التخزين السليم للبروكلي.. أبحاث زراعية: معاملات ما بعد القطف تحافظ على القيمة الغذائية
خبراء الزراعة: الغمر الحراري يمنع التلف ويحافظ على الكلوروفيل في البروكلي
كتب: محمد كامل
تحدثت الدكتورة أمل أبو الفتوح العوضي، رئيس قسم بحوث تداول الخضر بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، عن معاملات ما بعد الحصاد لنبات البروكلي خلال مراحل التخزين للحفاظ عليه سليمًا حتى وصوله إلى المستهلك.
وأوضحت أنه عند حصاد البروكلي يجب قطف الرؤوس عندما تصل إلى أكبر حجم ممكن، ويمكن التعرف على ذلك من خلال حجم البراعم الزهرية التي تكون في حجم رأس الدبوس، مع ضرورة ملاحظة عدم تفتح أي براعم زهرية حتى لا تفقد الرؤوس صلاحيتها للتسويق.
وأضافت العوضي أن إنتاج الفدان من الرؤوس الرئيسية يتراوح بين 2 و2.5 طن، بينما يصل محصول الرؤوس الثانوية إلى نحو 1.5–2 طن، ليبلغ إجمالي المحصول 3.5–4.5 طن للفدان، وجميعها صالحة للتسويق.

معاملات ما بعد القطف
وأشارت إلى أنه يجب مراعاة أن أزهار البروكلي تستمر في النمو بعد الحصاد، مما قد يجعلها غير صالحة للتسويق، كما يُعد البروكلي من أكثر الخضروات حساسية لظروف التخزين السيئة. ولأنه من الخضروات ذات معدل التنفس المرتفع، فهو يشبه في ذلك الهليون والفاصوليا الخضراء والذرة السكرية.
وأضافت أن البروكلي لا يُخزن عادة إلا لفترات قصيرة عند وجود مشكلات في التسويق، موضحة أن أفضل ظروف التخزين تكون عند درجات حرارة تتراوح بين صفر و7 درجات مئوية، مع رطوبة نسبية بين 90 و95%، بالإضافة إلى ضرورة وجود تهوية جيدة حول العبوات لمنع تراكم الحرارة وضمان بقائه في حالة جيدة لأطول فترة ممكنة.

مشكلات التخزين السيئ للبروكلي
وأكدت العوضي أن التخزين غير الجيد يؤدي إلى تغيرات في اللون وسقوط بعض البراعم، وتفقد الأنسجة صلابتها، وتظهر روائح قوية نفاذة نتيجة إنتاج بعض المركبات مثل الأسيتالدهيد وأسيتات الإيثيل. وتصل فترة التخزين في الظروف الجيدة إلى نحو 15 يومًا.

ويُعد فقدان الكلوروفيل من البراعم الزهرية وارتفاع معدل التنفس من أهم العوامل المسببة لتدهور رؤوس البروكلي أثناء التخزين.
وأشارت إلى أن استخدام عبوات البولي إيثيلين ساعد على احتفاظ الأقراص باللون الأخضر نتيجة الحفاظ على محتواها من الكلوروفيلات الكلية، إضافة إلى احتفاظها بمكوناتها الكيميائية الأخرى مثل المواد الصلبة الذائبة وحمض الإسكوربيك.
استخدام العبوات في التخزين
وأوضحت العوضي أن العبوات تُعد من العوامل المهمة في تخزين وتسويق البروكلي، فهي تحوي وتحمي وتساعد على بيع المنتج. وتختلف مدة التخزين تبعًا لنوع العبوات وحجمها ودرجة الحرارة.
وأظهرت التجارب السابقة على البروكلي وغيره من الخضر أن استخدام العبوات الكرتونية يقلل نسبة الفقد في الوزن ونسبة الثمار غير الصالحة للتسويق، كما أن الثمار المخزنة في عبوات الكرتون احتفظت بمكوناتها الكيميائية مثل المواد الصلبة الذائبة وحمض الإسكوربيك والكلوروفيلات والسكريات بنِسَب أعلى من غير المعبأة.
أما استخدام عبوات البولي إيثيلين والبولي فينيل كلوريد (PVC) لإطالة فترة التخزين، فقد أثبتت الأبحاث أنها تقلل من نسبة الفقد في الوزن بفضل احتفاظ الأقراص برطوبة أعلى.
وأظهرت التجارب أن الفقد في الوزن انخفض بنسبة 50% مقارنة بالأقراص غير المعبأة، كما ساعدت هذه العبوات في تأخير حدوث التلف وتقليل نسبة التالف.
الغمر في الماء الساخن
وبيّنت أن استخدام الماء الساخن كمعاملة بعد القطف يُعد من الطرق السهلة وقليلة التكلفة، إذ يقلل بدرجة كبيرة من الضرر الناتج عن الكائنات الحية الدقيقة، بشرط استخدام درجات حرارة ومدة غمر مناسبة لا تُسبب ضررًا للأجزاء النباتية.
ونصحت بضرورة تخزين الأقراص بعد الغمر مباشرة عند درجات حرارة منخفضة لا تقل عن الصفر المئوي، مع توفير رطوبة نسبية تتراوح بين 90 و95%.
نتائج بحثية حول معاملات البروكلي
وأشارت إلى أن بعض الأبحاث أوضحت أن معاملة أقراص البروكلي بالماء الساخن على درجات حرارة بين 45 و48 درجة مئوية لمدة دقيقة إلى ثلاث دقائق، ثم تخزينها عند 20 درجة، أدى إلى زيادة الفقد في الوزن بنسبة 1%.
بينما بينت تجارب أخرى أن غمر الأقراص على درجة حرارة 45 درجة لمدة 14 دقيقة قلل من نسبة الفقد.
كما أدى غمر الأقراص في ماء ساخن على درجات حرارة بين 42 و52 درجة لمدة دقيقتين إلى تأخير ظهور التلف، وكانت أفضل الدرجات المؤثرة بين 50 و52 درجة مئوية.
واختتمت العوضي بأن استخدام الماء الساخن كمعاملة بعد القطف كان ذا تأثير إيجابي على احتفاظ البروكلي والعديد من الخضروات بنسبة أعلى من محتواها الكيميائي، بما في ذلك المواد الصلبة الذائبة وحمض الإسكوربيك والسكريات الكلية، بالإضافة إلى الحفاظ على اللون الأخضر بفضل الاحتفاظ بالكلوروفيل مقارنة بالأقراص غير المعاملة.





