أخبارالتنمية المستدامة

دراسة جديدة: مشاركة المرأة في صناعة القرار جوهر مواجهة التغير المناخي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الشركات تحقيق نتائج أفضل عندما تكون نسبة تمثيل المرأة في الفرق القيادية من 40% إلى 60%

كشفت دراسة جديدة أن مجالس الإدارة التي تستفيد من تنوع الآراء من النساء والأقليات والمجموعات العرقية المختلفة قد تمتلك ميزة تنافسية أكبر من غيرها فيما يتعلق بالعمل المناخي.

وتبحث الدراسة التي تأتي بالتوازي مع يوم المرأة انعقاد مؤتمر المناخ cop27 في شرم الشيخ في دور القيادات النسائية في التصدي للتغير المناخي، شارك فيها قادة رأي من قطاعات مختلفة، وكيف يمكن تحفيز الشركات على تعزيز التنوع في عملية صناعة القرار بتطبيقها بعض الحلول العملية، تشمل توفير الإرشاد والتوجيه وبرامج المسرّعات وفعاليات التواصل وغيرها من المبادرات التي تساعد المرأة على تخطي العوائق المفروضة أمامها وتمكنها من المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرار.

أهمية زيادة تمثيل المرأة في مجالس الإدارة

الدراسة أجرتها الشركة العربية للاستثمارات البترولية (ابيكورب)، بالشراكة مع “نادي 30%” والجامعة الأمريكية في القاهرة ومجلة “أرابيان بيزنس”، وقالت رائدة الصرايرة، مدير الاتصال المؤسسي في الشركة العربية للاستثمارات البترولية (ابيكورب): “على الرغم من أن مسألة المساواة بين الجنسين قد اكتسبت زخماً قوياً في الآونة الأخيرة، إلا أنّ هناك حاجة ملحّة لزيادة تمثيل المرأة في المناقشات التي تسهم في صياغة جداول أعمال مجالس الإدارة.

وتؤكد هذه الدراسة من جديد على الأهمية الكبيرة لزيادة تمثيل المرأة في مجالس الإدارة من أجل تعزيز الأداء المؤسسي وتسريع تطوير الإمكانات للتصدي لتداعيات التغير المناخي، وبالتزامن مع انعقاد مؤتمري المناخ cop27و”cop28″ في المنطقة، فمن المهم مضافرة جهود كافة الأطراف المعنية وعلى جميع المستويات لصياغة السياسات المناسبة لتشجيع ودعم التنويع.”

تشجيع النساء الوصول إلى طاولة اتخاذ القرار

من جانبها، قالت كاثرين ماكجريجور، الرئيس التنفيذي لشركة “إنجي”: “لا يمكن إحداث تغيير حقيقي من دون اتخاذ خطوات مدروسة وتشجيع المزيد من النساء على الوصول إلى طاولة اتخاذ القرار، ولا يمكن إنكار الأهمية الكبيرة لزيادة تمثيل المرأة على مستوى البرلمان ومؤسسات القطاع الخاص في صياغة السياسات، وضمان استجابة أكبر لاحتياجات الجميع. وإن تنوّع وجهات النظر وأساليب التفكير هو أمر ضروري لمواجهة التعقيدات والتقلبات التي تواجه عالمنا اليوم، ولذلك فنحن بحاجة لجميع المواهب والكفاءات، وليس فقط نصف المجتمع، لإنجاح جهودنا في بناء اقتصاد مستدام.”

الربط بين أولويات التنويع وأهداف المناخ لتسريع التحول نحو صافي الانبعاثات الصفرية

 

تؤكد الدراسة على أهمية تضمين الشركات مسألة التمثيل النسائي في سياساتها، إن كانت تسعى حقاً إلى الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول العام 2050.

وعلى الرغم من المبادرات الجديرة بالثناء على مستوى المساواة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تشير بيانات القطاع إلى خسائر تقدر بأكثر من 575 مليار دولار سنوياً نتيجة للعوائق الاجتماعية والقانونية التي تصعّب وصول المرأة إلى فرص العمل، ما يؤدي إلى استبعاد المرأة من الحوارات المؤسسية والحكومية رفيعة المستوى حول القضايا المرتبطة بالمناخ.

وقد أثبتت الأبحاث العالمية بأنه يمكن للشركات تحقيق نتائج أفضل عندما تكون نسبة تمثيل المرأة في الفرق القيادية من 40% إلى 60%، وبالتالي، فإن وجهات نظر المرأة والتدابير التي تقترحها على مستوى التغير المناخي يمكن أن يكون لها دور أساسي في تسريع الوصول إلى أهداف صافي انبعاثات صفرية.

تتضاعف احتمالية توجّه المستثمرات وصانعات السياسات لأخذ المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة الرشيدة في الاعتبار مقارنة مع نظرائهن من الذكور، إن احتمال توجّه المستثمرات وصانعات السياسات على مستوى الشركات والقطاع العام لاتباع المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة الرشيدة أعلى بمرتين من نظرائهن الذكور، مشيرة الدراسة إلى أن مراجعة لأكثر من 15 دراسة أجريت في أجزاء مختلفة من العالم وجدت أن مشاركة المرأة في المناقشات حول قضايا الحفاظ على الموارد الطبيعية وإدارتها قد أثمرت عن وضع قيود أكثر صرامة واستدامة، ودرجة أعلى من الامتثال والشفافية والمساءلة، وقدرة أكبر على حلّ النزاعات.

وفي هذا السياق كشفت الرئيس التنفيذي لشركة “إنجي” كاثرين ماكجريجور بأن الشركة تعمل على تطبيق برنامج مُناصفة بنسبة خمسين إلى خمسين يهدف إلى توفير الظروف المواتية لتحقيق المساواة على المستوى الإداري بحلول العام 2030. وأوضحت ماكجريجور: “إننا نعيد النظر في طريقة قيادتنا للشركة لضمان تحقيق هدفنا في المساواة بين الجنسين خلال العقد الجاري، وقد نظمت مجموعة ’إنجي‘ في هذا الإطار العديد من برامج التدريب والتأهيل، وأجرت مراجعة لسياساتها المتعلقة بالمساواة في الأجور وعززت فعاليات التواصل.”

سدّ الفجوة بين الجنسين أكثر أهمية من أي وقت مضى

تتأثر النساء والفتيات والمجتمعات المهمشة بشكل كبير بالتغير المناخي، وبالتالي لا بدّ من إشراك هذه الفئات في إعداد وتنفيذ تدابير التصدي للتغير المناخي لضمان المساواة في تقاسم ثمار هذه الجهود. وعلى صعيد المنطقة العربية، تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر قيادات نسائية يحتذى بها في هذا الجانب.

فعلى سبيل المثال، كانت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، المؤلف الرئيسي لأحد فصول التقرير الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بشأن التصحر لعام 2017، وشاركت رئاسة الحوارات الدائرة حول التمويل ضمن مؤتمر المناخ “كوب 26”.

وبالمثل، تتبع حكومة الإمارات خطوات مدروسة لتعزيز المساواة بين الجنسين ودعم تولّي المرأة مناصب قيادية، وقد أثمرت هذه الجهود عن وصول تمثيل النساء إلى 53% من إجمالي القوى العاملة في الدولة، وأصبحن يشغلن نحو ثلثي الوظائف الحكومية ويتقلدن ثلث الحقائب الوزارية.

التنويع بين الجنسين يعزز أداء المؤسسة

وترى الدكتورة غادة هويدي، العميد المشارك في كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية في القاهرة ومؤسس مرصد المرأة في مجالس الإدارة، أن المؤسسات التي يتوفر لديها تمثيل قوي للمرأة في مجالس الإدارة والمناصب الإدارية العليا تسجل أداء أفضل من سواها، ولهذه المجالس – التي لديها تنوع بين الجنسين – أثر إيجابي على أداء المؤسسة. وأضافت الدكتورة هويدي: “تنبع أهمية التنويع من القدرة على النظر إلى أمور مثل المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة الرشيدة من وجهة نظر مختلفة، إذ أن مجالس الإدارة المتنوعة ستكون أكثر جهوزية لمواجهة التحديات التي يفرضها التغير المناخي وغيره من المخاطر.”

وتدعم آن كيرنز، الرئيس العالمي لنادي 30% ونائب الرئيس التنفيذي لشركة ماستركارد هذا الرأي، حيث قالت: “وصلت نسبة تمثيل المرأة عندنا في المملكة المتحدة في مجالس إدارة الشركات المدرجة في مؤشر الأسهم البريطانية ’فوتسي 100‘ نحو 40%، ما يشير إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح للوصول إلى المساواة خلال السنوات القليلة المقبلة. غير أن هذه النسبة ما تزال تترواح عند 10% في الكثير من الدول الأخرى، وبالتالي ما يزال أمامنا الكثير من العمل للوصول إلى المساواة بين الجنسين على مستوى قطاع الأعمال.”

دعم برامج إرشاد وتوجيه المرأة والمساواة بين الجنسين

وجدت الدراسة بأن مجموعات التواصل تلعب دوراً مهماً في تمكين المرأة وتشجيع النساء على تكوين الرؤية الخاصة بهن لتحقيق النجاح. وبالمثل، فإن توفير برامج الإشراف والتوجيه للنساء قد يساعد في تمهيد الطريق أمام نموهن وتدرجهن الوظيفي. ويمكن تطبيق هذه البرامج في مختلف أرجاء المنطقة العربية من خلال فروع أو نوادٍ محلية، فعلى سبيل المثال، تعد مبادرات مثل “مرصد المرأة في مجالس الإدارة” في مصر، و”نادي 30%” و”آروروا 50″ أمثلة بارزة على هذه النوعية من البرامج التي تساعد في إعداد المرأة لمسيرة مهنية ناجحة.

إلى ذلك قالت فرح فستق، الرئيس التنفيذي لشركة لازارد لإدارة الأصول ومؤسسة نادي 30% في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “إن النظم والممارسات الموروثة في المؤسسات هي إحدى أكبر عوائق التقدم المهني للمرأة، ففي مكتبنا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تبلغ نسبة تمثيل النساء حوالي 50%، تتولى 25% منهن أدواراً قيادية. نحن نعتقد بأهمية إدراك الحاجة إلى برامج الإشراف والتدريب، وضرورة وجود مدربات إناث للمساعدة في تسريع التطور المهني والفردي للقوة العاملة النسائية الشابة.”

تابعنا على تطبيق نبض

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من المستقبل الاخضر

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading