هل التخلص السريع من النفط يهدد التحول الأخضر؟ الجدل يهدد بإخراج اتفاق المناخ العالمي في COP28 عن مساره
يتعين على صناع القرار أن يتجاوزوا الاعتقاد بأن إنتاج الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة أمران متنافيان
كتبت: حبيبة جمال
قد يكون التحول العالمي إلى الطاقة الخضراء “لا يمكن إيقافه”، على حد تعبير وكالة الطاقة الدولية – ولكن شئنا أم أبينا، لا يمكن تحقيقه دون مشاركة منتجي الهيدروكربون الرئيسيين.
في الفترة التي تسبق انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، وهي قمة الأمم المتحدة المقبلة للمناخ والتي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام، أصبح العالم مستقطبا بشدة بين أولئك الذين يطالبون ويقاومون “التخلص التدريجي” أو السريع من الوقود الأحفوري.
أكد تقرير نشرته National interest، أن هذا الجدل يهدد بإخراج اتفاق المناخ العالمي عن مساره، ولهذا السبب، يتعين على صناع القرار أن يتجاوزوا الاعتقاد التبسيطي بأن إنتاج الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة أمران متنافيان.
وفي حين انتقد النشطاء البيئيون رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ (الدولة هي سابع أكبر منتج للنفط)، فقد تجاهلوا التحديات الأساسية التي تتطلب في نهاية المطاف القيادة من الدول والشركات المنتجة للنفط.
ذروة الطلب
فمن ناحية، فإن أغلب منتجي النفط على مستوى العالم غير مستعدين على الإطلاق لتوقعات وكالة الطاقة الدولية بأن الطلب على النفط والغاز والفحم سوف يصل إلى ذروته بحلول عام 2030 قبل أن يتراجع بشكل لا رجعة فيه، حتى في غياب السياسات “الخضراء”.
إن الديناميكية الدافعة لهذا التحول ليست الدعوة البيئية، بل هي اقتصاديات بسيطة، قبل بضعة أسابيع فقط، نشر فريق من المتنبئين في معهد الأنظمة العالمية التابع لجامعة إكستر ورقة بحثية تاريخية خلصت إلى أن الطاقة الشمسية سوف “تهيمن” على نظام الكهرباء العالمي بحلول عام 2050 بسبب انخفاض التكاليف وتحسين الأداء.
لقد أدى الاستقطاب بين النشطاء البيئيين ومنتجي الوقود الأحفوري إلى إعاقة كليهما عن إدراك مدى تأثير هذا التحول على النظام العالمي في مرحلة ما بعد الحرب، والذي يقوم إلى حد كبير على إنتاج وتوزيع الوقود الأحفوري.
