أرصدة التنوع البيولوجي تقدم منافع للأعمال التجارية والطبيعة والمجتمعات المحلية

يهدد التدهور المستمر النظم الإيكولوجية الحرجة والخدمات التي تقدمها وتقترب الاقتصادات بشكل خطير من نقاط التحول التي لا رجعة فيها.

في “مؤتمرات المناخ COP26” – COP26 في جلاسكو و COP27 في شرم الشيخ – كان هناك اعتراف متزايد بدور الطبيعة كحل رئيسي للمساعدة في تنفيذ اتفاقية باريس، زاد هذا من التوقعات بإمكانية الاتفاق على إطار عالمي للتنوع البيولوجي في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس عشر للتنوع البيولوجي COP15، الذي ينعقد حاليًا في مونتريال.

الأهداف القائمة على العلم

يبحث عدد متزايد من الشركات في بصمتها الطبيعية من خلال عدسة التسلسل الهرمي للتخفيف من شبكة الأهداف العلمية (SBTN) “تجنب، وخفض، واستعادة، وتجديد، وتحويل”، وبالمثل، فإن إطار العمل قيد التطوير من قبل فريق العمل المعني بالإفصاحات المالية المتعلقة بالطبيعة (TNFD) يمهد الطريق للشركات لتقييم الآثار المالية المرتبطة بالطبيعة والتبعيات والكشف عنها وإدارتها.

فحساب المخاطر المتعلقة بالتنوع البيولوجي والتخفيف من حدتها لا يكفي، تدرك الحكومات والقطاع الخاص على حد سواء أن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أمر ضروري، وهذا يتطلب تحولًا ملموسًا في الاقتصادات ويجب أيضًا تمكين العمل الإيجابي للطبيعة ، مع الاستثمار وفرص الأعمال الجديدة.

ائتمانات التنوع البيولوجي كأداة اقتصادية

آلية واحدة لمساعدة الشركات على تحقيق نتائج إيجابية للطبيعة هي ائتمان التنوع البيولوجي،”ائتمان التنوع البيولوجي”، هو أداة اقتصادية تستخدم لتمويل الأنشطة التي تحقق صافي مكاسب إيجابية للتنوع البيولوجي، على عكس تعويضات الكربون أو التنوع البيولوجي، وهي مدفوعات تدفعها شركة للتعويض عن آثارها الضارة على النظم البيئية الخاصة بالموقع، تسمح ائتمانات التنوع البيولوجي للشركات بدعم العمل الإيجابي للطبيعة، وتمويل الحفاظ على الطبيعة واستعادتها على المدى الطويل، ومساهمة ذات ترتيب أعلى من مجرد تعويض التأثير السلبي.

وجود إدارة شفافة

يمكن أن تساعد اعتمادات التنوع البيولوجي الطوعية القطاعين العام والخاص على تحقيق نظام اقتصادي إيجابي الطبيعة، ولكن فقط في حالة وجود إدارة شفافة، على سبيل المثال، يجب إشراك السكان الأصليين والمجتمعات المحلية الذين يحمون النظم الإيكولوجية الطبيعية في المشاركة المحترمة والفعالة، يجب مراعاة وضوح الإضافية والقياس القوي والإبلاغ والتحقق (MRV)، والحلول لمعالجة العد المزدوج والدوام والنتائج غير المقصودة المتسربة إلى المناطق الجغرافية القريبة لضمان النجاح.

يمكن استخلاص مبادئ الحوكمة من الجهود الأفضل في فئتها من سوق الكربون ومن مبادرات الحفظ والاستعادة التي تحدث بالفعل على أرض الواق، في سوق مع مخاطر عالية على السمعة، سيساعد وضع مبادئ طوعية أساسية مقبولة على نطاق واسع الآن في بناء مزيد من الشرعية في منهجيات المشروع التي سيتم تطويرها في السنوات القادمة.

نمو اللاعبين في التنوع البيولوجي

نما عدد الجهات الفاعلة ومؤيدي المشروع المشاركين في مجال التنوع البيولوجي بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية وسيستمر في القيام بذلك. يبحث السكان الأصليون والمجتمعات المحلية ومنظمات الحفظ وغيرهم من مطوري المشاريع عن طرق لتمويل جهودهم وتوسيع نطاقها وسيساعدهم بيع ائتمانات التنوع البيولوجي عالية السلامة في عملياتهم ونتائجهم. ومن الأمثلة القليلة على كيفية حدوث ذلك، اعتمادات Cusco Cloud Forest National Park في هندوراس، وبرنامج Wilderlands في أستراليا، وائتمانات التنوع البيولوجي للنظام الإيكولوجي للغابات Boreal في السويد.

الاستمرارية وضمان النتائج

بينما يتقدم السوق بوتيرة سريعة ، لا تزال الأسئلة المهمة بحاجة إلى إجابة، سيتطلب بعضها النقاش والتعاون بين جميع الجهات الفاعلة، مثل الاستمرارية وضمان النتائج، والتمايز مع سوق الكربون، وإذا كان قياس النشاط يمكن أن يساوي قياس النتيجة الناتجة. سيتم الرد على الأسئلة الأخرى فقط من خلال التطبيقات العملية وتنفيذ المشاريع التجريبية، مثل ديناميكيات السوق، والدوافع على جانب الطلب واختبار عوامل التمكين التقنية.

فرص نمو مهمة لحماية الموارد الطبيعية 

بشكل عام ، يوفر سوق التنوع البيولوجي التطوعي فرص نمو مهمة لحماية مواردنا الطبيعية وتخفيف المخاطر والتكيف مع آثار تغير المناخ، لا يزال الهدف المجتمعي المتمثل في وقف فقدان التنوع البيولوجي بحلول عام 2030 يمثل جهدًا كبيرًا ويمكن لأسواق التنوع البيولوجي الطوعية أن تلعب دورًا مهمًا في تعبئة رأس المال وإظهار دافع القطاع الخاص لتحقيق نتائج إيجابية للطبيعة.

وستكافح على المدى الطويل للوصول إلى النطاق المطلوب بدون طموح وإطار عمل مقبول عالميًا، مثل ذلك الذي تتفاوض عليه الحكومات في مونتريال في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي COP15. هناك حاجة إلى “اتفاقية باريس” قوية للطبيعة من أجل ثني المنحنى على فقدان الطبيعة بحلول عام 2030.

تابعنا على تطبيق نبض