة المرتفعة والتى ترفع من المكونات المواد السكرية والفلافونية والمواد الصابونينية ويصل عمر النبات الى عامين او اكثر .
واستكمل د. ربيع، نبات العرقسوس يمكن زراعته خضريا وجنسيا الا أن زراعته بالريزومات هي الأفضل عن الزراعة بالبذور لأن الزراعة بالريزومات أسرع فى نموها الخضرى وتعطى انتاج أكبر .
ويتكاثر العرقسوس عن طريق تجزئة الريزمات الأرضية الى أجزاء بطول حوالى 10 – 15 سم أو يمكن من السرطنات الناتجة والنامية حول الامهات ويتم غرس هذه العقل فى المكان المستديم مباشرة قبل سريان العصارة فى فبراير وأول مارس ( أمشير) ، وفى حالة عدم توفر الشتلات الخضرية يمكن زراعة البذور بعد نقعها فى الماء الجارى لمدة 48 ساعة ثم تزرع فى مارس حتى مايو فى مشتل على خطوط بين الخط والأخر حوالى 60 سم، وبين الجورة والاخرى حوالى 10 سم وبعد مرور عام يمكن نقلها الى المكان المستديم .
ويحتاج فدان العرقسوس الى حوالى 15 الف شتلة تنتج من 1- 1,5 كجم بذور أو من الاجزاء الخضراء سرطنات أو ريزومات نامية في مساحة أرض حوالى 500 م2 .
تتم عملية الحرث عدة مرات ثم التخطيط بعرض الخط حوالى من 100 – 120 سم وتزرع الشتلات على مسافات حوالى من 40 – 50 سم وفى حالة الريزمات يراعى أن توضع افقيا بعمل شق طولى على قمة الخط وبعمق 10 سم والمسافة بين العقلة والاخرى حوالى 50 سم ويتم رى الارض مباشرة بعد الزراعة .
الرى
وأفاد د. ربيع، أما بالنسبة لعمليات الري فإن نباتات العرقسوس تعتبر من النباتات التى تروى ريا معتدلا وتختلف حسب التربة ففي الأراضي الرملية ومع استخدام الري بالغمر تروى النباتات كل شهر صيفا وكل شهر ونصف شتاءا بينما فى الاراضى الرملية الخفيفة يتم الرى على فترات متقاربة عما سبق .
التسميد
ويعتبر نبات العرقسوس من النباتات الشرهة للتسميد ولهذا ينصح بإضافة من 20 – 30 م3 من السماد العضوى قبل الزراعة واثناء تجهيز الارض للزراعة ومعهم حوالى 200 كجم من سماد السوبر فوسفات تخلط مع 50 كجم من سماد سلفات النشادر مع اضافة شيكارة كبريت وبعد مرور عام من الزراعة يمكن اضافة 100 كجم من سلفات النشادر + 150 كجم سوبر فوسفات + 50 كجم من سماد سلفات البوتاسيم توضع نصف الكمية فى الربيع والنصف الاخر فى الخريف .
المحصول
وبعد مرور 3 أعوام من زراعة العرقسوس تكون الريزمات ناضجة غنية بالمركبات الفعالة من المواد الصابونينية وافضل توقيت لتقليع الجذور هو الصيف حتى الخريف .
وأما بالنسبة لطريقة جمع الجذور أوضح د. ربيع، يتم البدء بقطع النوات الخضرية أولا على ارتفاع 5سم من سطح الارض ثم يتم حرث الارض حرثا عميقا وخلع وفصل الجذور يدويا ثم تنظف هذه الاجزاء من الشوائب وتقطع الى اجزاء صغيرة تترواح بين 5 – 10 سم يتم نزع قلفها أو القشرة يدويا، ثم تنقل تلك الاجزاء الصغيرة الى أماكن التجفيف الهوائى والمعرضة للشمس وتوضع فوق فرشة من البلاستيك أو الكتان بسمك حوالى 10 سم ويتم التقليب اليومى لضمان عدم تعفن أو تخمر تلك الاجزاء، وتستمر عملية التجفيف إلى حوالى 7 – 10 ايام وبعد تمام التجفيف تنقل الى غرف الطحن يتم تحويلها الى مسحوق خشن يعبأ فى اجولة معدة لذلك .
