إعادة انتاج البذور بطرق منزلية ومعمليا لتحقيق الاستدامة للنبات وتوفير الغذاء
كتب : محمد كامل
فهم استراتيجيات بقاء النبات واستدامته في إنتاج البذور هو أساس دور البذور كمدخل زراعي في مجال إنتاج الغذاء تعتبر البذور من المدخلات الأساسية والمدخلات الأولية بل يعتبر المدخل الوحيد الذي يمكن إعادة إنتاجه والاحتفاظ به من قبل المزارعين في حين يمكن تنفيذ الممارسات الزراعية باستخدام المبادئ التقليدية أو مبادئ عدم الحراثة مع مدخلات من المواد الكيميائية والأسمدة أو بدون استخدام طرق بيئية أو عضوية فإن اختيار إكثار النبات لا يزال مقصورًا على الأصناف فقط لذلك فإن البذور هي تجسيد لجميع إمكانات الإنتاج مما يضع حدًا للاستجابة لعوامل الإنتاج والممارسات الزراعية الأخرى.
يقول الدكتور محمد طه زلمه، باحث أول بقسم بحوث تكنولوجيا البذور، بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، في مركز البحوث الزراعية، إن البذور المستخدمة للإنتاج الزراعي من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها الاقتصاد الزراعي وبالتالي فإن البذور ذات الجودة العالية الصالحة والموائمة للزراعة في منطقة ما من أولي الخطوات الأساسية المتحكمة في إنتاجية وجودة المحاصيل.
البذور المحسنة
تسمي البذور المستخدمة في برامج إنتاج المحاصيل بالبذور المحسنة Improved Seeds، وهي التي تمثل البذور عالية النقاوة الوراثية والجسدية للأصناف المحسنة والتي أثبتت تفوقها على الاصناف المحلية في صفة أو أكثر من حيث صفات الإنتاج المرتفع المقاومة للأمراض والآفات أو الجودة النوعية للبذور.
وحول ما يجب توافره في البذور المستخدمة في الزراعة يوضح د. محمد طه أولاً : يجب أن تكون البذور موائمة للظروف البيئية في المنطقة المراد زراعتها ثم الحصول على البذور من مصدر موثوق أو من الجهات الرسمية المعتمدة وأن تكون البذور متجانسة طبيعياً وفيزيائياً من حيث الحجم الشكل اللون كما أن تكون البذور جديدة ومنتجة من العام السابق وعموماً يفضل الا يزيد عمرها عن سنة واحدة خاصة البذور التي تحتوي على نسبة عالية من الزيت في تركيبها كذلك معاملة البذور التي تمر بفترة سكون بإحدى طرق كسر السكون قبل الزراعة.
خالية من الإصابات المرضية
واستكمل د.طه، كما يجب أيضا أن تكون البذور خالية من الإصابات المرضية والحشرية، ومن الاصناف الأخرى وبذور الحشائش والاعشاب والحصي والأتربة وأن تكون نسبة إنبات البذور ضمن الحدود المسموح بها لكل نوع من البذور والذي تحدده جهة اعتماد وتوزيع التقاوي.
اختبار إنبات البذور
كما شرح الدكتور محمد طه زلمه كيفية إجراء اختبار إنبات البذور تحت ظروف المعمل القياسية، والتي تتضمن توفير نسبة الرطوبة المناسبة للإنبات كذلك ضبط درجة الحرارة المناسبة لكل نوع نباتي فمثلاً : بذور المحاصيل الشتوية كالقمح والشعير والفول البلدي يتم ضبط درجة حرارة غرفة الإنبات على 20 درجة مئوية في المتوسط وأما مع بذور المحاصيل الصيفية كالذرة وفول الصويا يتم ضبط درجة الحرارة على 30 درجة مئوية في المتوسط بجانب توفير عدد ساعات الإضاءة والظلام المناسبين للإنبات والبيئة المعقمة الخالية من الإصابة بالفطريات.
وأوضح د. محمد طه أن عدد أيام الإنبات تحت ظروف الانبات المعملية المتحكم فيها تختلف على حسب نوع البذور فعلى سبيل المثال : بذور القمح تحتاج إلي 7 أيام حتى ينتهي الاختبار في حين تحتاج بذور الفول مثلا إلي 14 يوم وبذور البصل إلي 12 يوم وهكذا.
وأستكمل د. طه بعد عدد الأيام المناسب لكل نوع نباتي يتم احتساب نسبة الإنبات من حيث نسبة البذور التي أنبتت بالفعل ونسبة البذور التي تعد ميته في نهاية فترة الاختبار وكذلك نسبة البذور التي حدث لها تشوهات وتحتسب فقط نسبة البذور المنبتة السليمة الخالية من اي إصابات أو تشوهات وتنسب إلي عدد البذور الاجمالي ويمكن توضيح ذلك.
طرق إجراء اختبار الإنبات بالمعمل
وأوضح د. محمد طه لإجراء اختبار إنبات بسيط بالمعمل على عدد 100 بذرة في أربعة مكررات ليكون العدد النهائي للبذور 400 بذرة وذلك طبقاً لإرشادات المنظمة الدولية لاختبارات البذور ويمكن شرح طريقتين لإنبات البذور داخل المعمل.
أولا : طريقة الورق النشاف
يقول د. طه يتم وضع البذور على بعد متساوٍي نوعًا ما من بعضها البعض، على النصف العلوي من ورق النشاف الرطب بحيث لا يزيد بعد البذور عن بعضها البعض عن نصف بوصة و بعد ذلك يتم طي النصف السفلي من ورق النشاف على الجزء العلوي منه، ثم يتم طي كامل الورق النشاف طية كل 2 إلى 3 بوصات تقريبًا، ثم تثبيتها في مكانها بشكل غير محكم بواسطة شريط مطاطي.
واستكمل د. طه توضع المناشف عموديًا في حاويات بلاستيكية في غرفة الإنبات أو في مكان مناسب كما يجب تغطية الحاويات بشكل غير محكم بقفل مضغوط أو أكياس بلاستيكية للحفاظ على الرطوبة في المناشف، لكن لا ينبغي إغلاقها تمامًا لأن البذور تحتاج إلى هواء مشيراً يتم فحص المناشف مرتين في اليوم وترطيب البذور عند الحاجة موضحاً تنبت معظم بذور الخضروات في حوالي من 7 إلى 14 يومًا.
كما تختلف مدة اختبار الإنبات من 7 إلى 28 يومًا وذلك حسب المحاصيل حيث تحسب البذور النابتة على فترات منتظمة وتتم إزالتها من أطباق بتري سيكون العدد الإجمالي للبذور النابتة هو مجموع عدد البذور التي نبتت في ملاحظات مختلفة.
وتابع محمد طه خلال العد الأول يتم إزالة البذور التي نبتت وعند الانتهاء من العد النهائي يتم تسجيل البذور المتبقية والتخلص من المنشفة الورقية ثم توضع البذور التي تتطلب ضوء على ورق نشاف داخل علب بلاستيكية مع ضرورة أن يكون الضوء من غرفة الإنبات كافياً لتلبية متطلبات الإضاءة ويتم حساب النسبة المئوية للإنبات على النحو التالي :نسبة الإنبات تساوي ( العدد النهائي للبذور المنبتة الطبيعية في نهاية مدة الاختبار ÷ العدد الكلي للبذورx100 .
ثانياً : الانبات فى الرمل
وأضاف د. محمد طه هناك طريقة أخري وهى الإنبات فى الرمل ويستخدم مع هذه الطريقة البذور كبيرة الحجم مثل الفول البلدى فى البداية يتم وضع الرمل المعقم فى أوانى بلاستيكية عميقة القاع فى أسفلها بعض الثقوب لتصريف كميات المياه الزائدة ثم يتم عمل ثقوب فى نمط متساوي البعد يجب أن تكون المسافة بين الثقوب على الأقل ثلاثة الى خمسة أضعاف قطر البذرة .
واستكمل طه يتم وضع العدد المناسب من البذور بالنسبة لحجم الحاوية وضع بذرة واحدة فى كل حفرة بعد ذلك يتم تغطية البذور بطبقة أخري من الرمل الناعم ثم سقي الرمل مرة أخرى بالرش لضمان عدم ازاحة طبقة الرمل أو عدم إزعاج البذور عند الري وفى نهاية مدة الاختبار يتم عد البذور النابته والبذور الميته وتسجيل نتائج الاختبار.
اختبار الإنبات بالمنزل باستخدام أطباق الفويل والمناديل
وحول طرق اختبار الإنبات بالمنزل يقول د. محمد طه أنه في حالة حصول المزارع على بذور ولا يضمن إنباتها أو ينتابه الشك في إنباتها أو لا يعرف نسبة إنبات البذور أو كمية التقاوي المستخدمة يمكنه إجراء اختبار الإنبات في منزله وذلك عن طريق استخدام أدوات منزلية بسيطة مثل أطباق الفويل أو المناديل الورقية الغير معطرة مع الاستعانة بمياه مفلترة ومع هذا الطريقة تستطيع البذور التعبير عن نفسها بكفاءة سواء كانت شتوية أو صيفيه في مدي درجات الحرارة من 20-30 درجة مئوية وفى حالة الحصول على نتيجة مثالية يتم إحضار 100 بذرة بطريقة عشوائية بحيث تكون ممثلة لكل العينة ويتم وضعها في الاطباق.
استخدام تقاوي غير جيدة
ولفت د. محمد طه إلي أنه في حالة استخدام تقاوي غير جيدة أو موثوقة لن تحصل على إنبات جيد متماثل يضيع عليك مجهود ووقت زراعة ومال وسوف تكون النباتات عرضة للإصابة بالأمراض والحشرات
وكشف د. طه عن أسباب فشل بعض البذور عن الإنبات إما لأنها ميتة أو ساكنة وعادة ما تنعم البذور الميتة وتصبح ذات جدر رقيقة وتتعفن أثناء الاختبار.
ويختتم ، أنه لتحديد ما إذا كانت البذور ميتة أو تمر بفترة سكون يتم فحص البذور غير النابتة باستخدام ملقط لتحديد ما إذا كانت ناعمة أم صلبة ومن المحتمل أن تكون البذور غير النابتة محتوية على أجنة ثابتة أو مستقرة قابلة للإنبات وتشير نسبة عالية من هذه البذور إلى أن ظروف الإنبات لم تكن مثالية أو أن البذور ساكنة.
