أهم الموضوعاتأخبارتغير المناخ

الأمم المتحدة تحذر في افتتاح cop30: الفشل في التحول للاقتصاد منخفض الكربون سيؤدي إلى المجاعة والنزاعات

سيمون ستيب: لا توجد دولة واحدة يمكنها تحمّل عواقب الفشل.. فالكوارث المناخية تقتطع أرقامًا مزدوجة من الناتج الإجمالي

حذّر سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، من أن الحكومات التي تتقاعس عن التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون ستُحمَّل المسؤولية عن انتشار المجاعات والنزاعات في الخارج، فضلًا عن الركود وارتفاع معدلات التضخم داخل بلدانها.

جاءت تصريحاته خلال افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 30) في مدينة بيليم البرازيلية، بمشاركة وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى من نحو 200 دولة، في مشهد وصفه ستيل بأنه “تصوير صارخ لثمن الفشل في مواجهة أزمة المناخ”.

وقال في كلمته الافتتاحية:

«لا توجد دولة واحدة يمكنها تحمّل عواقب الفشل، فالكوارث المناخية تقتطع أرقامًا مزدوجة من الناتج المحلي الإجمالي. التراجع بينما تجتاح الجفافات الكبرى المحاصيل الوطنية، وترتفع أسعار الغذاء، أمر غير منطقي اقتصاديًا ولا سياسيًا. أن نتنازع بينما تحل المجاعات ويُجبر الملايين على النزوح… هذا لن يُنسى أبدًا، ومعه ستتسع رقعة الصراعات».

وأضاف:«حين تدمر الكوارث المناخية حياة الملايين ونحن نملك الحلول بالفعل، فلن يغفر لنا أحد ذلك».

مؤتمر المناخ cop 30
سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ

أجواء افتتاح المؤتمر في بيليم

اصطفت مئات الوفود صباح الافتتاح عند مدخل القاعة الضخمة التي شُيّدت خصيصًا في منتزه “باركي دا سيدادي” بمدينة بيليم، حيث توافد المشاركون بملابسهم التقليدية أو الرسمية، في مشهد احتفالي متنوع.

وعند الدخول، استقبل الحضور طيف واسع من الأجنحة الوطنية التي تسعى إلى عرض إنجازاتها المناخية من خلال عروض وندوات. ومن اللافت وجود جناحين متجاورين لكلٍّ من تركيا وأستراليا، في وقت تشهد فيه العاصمتان خلافًا محتدمًا حول استضافة مؤتمر كوب 31 العام المقبل.

السكان الأصليين ومشاركات في كوب 30

في المقابل، لفت غياب الولايات المتحدة الأمريكية الأنظار، إذ امتنعت إدارة الرئيس دونالد ترامب، المعروف بإنكاره لتغير المناخ، عن إرسال وفد رسمي للمشاركة في المؤتمر، رغم كونها أكبر مصدر تاريخي لانبعاثات الكربون في العالم.

وقد تميز جناح الصين بتقديمه مراوح ورقية مكتوب عليها بالخط الصيني الأنيق، بينما أعلنت ماليزيا عن جناح يتضمن “غابة افتراضية”، وخصصت إندونيسيا عروضًا راقصة تقليدية، فيما قدّمت البرازيل قهوتها الشهيرة لزوّار جناحها، وإن كانت الطوابير طويلة والمشروبات محدودة الكمية.

أما المركز الإعلامي فبدا شبه خالٍ، ما أثار التساؤلات حول انخفاض الحضور الصحفي هذا العام، رغم وصف المؤتمر بأنه الأهم منذ توقيع اتفاق باريس قبل عقد من الزمن.

المركز الإعلامي في مؤتمر المناخ كوب 30- البرازيل

«كوب باكو» يسلّم الراية إلى البرازيل

خلال الجلسة الافتتاحية، سلّم مختار باباييف، وزير البيئة الأذري ورئيس مؤتمر كوب 29 في باكو، رئاسة الدورة إلى البرازيل، مشددًا على ضرورة البناء على تعهدات التمويل المناخي التي تم الاتفاق عليها العام الماضي، والتي تنص على توفير 300 مليار دولار سنويًا بحلول 2035، مع هدف طموح لزيادة المبلغ إلى 1.3 تريليون دولار سنويًا بدعم من القطاع الخاص.

وقال باباييف:

«تحقيق هدف باكو المالي سيكون شرطًا أساسيًا لنجاح كوب 30، وعلى الدول المتقدمة أن تفي بالتزاماتها تجاه المجتمعات الأكثر هشاشة».

تقرير أممي: الأطفال على خطوط الجوع الأمامية

بالتزامن مع افتتاح المؤتمر، أصدرت منظمة “وورلد فيجن” الخيرية تقريرًا صادمًا كشف أن 80% من خطط المناخ الوطنية حول العالم تتجاهل قضية الجوع وسوء تغذية الأطفال في سياق التغير المناخي.

وأوضحت المنظمة، بعد مراجعة 84 خطة وطنية، أن أقل من خمس الدول تشير إلى جوع الأطفال، بينما تذكر نسبة أقل بكثير سوء التغذية أو تخصيص ميزانيات لمعالجته.

تجاهل قضية الجوع وسوء تغذية الأطفال في سياق التغير المناخي
تجاهل قضية الجوع وسوء تغذية الأطفال في سياق التغير المناخي

وذكرت المنظمة أن نحو 2.6 مليار شخص حول العالم — أي ما يقارب ثلث سكان الأرض — لا يستطيعون تحمّل كلفة النظام الغذائي الصحي، محذّرة من احتمال ارتفاع هذا الرقم بنسبة 20% بحلول عام 2050 إذا استمرت ظواهر المناخ المتطرفة.

وقالت كيت شو، كبيرة المستشارين في المنظمة:

«حين يغيب الأطفال عن البيانات والميزانيات والاستراتيجيات، يصبحون غائبين أيضًا عن الحلول التي تشكّل مستقبلهم. لقد دخلنا عصر “المستقبلات الجائعة”، والأطفال يقفون في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ».

واختتمت شو بدعوة حازمة:«يجب أن يكون مؤتمر كوب 30 نقطة تحوّل. لا يمكن أن يظل الأطفال مجرد فكرة هامشية في سياسات المناخ، بل يجب أن يكونوا في صميمها».

مقالات ذات صلة

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من المستقبل الاخضر

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading