كيف تربي دواجن على سطح بيتك.. أيه المساحات المطلوبة وازاي تجهيز المكان وطرق التغذية وأفضل السلالات
جدران مطلية بلون عاكس لأشعة الشمس ومادة عازلة للأسقف ومراوح وشفاطات للتهوية وإضاءة كافية أهم المواصفات

كتب : محمد كامل
يعتبر مجال الإنتاج الحيواني من المجالات الهامة والتي تساهم في توفير العديد من المنتجات وعلى رأسها البروتين الحيواني ونظراً لارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، فقد دفع ذلك شريحة من المستهلكين للانضمام لقائمة المربين وذلك بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيف العبء الاقتصادي على الأسرة.
يقول الدكتور محمد القاسم استشاري التربية والرعاية البيطرية، إن الدواجن تأتي في مقدمة اهتمام الأسرة بتربيتها على الأسطح ونظراً لأن البدء في هذا المجال يكون برأس مال صغير مع إتاحة الفرصة للاستفادة من المساحات الصغيرة وتنوع المنتجات بداية من تربية دجاج التسمين و الدجاج البياض بالإضافة لإمكانية تربية البط والرومي وغيرها من الطيور.
تربية دجاج التسمين
وشرح د. محمد القاسم أنه يمكن البدء في تربية دجاج التسمين في المساحات الصغيرة على أسطح المنازل والمساحات الغير مستغلة بوجه عام وعلى المربى الصغير الإلمام ببعض الأساسيات الهامة في مجال التربية وذلك لضمان توظيف رأس المال بشكل صحيح والحصول على منتج جيد في فترة مثالية خاصة وأن السلالات الحديثة تتميز بسرعة النمو والحصول على أوزان جيدة مشيراً إلى أن الكتكوت عمر يوم متوسط وزنه ٤٠ جرام يمكنه الوصول لوزن يتخطى ٢ كيلو جرام خلال ٣٥ يوم إذا توفرت له التغذية السليمة بجانب الرعاية والوقاية من الأمراض.

تجهيز مكان التربية
وحول البدء في تربية الطيور يوضح د. محمد القاسم لـ ” المستقبل الأخضر” يتم تجهيز مكان التربية وذلك من خلال حساب الطاقة الاستيعابية للمساحة المتاحة على أساس أن المتر المربع الواحد يكفى لتربية من ٨ إلى١٠ طيور بنهاية فترة الإنتاج و ذلك في ظروف التربية المثالية ولفت د. القاسم أنه في حالة عدم توفر الخبرة الكافية أو التجهيزات الضرورية فعلى المربى تربية عدد أقل من الطيور في المساحة المتاحة.
واستكمل د. محمد القاسم يتطلب تجهيز المكان بشكل يتضمن الاستدامة أن تكون الجدران مطلية بلون عاكس لأشعة الشمس مثل اللون الأبيض مع وجود مادة عازلة على السقف للوقاية من أشعة الشمس المباشرة خاصة في الصيف بالإضافة الى وضع أسلاك على النوافذ لمنع تسلل القوارض و الطيور البرية.
وتابع د. القاسم كما يفضل أن تكون الأرضية صلبة وذلك لمنع تسرب الرطوبة والمحافظة على سلامة الفرشة التي يتم تربية الطيور عليها كذلك يتم الاعتماد على المراوح والشفاطات والنوافذ في توفير التهوية اللازمة والتي تختلف باختلاف درجة حرارة الجو وعمر الطيور.
وشدد القاسم على ضرورة توفير الإضاءة الكافية حيث أن دجاج التسمين يحتاج لها بشكل مستمر كما يتم تنظيف المكان جيداً من خلال تطهيره باستخدام مطهر مناسب وتتم عملية التطهير قبل استقبال الكتاكيت بأسبوع على الأقل لضمان تهوية المكان من أي آثار للمطهر قد تضر بصحة الطيور في النهاية يتم تجهيز فرشة للأرضية داخل المكان موضحاً يعتبر التبن الأكثر استخداما لقدرته على امتصاص الرطوبة و يمكن إضافة طبقة من الجير تحت الفرشة لرفع كفاءتها كما يجب خلو الفرشة من الأجسام الغريبة ومراعاة أن يكون ارتفاعها ٥ سم صيفاً و ٧ سم شتاءً.
التغذية و مياه الشرب
وبما أن التغذية دوراً هاماً في نجاح عملية التربية يقول د. محمد القاسم يجب شراء العلف من مصدر موثوق به لضمان الحصول على علف متوازن يحتوى على العناصر التي يحتاج إليها الطائر من البروتين و الطاقة والأملاح المعدنية والفيتامينات
ويوضح القاسم طريق التغذية تتم بتقديم العلف البادئ الذي يحتوي على ٢٣ ٪ بروتين من اليوم الأول ولمدة قد تصل لثلاثة أسابيع من عمر الكتكوت ثم يتم استبداله بالعلف النامي الذي يحتوي على ٢١ ٪ بروتين حتى نهاية فترة التسمين.
وطالب القاسم المربي أن يتبع جدول التغذية الخاص بكل سلالة لتحديد كمية العلف التي يحتاج إليها الطائر يومياً.
وأردف القاسم يجب توفير ماء شرب نظيف وخالي من الملوثات والأملاح الضارة ويتم تقديم الماء في المساقى بشكل مستمر وضمان تمكن الطيور من الوصول له بسهولة.

