ماذا يعني Net Zero وما أهميته في الحد من أثار تغير المناخ؟
العديد من الفوائد لقوانين ولوائح صافي الصفر.. ما دور الأفراد في تحقيق الحياد الكربوني
كان مفهوم “صافي الصفر” موجودًا منذ فترة ولا يمر يوم دون أن يذكره أحد.
يتعلق صافي الصفر بالاعتراف بتأثير البشر على المناخ والحد منه، كما أنه يشكل الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم، مع التأثيرات على المستوى المحلي والوطني وحتى الدولي، ماذا يعني صافي الصفر حقًا ولماذا يظهر على شفاه الجميع؟
ماذا يعني صافي الصفر؟
يدور مفهوم صافي الصفر حول تقليل أو إزالة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وخاصة ثاني أكسيد الكربون (CO2) ، وكما تقول الأمم المتحدة: “الصفر الصافي يعني خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى أقرب ما يمكن إلى الصفر قدر الإمكان، مع إعادة امتصاص أي انبعاثات متبقية من الغلاف الجوي، عن طريق المحيطات والغابات على سبيل المثال”.
يهدف الأفراد والشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم إلى توليد أقل عدد ممكن من الانبعاثات – أو إزالة كمية مساوية من الغلاف الجوي لما ينتجونه. تهدف أهداف صافي الصفر إلى منع متوسط درجات الحرارة العالمية من الارتفاع أكثر.
نظرًا لأن الانبعاثات تظل محاصرة في الغلاف الجوي لفترات طويلة من الزمن وتؤثر بشكل مباشر على درجات الحرارة العالمية، فإن أهداف صافي الصفر الحقيقي لا تتوافق بحكم تعريفها مع الوقود الأحفوري- حتى لو قمنا بتوسيع نطاق الطاقة المتجددة أو زرع الأشجار لموازنة ناتجها.
في السنوات الأخيرة، حددت معظم البلدان في العالم أهدافًا صافية صفرية، وتطوير السياسات واللوائح التي ستساعدها على الوصول إلى هدف خفض انبعاثاتها والوصول في النهاية إلى حياد الكربون.
أهمية صافي الصفر
يعتبر مفهوم صافي الصفر مهمًا لأنه يؤثر بشكل مباشر على صحة البشر والبيئة. تبقى غازات الدفيئة في الغلاف الجوي لفترة طويلة، لذلك من المفيد أن يكون لديك مصطلح عالمي يشير إلى حل، بالإضافة إلى ذلك، تستخدم العديد من الحكومات أفكار صافي الصفر لتطوير القوانين واللوائح التي تهدف بشكل مباشر إلى حماية الكوكب.
قد يعتقد بعض الناس أن مشاركتهم تتوقف مع مساهماتهم أو التزامات حكوماتهم، لكن مفهوم صافي الصفر يؤثر على الجميع، بغض النظر عن الدول التي تنبعث منها غازات الدفيئة ، فإنها تنتشر بالتساوي في جميع أنحاء العالم بعد الاختلاط في الغلاف الجوي وتأثيراتها لا تدخر أحداً.
نظرًا لأن أي تغيير بسيط في درجات الحرارة العالمية يمكن أن يكون له آثار مدمرة، تحتاج البلدان إلى المشاركة في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
يمكن أن تؤدي زيادة درجة واحدة إلى موجات حر وجفاف وفيضانات مدمرة تؤدي إلى خسائر بيئية هائلة وتشريد مجتمعات بأكملها، يحدث هذا في كثير من الأحيان في البلدان التي تساهم بأقل قدر في الانبعاثات العالمية ومع ذلك فهي الأكثر عرضة لتغير المناخ.
تاريخ موجز لـ Net Zero
بينما تم تطوير المفهوم مؤخرًا نسبيًا ، تعود البيانات الخاصة بانبعاثات البلدان والمخاطر المرتبطة بها إلى حوالي عام 1750.
من بين أكثر من 1.5 تريليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة منذ ذلك الحين، يأتي ما يقرب من 25٪ من الولايات المتحدة، تأتي الصين في المرتبة الثانية مع ما يقرب من 12 ٪ من الانبعاثات العالمية.
بدأت معظم البلدان في إنتاج ثاني أكسيد الكربون بسرعة خلال الثورة الصناعية عندما ساهم التقدم التكنولوجي في نمو صناعاتها. بدأت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الارتفاع بشكل حاد منذ الخمسينيات.
بحلول عام 2000، وصلوا إلى 25.23 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون وبحلول عام 2020، وصلوا إلى 34.81 مليار طن متري.
