مشروع زراعة عمودية مكثفة.. متر مربع من المواسير يعطي انتاجية 15 متر مربع من الأراضي
إنتاج متوسط من 8 الى 10 أضعاف.. استخدام لبيئات خاملة كالصوف الصخري والأسفنج والبيرليت والبيتموس

كتب : محمد كامل
كشف د. العزب الرفاعي، خبير في تقنيات الزراعات المائية والزراعة بدون تربة، وعضو في الهيئة الاستشارية العليا للزراعة المائية لـ ” المستقبل الأخضر ” ، عن المشروع الجديد وهو تصميم نظام الزراعات المائية ” العمودي ” للتكثيف المحصولي بإحدى المزارع موضحاً يتم ذلك عن طريق الزراعة في مواسير بلاستيكية والتغذية بمحاليل مغذية، مشيراً الى ما توصل إليه المشروع هو أن متر المربع من المواسير يعطي إنتاجية 15 متر مربع من الأراضي حيث يضم العمود الواحد 12 ماسورة ويحمل الاستاند 24 ماسورة ويتم زراعة الورقيات في هذا النظام الذي مازال تحت الإنشاء.
وأوضح د. العزب أن الهيدروبونيك بكل بساطة الزراعة المائية أو الزراعة بدون تربة ففي الأولى تتم الزراعة باستخدام محاليل مغذية حيث تنمو الجذور بشكل مباشر ملامسا للمحلول المغذى بينما الزراعة بدون تربة تعنى استخدام مشابهات لبيئات التربة ولكنها مواد خاملة ويقصد بالخاملة أن هذه المواد لا تتفاعل مع مكونات المحلول المغذى على الإطلاق وبالتالي يظل المحلول المغذى دوما في صورة ميسرة ومتوازنة دون خلل، مضيفاً أهم أنواع البيئات الخاملة هي: الصوف الصخري والإسفنج والبيرليت والبيتموس

واستكمل د. العزب بما أن الهيدروبونيك لا تحتاج الى تربة فبالتالي يمكن زراعتها داخل المدن وفوق الأسطح وفى البلكونات وفى كافة أنواع الأراضي غير الصالحة للزراعة أو التي بها مشاكل مثل الأراضي الطفلية أو الحجرية والتي تحتوي على نسبة ملوحة مرتفعة.
وأوضح، أن من أهم مميزات الهيدروبونيك أنها موفرة في استهلاك المياه لأنه مع هذا النظام لا يوجد أي فقد للماء سواء كان بالرشح أو الغسيل أو البخر بعيد عن جذور النبات، مشيراً إلى أن نسبة توفير المياه تصل من 80الى90 % مقارنة بالزراعات التقليدية أما من ناحية التسميد فأن النسبة أيضا تكون من 80الى90% من أجمالي كمية الأسمدة المضافة في الزراعات التقليدية موضحاً ذلك أن الأسمدة تضاف الى مياه الري في صورة متوازنة يعاد تدويرها واستخدامها مرات عديدة في التسميد ثم يعوض القدر الذى امتصه النبات فقط.

حيث لا يوجد مشكلة غسيل للأسمدة عند الري الزائد ولا يوجد تثبيت للعناصر وذلك لعدم وجود تربة فلا تتفاعل الأسمدة مع مكونات التربة وبالتالي لا تتحول الى عناصر غير قابلة للامتصاص.
وكشف العزب، أن ما يميز هذا النظام هو توفير مساحات الأرض وذلك لأن إنتاجية المتر المربع قد تعادل من 8 الى10 أضعاف الإنتاجية في الزراعة التقليدية مما يوفر ما يقرب من 90 % من المساحات الكلية المزروعة وتخصيصها لزراعة محاصيل استراتيجية أخرى.
تابع العزب من أهم المميزات التبكير في نضج المحصول فعلي سبيل المثال : خس الكابوتشا في حالة الزراعة بالنظام التقليدي يعطى محصول بعد حوالى 30 يوم بينما في حالة الزراعة بنظام الهيدروبونيك يعطى محصول بعد 20 لـ 22 يوم فهذا التبكير يتيح الزراعة لدورتين في الموسم بدلا من واحدة.

إنتاج متوسط من 8 الى 10 أضعاف
وبما أن المتر المربع يعطى إنتاج متوسط من 8 الى 10 أضعاف وحدة المساحة، فعلى سبيل المثال أيضا : الطماطم تعطى حوالى 5,6 طن لكل 1000 متر في الزراعات التقليدية بينما نفس المساحة بنظام الهيدروبونيك تعطى 40 طن، بالإضافة الى انتظام نمو النبات حيث لا توجد مشاكل التربة.
وفي حالة الزراعة داخل المنازل المكيفة يمكن أن تزرع أي محصول طوال العام، وبالتالي الاستفادة من فروق الأسعار الناتج عن زراعة محاصيل الشتاء في الصيف والعكس كذلك فإن الزراعة داخل البيوت المكيفة يتم فيها التحكم في درجات الحرارة ودرجات الرطوبة مما يقلل من انتشار الأمراض.
ومع هذه الأنظمة الزراعية يمكن توفير العمالة والعمليات الزراعية وذلك للتحكم الآلي في كافة مراحل العمل حيث لا يوجد تكاليف حرث أو تنظيف أو تقصيب أو عمالة ري، ومكافحة حشائش ويقتصر دور العامل على الزراعة وجنى المحصول وتنفيذ برنامج الوقاية.