تحديات كثيرة تواجه رئيس البنك الدولي القادم قبل وضع أجندة زيادة تمويل المناخ

سيواجه أجاي بانجا ، الذي اختاره الرئيس الأمريكي جو بايدن لإدارة البنك الدولي ، مجموعة صعبة من القضايا المتعلقة بالشؤون المالية للمؤسسة، وهيكل رأس المال منذ البداية، والمشكلات الشائكة التي يجب عليه معالجتها أثناء إعادة تشكيل البنك قبل بدء معركة زيادة تمويل مكافحة تغير المناخ بالإضافة إلى دوره التقليدي كمكافح للفقر.

لدى بايدن وفريقه خطط طموحة لإصلاح البنك الدولي البالغ من العمر 77 عامًا، والذي قال منتقدوه في عهد رئيسه المنتهية ولايته ديفيد مالباس كان خجولًا للغاية في تمويل مبادرات المناخ ولا يزال يمول مشاريع كبيرة للوقود الأحفوري في جميع أنحاء العالم النامي.

مفتاح كل ذلك، بطبيعة الحال، هو المال، وبتنظيم وتمويل الآن، سيتم توسيع البنك الدولي لتحقيق هذه الأهداف.

التأييد السريع

ترشيح بانجا، الذي تم الإعلان عنه يوم الخميس، فاز بجولة من التأييد السريع حيث التقى كبار القادة الماليين يوم الجمعة في الهند، وهي علامة على صعوده بحلول أوائل مايو – أو ربما قبل ذلك، على الرغم من أن الدول الأعضاء الأخرى يمكنها أيضًا تقديم الترشيحات حتى شهر 29 مارس المقبل قبل أن يختار محافظو البنك الدولي الرئيس.

حتى قبل توليه منصبه، من المتوقع أن يبدأ الرئيس السابق لشركة ماستركارد العمل في دوائره الانتخابية العديدة في وقت مبكر من أبريل عندما يجتمع كبار المسؤولين في واشنطن في اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

من المتوقع أن توافق الدول الأعضاء على التحركات الأولية لتوسيع الميزانية العمومية للبنك لتحرير المزيد من الأموال لمشاريع المناخ والتأهب للأوبئة والأولويات الأخرى.

إذا تم تأكيده، فسوف ينتقل إلى محادثات رفيعة المستوى في يونيو يستضيفها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة وزراء باربادوس ميا موتلي، والتي تركز على تطوير اتفاق مالي عالمي جديد لإصلاح الطريقة التي تمول بها الدول الغنية البلدان الفقيرة التي تتصارع مع الأضرار الناجمة عن تغير المناخ.

تحت قيادة بانجا ، أصبحت شركة ماستركارد من بين الشركات الأولى التي حددت أهدافًا خالية من الانبعاثات في إطار مبادرة Science Based Targets، كما أنه عضو في المجلس الاستشاري لـ Beyond Net Zero ، وهو صندوق لتمويل المناخ.

روّج مسؤولو إدارة بايدن لخبرة بانجا التي امتدت لعقود في بناء شركات عالمية وشراكات بين القطاعين العام والخاص لتمويل الاستجابات لتغير المناخ والهجرة.

قال جون كيري، المبعوث الأمريكي الخاص المعني بتغير المناخ، “لقد أثبت أجاي قدرته كمدير للمؤسسات الكبيرة ويفهم الاستثمار وتعبئة رأس المال لدعم التحول الأخضر”.

التغييرات الإدارية في البنك

قال مصدران مصرفيان لرويترز، إن موظفي البنك الدولي يستعدون لأن يجري بانجا بعض التغييرات الإدارية في البنك ، مما شجع دعوات يلين المتكررة إلى إجراء “أكثر جرأة وإبداعًا” من جانب البنك.

كما حظي بانجا بتأييد من النائب الأمريكي باتريك ماكهنري، الرئيس الجمهوري للجنة الخدمات المالية في مجلس النواب والمنتقد القاسي لأجندة بايدن المناخية، وقال ماكهنري في بيان، إن خبرة بانجا الكبيرة في إدارة الشركات الدولية ودفع الاستثمار إلى البلدان النامية هي ما يحتاجه البنك في مثل هذا الوقت غير المستقر بالنسبة للاقتصاد العالمي.