في تقرير التقييم الخامس الذي نشرته في عام 2013 ، حذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة العالم بالفعل من ضرورة الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التراكمية في الغلاف الجوي باعتبارها الطريقة الوحيدة لوقف الاحتباس الحراري في نهاية المطاف، مع توضيح كيفية ذلك.
إضافات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي اللازمة للوصول إلى الصفر، ومع ذلك ، على الرغم من البيانات المقلقة، بدأت معظم البلدان مؤخرًا العمل نحو أهداف صافي الصفر.
في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2015 (COP15) في باريس، تبنت ما يقرب من 200 دولة اتفاقية باريس التاريخية – وهي الصفقة التي عممت المصطلح وأطلقت العنان لجهود الدول لخفض انبعاثات الكربون.
ومع ذلك، على الرغم من أن هذا المفهوم أصبح سائدًا فقط منذ أقل من عقد من الزمان، فقد كان هذا المفهوم شائعًا بالفعل ونوقش على نطاق واسع بين المجتمع العلمي لسنوات.
حتى بعد تعميم اتفاقية باريس لمفهوم الوصول إلى صافي الصفر، استمرت كمية ثاني أكسيد الكربون في جميع أنحاء العالم في الارتفاع، لتصل إلى 36.6 مليار طن متري في عام 2022 – أي ما يقرب من 2 مليار طن في غضون عامين فقط.
كان المساهمون الرئيسيون في جميع أنحاء العالم – الصين والولايات المتحدة والهند وروسيا واليابان وإيران والاتحاد الأوروبي – وراء ما يقرب من 50 ٪ من إجمالي الانبعاثات العالمية في عام 2020.
مزايا سياسات Net-Zero
في حين أن معظم البلدان لم تبدأ إلا مؤخرًا في تنفيذ أهداف وسياسات صافية صفرية ، إلا أن هذه الاستراتيجيات لا تزال لها أهمية وتأثير كبيرين ، مما يعود بالفائدة على البيئة والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
هناك العديد من الفوائد لقوانين ولوائح صافي الصفر:
• زيادة الأمن الغذائي: تعمل النباتات بشكل أفضل في مناخ يناسبها ، لذا فإن الزيادات السريعة في درجة الحرارة العالمية أمر خطير، تعد سياسات صافي الصفر أكثر استدامة للبيئة ، وتساهم في صحة المحاصيل وزيادة المخرجات الزراعية.
• صحة المحيط: يؤدي ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى ارتفاع درجات الحرارة بدرجة كافية لإلحاق الضرر بالحياة البحرية مثل الأسماك والشعاب المرجانية من خلال تأثيرات مثل تحمض المحيطات والتغيرات في التيارات ، مما يؤدي إلى تسريع ارتفاع مستوى سطح البحر.
يمكن تقليل التأثيرات الشديدة على تناول الكربون في المحيطات والشعاب المرجانية بنسبة تصل إلى 50٪ مع حدوث انخفاضات طفيفة في ظاهرة الاحتباس الحراري.
• حياة أفضل: قلة الانبعاثات تعني هواء أقل تلوثًا، مما يؤدي إلى حياة أفضل. نظرًا لأن حوالي 7 ملايين شخص يموتون من تلوث الهواء كل عام ، فإن الحد منه أمر بالغ الأهمية.
قد تساعد بعض السياسات المحددة – مثل السياسات التي تحظر بيع السيارات التي تنبعث منها انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتي يمكن أن تساعد في تشجيع نمط حياة يركز بشكل أكبر على ركوب الدراجات أو المشي بدلاً من الاعتماد على مركبات الوقود الأحفوري – على تحسين الصحة الجسدية والعاطفية إلى جانب جودة الهواء.
• تحسين الأحوال الجوية والأنماط: تعتبر الظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير المدارية وموجات الحر من الآثار الجانبية الشائعة لتغير المناخ.
ستسهم التخفيضات في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل فعال في تحسين أنماط الطقس وبالتالي تقليل نطاق ومدة وشدة مثل هذه الأحداث المدمرة.
يؤثر تغير المناخ على الجميع، لذا فإن الجهود المشتركة لإنشاء سياسات خالية من صافي الصفر تعود بالفائدة على العالم.
لكن يمكن للأفراد اتخاذ خطوات مختلفة لإفادة المناخ أيضًا، على سبيل المثال، من خلال تقليل البصمة البيئية للفرد، وتوفير الطاقة، وإعادة التدوير، والتكرار إلى بدائل أكثر استدامة من حيث الملابس، والتغليف، والطعام، وما إلى ذلك، بينما يمكن للأفراد القيام بذلك بشكل فردي، يمكن للبلدان تقديم الدعم والبنية التحتية.
