باحثة مصرية توصي باستخدام مياه الصرف الصحي في زراعة الغابات الشجرية بالأراضي الصحراوية.. قد توفر 2 مليار دولار
تخفيف المناخ وخفض ثاني أكسيد الكربون وتنقية الجو من الشوائب والأتربة وإنتاج كميات أخشاب ذات قيمة عالمية عالية
كتب : محمد كامل
تناولت الباحثة عفاف لبيب شكري، في رسالتها للماجستير بعنوان: تأثير استخدام مياه الصرف الصحي المعالج على إنتاجية وجودة أخشاب الغابات الشجرية”، حيث أن مصر في بداية الثمانينيات عانت من التخلص الآمن من مياه الصرف الصحي، وبدأت الصرف في البحر، مما تسبب في مشاكل بيئية، لذا اتجهت الآراء والحلول إلى إنشاء غابات صناعية على مياه الصرف المعالج في الصحراء، وكانت سابقة عالمية وتجربة فريدة، فهي تجربة تهدف للتخلص الآمن من مياه الصرف الصحي والتقليل من الفجوة الاستيرادية، والتي تعدت 2 مليار دولار سنوياً، بجانب إيجاد فرص العمل للكثير من الشباب.
واستكملت الباحثة، في رسالتها التي تقدمت بها في قسم العلوم الزراعية البيئية، بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، أن إنتاج مياه الصرف المعالج بلغ 7.6 مليون متر مكعب سنويا، وحاولت الدراسة معرفة تأثير استخدام مياه الصرف المعالج على جودة ونمو الأخشاب، خاصة بعض الأشجار الخشبية مقارنة بالأشجار المروية على المياه العذبة.
قيم تأثير ري الأشجار الخشبية بمياه معالجة مقارنة بالمياه العذبة
وأضافت الباحثة، أن التجربة التي أجريت بين عامي 2018 و2019، لتقيم تأثير ري الأشجار الخشبية باستخدام مياه الصرف الصحي المعالج مقارنة مع الري باستخدام المياه العذبة على معدل نمو الكتلة الحية فوق سطح التربة، وتراكم العناصر المختلفة في التربة والنبات.
وتمت التجربة على 3 أنواع من الأشجار الخشبية، وهي : ” الكايا، سرو البحر المتوسط ، الكافور الليموني”، وتمت التجربة في موقعين أحدهم بالمزرعة التجريبية في محافظة الإسماعيلية، وقد تم تخصيصها للتخلص الآمن من مياه الصرف الصحي المعالج بزراعتها بالأنواع المختلفة على مدار موسمين 2018, 2019، وأما المزرعة التجريبية الأخرى كانت بمحافظة الجيزة وهي استخدام المياه العذبة في ري النباتات الموجودة بها.
وقسمت الباحثة عناصر الدراسة إلى تقييم تأثير ري الأشجار الخشبية، باستخدام مياه الصرف الصحي المعالج، مقارنة مع تلك المروية بالمياه العذبة، وهذا التقييم يتم عن طريق أولاً: معدل نمو الكتلة الحية فوق سطح التربة بقياس ارتفاع الأشجار باستخدام قياس الأشجار وقت الظهيرة مع قياس المساحة القاعدية للشجرة بالمتر المربع، ثانياً: تراكم العناصر المعدنية المختلفة من عناصر صغري وكبري وثقيلة في التربة ثالثاً: تراكم العناصر المعدنية في الزهور والأوراق المميتة.
أهم النتائج
توصلت الباحثة لعدد من النتائج من أهما: نمو الكتلة الخشبية للأشجار باستخدام مياه الصرف الصحي المعالج، حيث وصل النمو لإلى 2.6 – 2.4 – 1.4 في الثلاثة أنواع من الأشجار مقارنة بالأشجار المروية بالمياه العذبة.
من حيث وجود معادن وتراكمها في التربة تحت الأشجار ، فقد حقق الري باستخدام مياه الصرف المعالج على القيم لتراكم العناصر الغذائية الكبرى والصغرى، فضلا عن المعادن الثقيلة على جميع المستويات الأعمق مقارنة بتلك التي تم ريها بالماء العذب وكذلك العناصر الغذائية الكبرى في الطبقة العميقة من التربة اختلفت عن الصغرى في مستويات تركيزها حيث تركز الحديد في الطبقة العميقة من التربة وتركز كل من النحاس والزنك والمنجنيز في الطبقات العليا من سطح التربة.
كما أن مياه الصرف الصحي التي يتم تصريفها من محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالإسماعيلية إلي مزارع غابات سرابيوم من بين الحدود المسموح بها في القوانين المصرية القانون 44 لسنة 2000 وقانون منظمة الصحة العالمية لـ 2006 بناءاً علي انخفاض مستويات المواد الصلبة الذائبة.
تعتبر معالجة مياه الصرف الصحي قبل التصرف في المسطحات المائية أمراً حيوياً لمنع التلوث وحماية البيئة بأكملها والصحة العامة.
وانتهت الباحة بتوصيات أهما: ينصح باستخدام مياه الصرف الصحي المعالج في زراعة الغابات الشجرية بالأراضي المصرية الصحراوية، لأنها تعمل علي تخفيف المناخ من خلال خفض ثاني أكسيد الكربون الممثل في الجو، وإنتاج الأوكسجين بالإضافة إلى تنقية الجو من الشوائب والأتربة، وإنتاج كميات من الأخشاب ذات قيمة عالمية عالية، فإن الغابات الشجرية تعمل على التخلص الآمن للصرف الصحي.
