هشام سعد الشربيني: اختفاء الجزر والأسماك الغازية

تختلف آثار تغير المناخ اختلافا كبيرا عبر الحدود السياسية، ولها تأثيرات واسعة النطاق على المجتمعات والبيئات المختلفة.

ويجب أن تعترف النظم السياسية الحاكمة بهذا الترابط العالمي، وأن يتم دمج التعاون الدولي مع العمل المحلي الفعال.

حيث يعتبر هذا هو السبب في أن المعاهدات العالمية مثل اتفاقيه باريس مهمة للغاية في مكافحة تغير المناخ، ولكن يجب على الدول الفردية أيضا القيام بواجبها لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في الاتفاقية.

اتفاق باريس

“تغير المناخ هو حالة طوارئ عالمية تتجاوز الحدود الوطنية، قضية تتطلب حلولاً منسقة على جميع المستويات وتعاوناً دولياً لمساعدة الدول على التحرك نحو اقتصاد منخفض الكربون.

حيث، انضمت 194 دولة (بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي) إلى اتفاق باريس، لمواجهة تغير المناخ وآثاره السلبية ويهدف الاتفاق إلى الحد بشكلٍ كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى درجتين مئويتين مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة، حتى اليوم.

كما يتضمن الاتفاق التزامات من جميع الدول لخفض انبعاثاتها والعمل معاً للتكيف مع آثار تغير المناخ، والهدف هو رفع مستوى طموح الدول بشأن المناخ بمرور الوقت.

ولتعزيز ذلك، نصَّ الاتفاق على إجراء عمليتَي مراجعة، كل واحدة على مدى خمس سنوات، يمثل اتفاق باريس بداية تحول نحو عالم منخفض الكربون – ولا زال هناك الكثير مما يتعين القيام به.

يعد تنفيذ الاتفاق أمراً ضرورياً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لأنه يوفر خارطة طريق للإجراءات المناخية التي من شأنها تقليل الانبعاثات وبناء القدرة على الصمود مع تغير المناخ”

ارتفاع منسوب مياه البحر

تتطلب العديد من تأثيرات تغير المناخ استجابة سياسية تملك التوازن بين التخفيف والتكيف. حيث يمكن للتخفيف، من خلال الحد من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية لتحقيق اقتصاد خال من الكربون، أن يقلل بشكل كبير من بعض أسوأ آثار تغير المناخ.

والتي منها ارتفاع مستوى سطح البحر … وهو مثال رئيسي … حيث ارتفع مستوى سطح البحر العالمي بالفعل 20 سم منذ عام 1900 ومازال ومعدل ارتفاع مستوى سطح البحر آخذ في الازدياد حيث يمكن أن يؤدي خفض انبعاثات الكربون إلى تقليل عدد الأشخاص المعرضين لخطر النزوح بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل كبير، مما قد يصل إلى 760 مليون… ولكن التكيف ضروري أيضا لضمان قدرة البشرية على الصمود أمام ارتفاع مستوى سطح البحر.

الجزر المختفية

ويعتبر جنوب المحيط الهادئ هي موطن لبعض دول العالم الأكثر عرضة لآثار تغير المناخ، ويهدد ارتفاع مستوى سطح البحر بتآكل السواحل، وتشريد السكان على نطاق واسع، وإغراق الجزر المنخفضة، في حين يهدد احترار المحيطات سبل عيش العديد من المجتمعات الساحلية النائية.

وقد أدت الأعاصير المدارية الأكثر كثافة، مثل إعصار بام في عام 2015 ووينستون في عام 2016، مؤخرا إلى خسائر مأساوية في الأرواح وأضرار تجاوزت 449 مليون دولار و 470 مليون دولار على التوالي.

إن تعزيز المساعدة المالية للتكيف أمر ضروري، ولكن يجب أن يكون ذلك مصحوبا بحماية قانونية معززة للمجتمعات المحلية،

قضية الأسماك الغازية

يمكن أن يتأثر التنوع البيولوجي في البيئات المائية سلبا بأنواع الأسماك الغازية، التي تنشأ من مصادر مختلفة، وتحسين مصايد الأسماك، وتربية الأحياء المائية.

يمكن أن تسبب أنواع الأسماك الغازية مخاوف بيئية مثل التغيرات في دورة المغذيات، وانتقال الأمراض، والكفاءة في الموارد، وتشريد الأنواع المحلية وانقراضها.

حيث تمثل الأنواع الغازية من الأسماك قضية عالمية، وعندما تقترن بتغير المناخ حيث يمكن زيادة آثارها. كما يمكن أن يؤدي التخطيط الفاقد للاستجابات المستقبلية في إدارة المياه إلى تهيئة ظروف مواتية لتشتت الكائنات المائية.

الإدارة المستدامة للموارد

على خلفية تغير المناخ، الذي سيؤدي إلى تفاقم تأثير الأنشطة البشرية على الموارد الطبيعية، تتطلب التحديات البيئية اليوم قبل كل شيء التزاما قويا ومتسقا من قبل الحكومات الوطنية بتنفيذ السياسات البيئية الطموحة، حيث أن الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية معقدة وتخلق صراعات بين جميع الأطراف… حيث لا تزال هناك فجوة كبيرة جدا بين قطاع البيئة وقطاع الأعمال، كما أن مجالات السياسة العامة لم تتكامل بعد … لتحقيق إدماجا كاملا للأهداف … سواء على المستوي المحليات (داخل الحدود) او علي المستوي الدولي (خارج الحدود).

تابعنا على تطبيق نبض