ما علاقة أزمة طائرات إيرباص والإشعاع الشمسي.. يهدد بيانات التحكم في الطيران
أكبر استدعاء في تاريخ إيرباص.. إصلاح برمجي عاجل لـ6 آلاف طائرة.. اضطراب عالمي في الطيران
أعلنت شركة «إيرباص» العالمية عن استدعاء عاجل لنحو 6 آلاف طائرة من طراز «A320»، بعد أن كشف تحليل داخلي عن تأثير الإشعاع الشمسي المكثف على بيانات التحكم الحيوية لهذه الطائرات، وهو ما يشكل تهديدًا نادرًا ولكنه بالغ الخطورة لسلامة الطيران.
هذه الخطوة تأتي في إطار أكبر عملية استدعاء في تاريخ الشركة الممتد 55 عامًا، وتؤثر على أكثر من نصف أسطول «A320» حول العالم، ما قد يسبب اضطرابات واسعة في حركة الطيران الدولية.
الإشعاع الشمسي وخطورته على الطائرات
وفق ما كشفت «إيرباص»، فإن الخطر ينبع من تأثير الإشعاع الشمسي على الشرائح الإلكترونية المسؤولة عن أنظمة التحكم بالطائرة، والتي تشمل أجهزة التحكم في الارتفاع، الهبوط، وتغيير المسار.
الإشعاع المكثف قد يفسد البيانات المخزنة على هذه الشرائح، ما يؤدي إلى أخطاء في عمل أنظمة التحكم، وقد يصل في أسوأ الحالات إلى توقف الأجهزة عن العمل تمامًا.
مثل هذه الشرائح الحساسة يمكن أن تتأثر بالإشعاع الشمسي بشكل مباشر، ما يجعل تحديث البرمجيات وفحص الأجهزة خطوة حتمية لتجنب أي خطر محتمل.
التعامل مع هذه المشكلة يتطلب تعاونًا وثيقًا بين شركات الطيران والمصنع لضمان أن أنظمة التحكم تعمل بشكل مثالي قبل السماح للطائرة بالإقلاع.

حادثة JetBlue كتحذير عملي
جاءت هذه الاستدعاءات بعد حادثة انخفاض مفاجئ في ارتفاع طائرة تابعة لشركة JetBlue، حيث أظهر التحقيق أن سبب المشكلة يعود جزئيًا إلى خلل في بيانات أجهزة التحكم الإلكترونية، ربما تأثر بالإشعاع الشمسي.
هذا الحادث كان بمثابة جرس إنذار للشركات والمصنع على حد سواء، ما دفع «إيرباص» إلى إصدار تنبيه عالمي (AOT) للمشغلين لتطبيق إصلاحات برمجية عاجلة وفحص الأجهزة الحساسة.

الإجراءات الاحترازية
أوضحت الشركة أن الإجراءات تتضمن تحديث برامج التشغيل للطائرات، وفحص الأجهزة الإلكترونية، وتطبيق حلول حماية إضافية عند الحاجة.
كما أكدت أهمية تدريب الطواقم على التعامل مع أي حالة طوارئ ناتجة عن تأثير الإشعاع، لضمان استجابة سريعة وفعالة في حال حدوث أي خلل أثناء الطيران.
تداعيات على حركة الطيران
يتوقع أن تؤدي هذه الاستدعاءات إلى اضطرابات تشغيلية مؤقتة، تشمل تأجيل وإلغاء بعض الرحلات، خاصة في الأسبوعين المقبلين، لحين التأكد من سلامة جميع الطائرات.
وبحسب تصريحات الشركة، فإن الحفاظ على السلامة الجوية يظل الأولوية القصوى، حتى على حساب راحة الركاب أو الجدول الزمني للرحلات.

الطائرة الأكثر مبيعًا عالميًا
تعد «إيرباص A320» الطائرة الأكثر مبيعًا في العالم ضمن فئة الطائرات أحادية الممر، وتستخدمها معظم شركات الطيران، من شركات منخفضة التكلفة إلى شركات النقل الجوي التقليدية.
وتوفر عائلة «A320» خيارات متعددة للمسافات القصيرة والطويلة، مع قدرة على تكييف الطائرة لنقل البضائع أيضًا، ما يزيد من أهمية أي خلل يؤثر على هذه الطائرات بالنسبة لقطاع الطيران العالمي.
الخطر البيئي النادر
تؤكد الشركة أن التأثير مرتبط بالبيئة الطبيعية، أي الإشعاع الشمسي المكثف، وليس بعطل ميكانيكي تقليدي.
وبذلك يمثل هذا الخطر تحديًا جديدًا لمجال سلامة الطيران، ويبرز الحاجة لمزيد من البحث العلمي لفهم تأثير الظواهر الفضائية على أنظمة الطائرات الحساسة، خصوصًا مع تزايد كثافة الرحلات الجوية حول العالم.
الختام
تشير «إيرباص» إلى أنها ستواصل العمل بشكل استباقي مع السلطات والشركات الجوية لضمان سلامة جميع الطائرات، مع وضع تدابير وقائية مستمرة، لضمان أن تأثير الإشعاع الشمسي على الأنظمة الحساسة لن يترتب عليه أي خطر على الركاب أو الطواقم في المستقبل.





