السيارات الرخيصة تلوث الهواء أكثر من الفاخرة.. دراسة تكشف الحقيقة المقلقة

أظهرت دراسة حديثة أن السيارات الرخيصة تميل إلى إطلاق كميات أكبر من الانبعاثات السامة مقارنة بالنماذج الفاخرة، وهو اكتشاف يربط بشكل مباشر بين الميزانية الشخصية وجودة الهواء المحلي، ويكشف فجوة بيئية غير عادلة.

اعتمد فريق الباحثين، بقيادة الدكتور Omid Ghaffarpasand، زميل أبحاث متخصص في انبعاثات المركبات بجامعة برمنغهام، على أكثر من 50,000 قياس مباشر على الطرق.

استخدم الباحثون تقنية الاستشعار عن بعد لقياس الغازات المنبعثة من السيارات أثناء مرورها، دون الحاجة لأي اتصال مادي مع المركبات، مع تسجيل كل سيارة وفقًا لمعيار الانبعاثات الأوروبي (Euro Standard).

الصلة بين السعر والانبعاثات

أظهرت النتائج أن سيارات الديزل الأعلى سعرًا تصدر نحو 40% أقل من ملوثات النيتروجين مقارنة بأرخص السيارات، في حين أن أرخص السيارات أطلقت نحو 50% أكثر من ملوثات النيتروجين لكل وحدة وقود مقارنة بالنماذج المتوسطة السعر، حتى وإن كانت تحمل نفس تصنيف الانبعاثات الرسمي.

أما سيارات البنزين، فقد أظهرت انخفاضًا طفيفًا في الانبعاثات مع زيادة السعر، بينما لم يظهر أي نمط واضح بالنسبة للجزيئات الدقيقة.

الأثر الصحي والبيئي

تؤدي ملوثات مثل ثاني أكسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة إلى التهابات في الرئة، وزيادة معدلات الربو، وأمراض القلب، وتقليل متوسط العمر المتوقع في المدن الملوثة.

وتوضح الدراسة أن أصحاب الدخل المنخفض غالبًا ما يشترون سيارات قديمة ورخيصة، ما يجعل مجتمعاتهم أكثر عرضة للانبعاثات الضارة.

العدالة البيئية والسياسات المقترحة

يؤكد الباحثون على أن الاعتماد على تصنيفات الانبعاثات الرسمية أو تحديد عمر المركبة وحده قد لا يكون كافيًا، إذ يمكن لسيارتين بنفس التصنيف أن تنتجا مستويات انبعاث مختلفة بشكل كبير بحسب سعرها. وتشمل الحلول المقترحة:

• دعم شراء السيارات النظيفة من خلال الحوافز الضريبية.

• برامج scrappage لدعم استبدال المركبات القديمة.

• دعم إصلاح وصيانة السيارات عالية الانبعاثات.

• تعزيز الرقابة والفحص الصارم للمركبات القديمة.

تقليص فجوة التعرض للانبعاثات

في العديد من الدول، تعاني الأحياء منخفضة الدخل وذوي البشرة الملونة من أعلى مستويات التعرض للجسيمات الدقيقة وغازات النيتروجين. وتشير الدراسات إلى أن استهداف هذه المناطق بخفض الانبعاثات يمكن أن يقلص فجوة التعرض البيئي بشكل فعال حتى مع تخفيض نسبي للانبعاثات على مستوى المدينة.

الدروس المستفادة للسائقين والمدن

بالنسبة للأفراد، يُظهر البحث أن السعر الحقيقي للسيارة يشمل أثرها البيئي، وأن الاستثمار في سيارة مستعملة أغلى قليلًا قد يقلل البصمة التلوثية على مدار عمر المركبة. أما المدن، فيمكنها الاستفادة من بيانات الاستشعار عن بعد لتحديد الشوارع والمركبات الأكثر تلويثًا، وتوجيه سياسات النقل والمناطق النظيفة والحد من التعرض للمجتمعات الأكثر تضررًا.

الدراسة منشورة في Journal of Cleaner Production، وتسلط الضوء على فجوة بيئية ومالية معقدة: أولئك الأقل قدرة على شراء سيارات نظيفة يعيشون في محيط ملوث، ما يطرح تحديًا حقيقيًا للعدالة البيئية في انتقال المدن نحو النقل المستدام.

تابعنا على تطبيق نبض