كما يعطى الفدان حوالى من 2 – 3 طن جذور طازجة أو منزوعة القشرة او القلف اما العشب الاخضر الطازج يعطى الفدان حوالى من 15 – 20 طن عشب أخضر وهذا طبقا يرجع للمعاملات الزراعية وميعاد الزراعى والحش ونوع التربة .
المكونات الكيماوية :
وجذور نبات العرقسوس يحتوى على مادة صابونينية تعرف باسم الجليسريزين وهي ذات طعم حلو تفوق في تسكيرها السكر الناتج من عسل السكر بحوالي خمسين مرة وعند تحللها مائيا أو انزيميا يتكون مركب اجليكونى يعرف باسم الجليسيزيتين مع جزئيين من حامض الجلويورونيك وتختلف أنواع نباتات العرقسوس على المحتوى من المادة الصابونينية الجليسيريزين 10 % للنوع الاسيوى و 7,5 % فى الصينى البرى والانواع الاوربية أقلها ويرجع ذلك الى أن الانواع الاوربية تحمل محتوى مرتفع من الاحماض العضوية أكثر من 20 % بينما الانواع الصينية حوالى 12 – 16 % والاصناف السيوية اقلها نسبة من الاحماض العضوية ما بين 10 – 14 % وجذور نبات العرقسوس غنىة بالمواد السكرية تصل الى اكثر من 12% من الجلكوز والفركتوز.
الاستخلاص
وهناك عدة طرق صناعية للاستخلاص تقدر فيه قيمة حامض الجليسيريزيك في المستخلص الجاف عن طريق النقع المائي لجذور نبات العرقسوس او مسحوق جذورة الجافة وتقدر 15,5 % للنوع الأسيوي و12 % للصيني و4,5 % للأوربي.
وكشف د. ربيع يمكن استخلاص المواد الصابونية من جذور العرقسوس الجافة كلاتى :
الطريقة الساخنة :
يمكن يتم تقطيع وسحق جذور العرقسوس الجافة على هيئة مسحوق خشن توضع فى أوعية كبيرة من الحديد المجلفن يمر عليها هواء ساخن خارج من أفران خاصة درجة حرارتها بين 130 – 150 م5 واثناء التسخين تخرج العصارة الطبيعية فى صورة لزجة متسربة من المسحوق النباتى وتجمع تلك العصارة بعد فترة زمنية ويتم تصفيتها داخل غرابيل وتترك لتتجمد وتتصلب على هيئة كتل لونها بنى مزرق لها نفس الصفات الطبيعية من رائحة وطعم للجذور او المسحوق قبل عملية الاستخلاص ويسمى الناتج بالربت او الزبد الخام Raw Pat
الطريقة الباردة :
أما بالطريقة البادرة فانه بعد عملية سحق الجذور الجافة لنبات العرقسوس يوضع المسحوق فى اوعية كبيرة من الحديد المجلفن وبداخلها الماء النقى وتستمر عملية النقع حوالى من 12 – 14 ساعة مع التقليب عند درجة حرارة الغرفة العادية ويسحب المستخلص المائى ويضاف ماء جديدا الى المسحوق السابق وتكرر عملية النقع مرتين.
ويجمع المستخلص المائي وينقل الى أوعية التبخير والتركيز عند درجة حرارة بين 45 – 60 م5 وتحت تفريغ هوائى لعدم تكسير المواد الفعالة حتى يصبح المسنخلص الباقى لزج القوام وشبة صلب لونة بنى مصفر ويتميز عن الزبد الخام بأن رائحتة قوية جدا ويسمى بالزبد النقى Pure Pat .
