توفير من 60 إلى 600 لتر يوميًا.. هل يمكننا جمع المياه من الضباب؟
CLOUDFISHER شبكات لتكثيف بخار الماء من الهواء واستخدامها في الشرب أو الزراعة
كتبت أسماء بدر
شَغلت قضية نقص المياه ومحدودية الموارد المائية في مصر، فكر 4 شباب من أبنائها في عمر الزهور، فكانت النتيجة بعد الكثير من البحث والدراسة والاستعانة بما نفذته دولة المغرب الشقيقة، تصميم مشروع لاستخراج المياه من الضباب أو ما يُعرف بـ Fog Nets، وهي تقنية يتم فيها وضع شبكات بأحجام مختلفة وفقًا للحاجة لحجز بخار المياه وبدء عملية التكثيف.
توفير 60 إلى 600 لتر يوميًا
فريدة عصام هي إحدى عضوات فريق البحث، إن فكرة المشروع كانت نتاجًا لنوادي جرينش الذي ينتمي إليه الفريق، ويتم فيها تقديم حلول ومقترحات لمشروعات هدفها سد الحاجات المجتمعية والبيئية، وكانت نقص المياه هي أولى المشكلات التي سعى أعضاء الفريق لحلها، وبالاطلاع على التجارب بالدول المحيطة وجدوا المشروع قائم بالفعل وأثبت فعالية كبيرة في دولة المغرب التي تتشابه ومصر إلى حد ما في جغرافيتها.
وأوضحت فريدة في تصريحات لـ “المستقبل الأخضر”، أن الـ Fog Nets أو الـ CLOUDFISHER هي عبارة عن شبكات كثيرة ذات تصميم معين لتكثيف بخار الماء الموجود في الهواء ويعبر خلالها، وتُربط بجسم معدني ويتم إيصالها بخزان لجمع واستخلاص المياه بعد تكثيفها، ويمكن استخدامها في الشرب أو ري الأراضي الزراعية وهي مياه صالحة للاستهلاك الآدمي والحيواني أيضًا، ويمكن لشبكات الضباب توفير ما يقرب من 60 إلى 600 لتر مياه يوميًا في المناطق ذات الرطوبة العالية وفقًا لحجم الشبكة والمساحة المُنفذ عليها المشروع.
اشتراطات التنفيذ
يحتاج المشروع لعدة اشتراطات لتنفيذه، من بينها سرعة الرياح في المنطقة المخطط وضع الشبكات فيها، ونسبة الرطوبة، وهو ما جعل الفريق يتأنى في تنفيذ المشروع على الأرض في مصر، والبحث عن المناطق ذات الظروف الأكثر ملائمة إذ تناسب شبكات الضباب المناطق الساحلية، وفقًا لحديث فريدة.
استطاع المشروع الحصول على المركز الأول في مهرجان جرينش الذي نظمته الجمعية في سبتمبر الماضي، والفوز بجائزة مدحت بن زهير الشرك المؤسس؛ لتشجيع الفريق المكون من 4 طلاب هم محمد ناصر الطالب بكلية الهندسة، وفاطمة أشرف بكلية اللغات والترجمة، وسارة أيمن وفريدة عصام، طالبتين كلية العلاج الطبيعي.
المواد الخام التي يحتاج إليها مشروع شبكات الضباب أو CLOUDFISHER، بسيطة وغير مكلفة، لكن الفريق كان ينوي تنفيذه بمواد مُعاد تدويرها لتعظيم فائدة الحفاظ على البيئة وعدم تلويثها بالبلاستيك، لكن المشروع قيد التعليق بسبب نقص الخبرات لدى أعضاء الفريق الشباب وأيضًا لحاجته لكثير من الأبحاث ووجود أكثر المناطق التي تصلح لتنفيذه فيها على أرض الواقع، بحسب ما أوضحته فريدة عصام.
