هبة محمد إمام: الاقتصاد الدائري الأخضر لبناء نظام متكامل لإدارة النفايات

بارتفاع معدل السكان عالميا، تزايد حجم أنتاج النفايات وتوقع البنك الدولي، أن تزداد كمية النفايات خلال 30 سنة المقبلة ، قد تصل نسبة الزيادة عن المعدلات الحالية بمعدل 70% بحلول 2050 .

كنتيجة للقلق المتزايد من مسألة معالجة النفايات والبحث عن مصادر طاقة جديدة أصبحت قضية النفايات هي قضية عالمية، مع تزايد معدلات أنتاج النفايات وما يتبعها من تداعيات خطيرة على كل دول العالم ، أدى ذلك للبحث عن آليات جديدة تحقق استرداد الموارد الطبيعية المهدرة في صورة نفايات، وتحقيق أبعاد التنمية المستدامة عبر تحويل الاقتصاد الخطي إلى اقتصاد يحد من استنزاف الموارد الطبيعية ويحقق التنمية المستدامة.

الاقتصاد الخطي

الاقتصاد الخطي يتم خلاله استخدم الموارد الطبيعية لإنتاج المنتجات المختلفة، والتي تستخدم ثم يتم التخلص منها، فتصبح نفايات، الاقتصاد الخطي يعتمد على «الأخذ والصنع والاستخدام ثم التخلص»، وهو مسار يؤدي إلى الإهدار للموارد الطبيعية.

الاقتصاد الدائري

يعتمد مفهوم الاقتصاد الدائري على أن الموارد لا تستنفذ ولكن يتم أستخدمها مرارا وتكرار حيث يتم استهلاك( المواد البيولوجية أو المغذيات التربة والنباتات والحيوانات) وتجديدها من خلال عمليات بيولوجية طبيعية بينما المواد مثل البلاستيك، والمواد التركيبية، والمعادن، إلخ) يتم استعادتها من خلال المعالجة، و التدوير وفقا للشكل التالي ولذلك فإن نظام الاقتصاد الدائري يتم تصميمه بشكل يحد من النفايات والتلوث ويسعى النظام جاهدًا لتحسين البيئة وليس فقط حمايتها ، يمكن تحقيق ذلك من خلال تطبيق النظام المتكامل لإدارة النفايات من خلال إعادة الموارد الطبيعية لاستخدام عدة مرات ، يمكن القول انه الاقتصاد الذي يسعى إلى الحفاظ على قيمة المنتجات والموارد لأطول فترة ممكنة .

تعمل جميع الدول حاليا جاهدا في أن يحل الاقتصاد الدائري محلّ الاقتصاد الخطي القائم على سياسة الأخذ والاستخدام ومن ثمّ التخلّص، الهدف من الاقتصاد الدائري بناء اقتصاد لا ينتج عنه نفايات يعتمد على أعادة الاستخدام والتدوير وإنتاج الطاقة.

الاقتصاد الأخضر

التعريف وفقاً لبــرنامج الأمـم المتحدة للبيئـة هو الاقتصاد الـذي ينتـج عنـه تحسـن فـي رفاهيـة الإنسان والمساواة الاجتماعية وتقليل المخاطر البيئيـة ونـدرة الموارد الطبيعية، ويمكـن أن ينظـر إلـى الاقتصاد الأخضـر فـي ابسـط صـورة هو اقتصـاد يقـل فيـه انبعاثـات الكربـون ويزيد من كفـاءة اسـتخدام الموارد، يمكن القول إن هو الاقتصاد الذي يقلل من تلوث البيئي ويحقق كفاءة في استخدام الموارد، قد تنحصر المجالات المعنية بالاقتصاد الأخضر في التالي (إدارة الأراضي و الزراعة المستدامة، الطاقة المتجددة، الأبنية الخضراء، النقل المستدام، إدارة النفايات، إدارة المياه، السياحة) .

الطاقة المتجددة :هو توليد الطاقة من مصادر متجددة وصديقة للبيئة مثل توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، مساقط المياه، الوقود الحيوي.

إدارة النفايات: من خلال تقليل النفايات أعادة استخدامها، تدويرها ومعالجة النفايات الكيميائية والطبية قبل الدفن الصحي، بمعنى  أخر تطبيق النظام المتكامل لإدارة النفايات.

إدارة الأراضي: من خلال التوسع في الزراعة العضوية المستدامة.

إدارة المياه: معالجة مياه الصرف والأمطار وإعادة استخدامها في الزراعة.

الأبنية المستدامة: ويعني البناء بمواد صديقة للبيئة، التي تعمل على توفير الطاقة.

السياحة: من خلال التوسع في إنشاء المنتجعات السياحية، والتي تتسم بالمناطق الخضراء والمسطحات المائية التي تساههم في تخفيض درجات الحرارة ، تعمل هذا المنتجعات على ترشيد الطاقة والمياه باستخدام تكنولوجيا متخصصة وهو ما يؤدي في النهاية إلى خفض تكاليف التشغيل وتقليل هدر الموارد الطبيعية.

النقل المستدام: هو وسيلة نقل ذات تأثير منخفض على البيئة، ويشمل النقل غير الميكانيكي المشي وركوب الدراجات ويشمل النقل المستدام مشاركة السيارات والمركبات الخضراء، بناء و حماية أنظمة النقل ذات الكفاءة في استهلاك الوقود .

هل الاقتصاد الدائري هو الاقتصاد الأخضر؟

وفقا للتعريف السابق للاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر كلاهما يعملنا على استدامة الموارد الطبيعية والحد من استنزافها وبناءا عليه نرى ان القاسم المشترك بينهما هو تطبيق النظام المتكامل لإدارة النفايات لضمان استرداد الموارد الطبيعية.

مفهوم النظام المتكامل لإدارة النفايات

هي عملية متكاملة للتعامل مع النفايات من جمع ونقل وتخلص تهدف بشكل عام للاقتراب من الحالة المثالية التي تحقق حماية الصحة العامة وتلوث البيئة المحيطة بكافة عناصرها، والمحافظة على الموارد الطبيعية واستردادها .

الاقتصاد الدائري الأخضر

وفقا لما سبق ذكره يمكننا الجمع بين الاقتصاد الدائري و الأخضر تحت مسمى الاقتصاد الدائري الأخضر وتعريفة على انه نظام اقتصادي مستدام يعمل على استدامة الموارد وتقليل التلوث البيئي من خلال تطبيق النظام المتكامل لإدارة النفايات الذى يعتمد على (تقليل النفايات ، أعادة الاستخدام ، تدوير النفايات).

الخلاصة

يمكننا القول، إن تطبيق الاقتصاد الدائري أو الاقتصاد الأخضر يحقق نفس الأهداف، والتي تتلخص في تقليل استنزاف الموارد الطبيعية وتقليل التلوث البيئي، لذلك يمكننا الجمع بين الاقتصاد الدائري والأخضر تحت مسمى الاقتصاد الدائري الأخضر، والذي يمكن تحقيقه عن طريق تطبيق النظام المتكامل لإدارة النفايات من خلال تقليل النفايات وإعادة الاستخدام وتدوير النفايات، لإنشاء نظام وحلقة مغلقة تحد من هدر الموارد الطبيعية، مما يقلل مدخلات الموارد الطبيعية إلى الحد الأدنى ويخفّض حجم النفايات والتلوث البيئي ويحقق أعلى عائد اقتصادي ويحافظ على حقوق الأجيال القادمة في الموارد الطبيعية.

تابعنا على تطبيق نبض