البحث عن الموارد

ثم ينتظر تحدٍ أكثر صعوبة في الفوز بزيادة رأس المال من البلدان الأعضاء، سيكون هذا صعبًا بشكل خاص على أكبر مساهم في البنك الدولي، الولايات المتحدة، بسبب الخلاف السياسي بين إدارة بايدن ومجلس النواب ذي الأغلبية الجمهورية، يتمتع مجلس النواب بنفوذ كبير على سلاسل أموال البلاد وقادته ليسوا على استعداد لتوسيع دور البنك الدولي في مكافحة تغير المناخ.

في السنة المالية 2022، خصص البنك الدولي أكثر من 104 مليارات دولار لمشاريع في جميع أنحاء العالم، وفقًا للتقرير السنوي للبنك.

يقول الخبراء، إن الدول ستحتاج إلى تريليونات الدولارات لمكافحة تغير المناخ والتكيف معه.

قبل النظر في أي زيادة، يقول المسؤولون الأمريكيون إن التغييرات في نسب الدين إلى حقوق الملكية بالبنك الدولي والقواعد الأخرى يمكن أن تحرر المزيد من الأموال لمكافحة المناخ، بالنظر إلى إحجام الكونجرس الأمريكي المنقسم سياسيًا عن تخصيص المزيد من الأموال بشكل مباشر.

قال تقرير مستقل أعد مجموعة من الاقتصادات الكبرى لمجموعة العشرين، إن تغيير الطريقة التي يعمل بها البنك وبنوك التنمية المتعددة الأطراف الأخرى يمكن أن يفتح مئات المليارات من الدولارات في صناديق إضافية.

لكن مارك مالوك براون، رئيس مؤسسة أوبن سوسايتي فاونديشن قال، إن بعض البلدان المتوسطة الدخل تخشى أن يضعف التصنيف الائتماني للبنك AAA ويرفع تكاليف الاقتراض، وأضاف “الدول المتوسطة الدخل تشعر بالقلق.. من أن تكلفة الاقتراض سترتفع بسبب رفض الغرب توفير المزيد من السيولة.”

ولكن مع دعم الولايات المتحدة والدول الأوروبية لأجاي، جنبًا إلى جنب مع بعض الأسواق الناشئة الرئيسية ، لن يكون لدى أي منافس أي فرصة تقريبًا للنجاح وسيمثل جهدًا رمزيًا إلى حد كبير للاحتجاج على ما تراه العديد من البلدان وأصحاب المصلحة على أنه اختيار غير شفاف. عملية مكدسة لفترة طويلة لصالح واشنطن.

قال مصدر مطلع، إن العديد من الدول النامية فهمت التعيين السريع من قبل الولايات المتحدة على أنه إشارة واضحة لعدم تسمية مرشحين خاصين بها.

لعبة إلقاء اللوم على إدارة بنوك التنمية

قال إسكندر إرزيني فيرنويت، مدير مؤسسة إيمال الفكرية للمناخ والتنمية ومقرها المغرب، إن الولايات المتحدة – التي ساهمت بملياري دولار فقط من 100 مليار دولار تعهدت بها البلدان الغنية بتمويل المناخ- بحاجة إلى مزيد من الاستثمار.

وأوضح: “أن ممارسة لعبة إلقاء اللوم على إدارة بنوك التنمية متعددة الأطراف ستجعلك فقط حتى الآن، وليس بعيدًا بما يكفي لتمويل معالجة الأزمة المتعددة على نطاق واسع”.

قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير عن بانجا خلال مؤتمر صحفي في اجتماع قادة مالية مجموعة العشرين في الهند: “أعتقد أن لدينا مرشحًا جيدًا جدًا للبنك الدولي”، “أتطلع إلى مقابلة المرشح لإعطاء رد نهائي على هذا الترشح. لكنني أعتقد أنه شخص جيد للغاية.”

قال وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر إن ترشيح بانجا كان اقتراحًا “رائعًا للغاية” لأن خبرته في القطاع الخاص ستكون مفيدة على الأرجح في حشد الاستثمار الخاص في مكافحة تغير المناخ ولمشاريع التنمية، وأضاف أن ألمانيا ستتبع الترشيح “باهتمام كبير” وعبرت عن “تعاطفها” مع الاقتراح الأمريكي.

كريشنامورثي سوبرامانيان ، المدير التنفيذي الهندي في صندوق النقد الدولي ، قال لرويترز في واشنطن ، إن من المتوقع أن تدعم الحكومة بانجا، ووصف، كبير المستشارين الاقتصاديين السابق للحكومة الهندية ، الترشيح بأنه “حل أنيق”.

تابعنا على تطبيق نبض