اختيار السلالة و شراء الكتاكيت
ويكشف د. محمد القاسم لـ ” المستقبل الأخضر” عن أفضل السلالات وكيفية اختيارها يقول هناك العديد من سلالات دجاج التسمين التي تختلف في مدى حساسيتها لظروف التربية والقدرة على مقاومة الأمراض، كما أن بعضها يميل لترسيب اللحم في منطقة الصدر بينما تميل سلالات أخرى لترسيب اللحم في منطقة الأرجل لذلك على المربى قبل بداية التربية اختيار السلالة المناسبة حسب الخبرة والتجهيزات المتاحة .
ويؤكد القاسم أن الكتكوت السليم من أهم عوامل نجاح عملية التربية لذلك على المربى التأكد جيداً من شراء الكتاكيت من مصدر موثوق بما يضمن الحصول على كتاكيت من أمهات سليمة وخالية من الأمراض و تم التعامل معها بشكل سليم بما يضمن خلوها من عيوب التفريخ كما يتم أخذ عينات من الكتاكيت لوزنها والتأكد من تمتعها بالوزن المثالي ثم إجراء الفحص الظاهري للتأكد من تمتع الكتكوت بعلامات الصحة و الحيوية مشيراً إلى أنه في حالة وجود أية عيوب بالكتاكيت يجب الامتناع عن شرائها تماماً لأنها لن تحقق النتائج المطلوبة.
فترة التحضين
يقول د. القاسم تعتبر فترة التحضين وهى الأيام الأولى لاستقبال الكتاكيت داخل مكان التربية هي الفترة الأكثر أهمية في مرحلة التربية وفيها يبدأ الطائر في بناء الجسم وتكوين الجهاز المناعي اللازم لمقاومة الأمراض لذلك على المربى التركيز على نجاح هذه المرحلة حيث أن أي مشكلة يتعرض لها الكتكوت في الأيام الأولى من العمر قد تؤدى لعدم الوصول للوزن المطلوب بنهاية فترة التسمين.
أوضح القاسم يتم تجهيز المساقى التي تحتوي على ماء الشرب والبدء في تدفئة المكان قبل استقبال الكتاكيت بفترة زمنية لا تقل عن ١٢ ساعة خاصة في الشتاء وذلك لضمان انتظام توزيع الحرارة المطلوبة على مستوى المكان بالكامل ويتطلب أن تكون درجة حرارة الاستقبال ٣٣-٣٤ ° مئوية وتقل بمعدل درجتين أسبوعياً حتى الأسبوع الرابع كما يجب وجود تهوية غير مباشرة لتجنب الإصابة بالبرد.
وأشار الى البدء في تقديم العلف البادئ بعد ساعتين من استقبال الكتاكيت ويتم وضع الفيتامينات والأملاح المعدنية وبعض الأدوية الوقائية بالجرعات السليمة على ماء الشرب حسب التعليمات المرتبطة بالسلالة و ظروف التربية وبما يناسب عمر الطيور وحالتهم الصحية .

برنامج التحصينات والوقاية من الأمراض
وأما بالنسبة لبرنامج التحصينات والوقاية من الأمراض يقول د. القاسم أن إتباع برنامج التحصينات الوقائية ضد الأمراض هو من العوامل الهامة للحفاظ على صحة الطيور ورفع الكفاءة المناعية لمقاومة الأمراض موضحاً يختلف برنامج التحصين من منطقة لأخرى ومن وقت لآخر على مدار العام كما تختلف طرق إجراء عملية التحصين التي قد تتم بطريقة الحقن أو الرش أو التقطير بالعين كما تتوفر بعض أنواع من التحصينات التي تمكن المربى الصغير من استخدامها عن طريق الإضافة الي ماء الشرب .
وذكر القاسم أشهر التحصينات المستخدمة في برامج الرعاية هي اللقاحات الخاصة بالأمراض الفيروسية مثل : النيوكاسل والجمبورو والالتهاب الشعبي الوبائي.
وأختتم د. محمد القاسم، أن تربية دجاج التسمين على أسطح المنازل تجربة جديرة بالاهتمام حيث أنها تعود بالنفع على المربى وتساعده في اكتساب خبرة التربية بشكل تدريجي قد يمكنه في المستقبل من التربية على نطاق أكبر وقد تتحول الفكرة الصغيرة إلى مشروع كبير .