واضاف د. ربيع، يتميز الزبد النقي بقلة الأحماض العضوية وكثرة المواد الهيدروكربونية وهذه الاخيرة هى المركبات المسؤلة عن النكهة القوية والرائحة الشديدة وأهم هذه المواد هى :
اللينالول – السيمينول – الافنديول – الهكسانول – الفا تربجينول – البارسيمين – الثيمول – الكريزول – الفنكون – الثيوجون – التتراديكان – ميثيل الكيتون الفيورال .
بينما الزبد الخام يتميز بأحتوائة على نسبة مرتفعة من الاحماض العضوية ومركبات الفيورال ومشتقاتها واهم هذة المواد هى : حمض البربيونيك – حمض فينيل الهكسانويك – الفينول – الكارفاكرول – المالتول – الاسيتول – فينيل الايثانول – الهبتانيدول .
أهمية وفوائد العرقسوس
وكشف د. ربيع عن أهمية وفوائد العرقسوس يستخدم المنقوع المائي لمسحوق جذور العرقسوس كشراب صيفا وشتاءا فهو ملطف يتميز بالطعم السكرى ذو الرغوة الكثيفة كما يسرع من شفاء بطانة المعدة في حالات تسمم الطعام وقرحة المعدة، والتهابات المعدة، وذلك لاحتوائه على مواد ذات خواص مضادة للالتهاب .
ومن فوائده أيضا يقول د. ربيع، بأن المواد الصابونينية المستخلصة من جذور العرقسوس تفيد في علاج بعض الامراض خاصة بالمعدة والامعاء علاج القرح وتقيحات اللثة بالفم كما تستخدم في علاج الام الزور والصدر والكحة وضيق التنفس كما تستخدم هذه المواد كمادة ملينة في حالات الامساك المزمن وتضاف الى الادوية المرة لتعطيها حلاوة وتجعلها مقبولة الطعم وفى تركيب اغلفة الكبسولات والحبوب الطبية .
كما يعمل العرقسوس ومركباته في علاج أمراض الرئتين والحنجرة والحمى والالام الناتجة من أمراض الكبد والصفراء كما يعمل على خفض الدم نوعا وطرد البلغم وأما بالنسبة لمادة الجليسريزين تتشابهه في نشاطها الفسيولوجي مع مفعول هرمون الادرينالين الذى يؤثر على الكليتين مما يفيد في ادرار البول بغزارة وكذلك تتشابهه مع الصفات البيولوجية والحيوية لمادة الكيرتيزون ولهذا تفيد في الام المفاصل والام بعض أمراض الحساسية والعيون والربو وأمراض الجلد.
كما يعمل على انخفاض الرغبة الجنسية عند الذكور، حيث أن عرق السوس يؤثر على مستويات هرمون التستوستيرون ضعف الانتصاب. الفشل القلبي المزمن احتباس السوائل في الجسم.
وحذر د. ربيع أن الافراط في تناول العرقسوس يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وذلك لأنه يتسبب في زيادة الصوديوم ونقص البوتاسيوم في الجسم، مما يؤدي إلى احتباس السوائل وتورم القدمين .
ولكن يُعد عرق السوس وصفة منزلية شائعة الاستخدام تساعد النساء على التخفيف من تقلصات الدورة الشهرية وبالتالي التخفيف من حدّة آلام كما أنه يساعد على التخفيف من حدة أعراض مرحلة انقطاع الطمث أو سن اليأس بما في ذلك الهبّات الساخنة، ولكن لا تزال هناك حاجة لمزيد من البحث.
وتطرق د. ربيع إلى فوائد عرق السوس بالنسبة للرجال موضحاً أن هذا المشروب مفيد للعلاقة الزوجية فهو يزيد الرغبة لدى النساء والرجال بالإضافة إلى أنه يساعد فى الوقايه من سرطان البروستاتا كما أنه يخفف الحكة المهبلية ويعالج جفاف المهبل بجانب فوائد كمشروب في رمضان : ترطيب الجسم , الحد من حرقة المعدة , تخفيف الارتجاع المريئي , تخفيف عسر الهضم , علاج القرحة الهضمية , التخفيف من التوتر والقلق , فقدان الوزن .
