أهم الموضوعاتأخبارصحة الكوكب

تلوث المكرونة والفطائر بمواد كيميائية خطيرة بمستويات تفوق مياه الشرب 100 مرة

ثلوث غذائي صادم في أوروبا.. كيماويات خطيرة تغزو الحبوب وتحذيرات من مخاطر على الصحة الإنجابية

كشفت دراسة حديثة لمنظمة “شبكة العمل ضد المبيدات” في أوروبا (PAN Europe) عن وجود مستويات مرتفعة من مادة كيميائية سامة تُعرف باسم “الكيماويات الأبدية” في منتجات الحبوب عبر القارة الأوروبية، بسبب استخدامها في المبيدات الزراعية.
وأظهرت الدراسة، أن أكثر الأغذية تلوثًا بهذه المادة هي حبوب الإفطار، حيث بلغ متوسط تركيزها 100 ضعف ما يتم رصده في مياه الشرب.
كما تم العثور على هذه المادة في الحلويات الشائعة، والمعكرونة، والكرواسون، والخبز الأسمر والأبيض، والدقيق.

وتتمثل المادة المكتشفة في حمض ثلاثي فلورو الأسيتيك (TFA)، وهو مركب ينتج عن تحلل مبيدات تحتوي على مواد “بيفاس” في التربة.
وتُعد مركبات “بيفاس” (PFAS) مجموعة من المواد الكيميائية تُستخدم منذ خمسينيات القرن الماضي في الصناعة وفي منتجات استهلاكية متعددة.
وتُعرف هذه المركبات باسم “الكيماويات الأبدية” بسبب بطء تحللها الشديد، إذ قد تستغرق مئات أو آلاف السنين حتى تتحلل بعد التخلص من المنتجات التي تحتويها.
وتُعد خطورتها كبيرة في حال تسربها إلى التربة أو المياه، وهو ما يحدث بالفعل على نطاق واسع، حيث تبقى في البيئة لفترات طويلة.
ولا تزال آثارها الصحية والبيئية الكاملة قيد الاكتشاف، مع تعاقب دراسات تربط بعض هذه المركبات بأمراض خطيرة مثل السرطان.

تأثيرات محتملة على الوظائف الإنجابية

ويُعد حمض TFA مادة سامة للتكاثر، ما يعني أن لها تأثيرات محتملة على الوظائف الإنجابية لدى الإنسان، والخصوبة، ونمو الأجنة.
كما ارتبطت هذه المادة بتأثيرات سلبية على الغدة الدرقية والكبد ووظائف الجهاز المناعي، وعلى إثر ذلك، دعا نشطاء إلى وضع حدود أمان أكثر صرامة لمستويات هذه المادة في الغذاء، وحظر مبيدات “بيفاس” وجميع المصادر الأخرى لـTFA. ويُذكر أن الحكومات لا تراقب حاليًا وجود هذه المادة في الأغذية.
وشملت الدراسة تحليل 65 منتجًا تقليديًا من الحبوب تم شراؤها من 16 دولة أوروبية، وتُعد أول دراسة من نوعها على مستوى الاتحاد الأوروبي.

تلوث المكرونة والفطائر
تلوث المكرونة والفطائر

منتجات القمح الأكثر تلوثًا

وكانت تقارير سابقة قد كشفت عن وجود مستويات مرتفعة من مادة TFA في مشروبات كحولية، إضافة إلى تلوث محدود في مياه الشرب.
وتتميز هذه المادة بقابليتها للذوبان في الماء، ما يسمح بامتصاصها من التربة إلى النباتات.
وأظهرت النتائج أن المادة تم رصدها في 81.5% من العينات (53 عينة من أصل 65)، مع تسجيل مستويات مرتفعة من التلوث.
كما تبين أن منتجات القمح كانت الأكثر تلوثًا مقارنة بباقي المنتجات المعتمدة على الحبوب.
وسُجلت أعلى نسب التلوث في حبوب الإفطار في إيرلندا، تلتها أنواع من الخبز الأسمر في بلجيكا وألمانيا، ثم خبز “الباغيت” الفرنسي. وتم رصد المادة في طيف واسع من المنتجات، بدءًا من الإسباجيتي، وصولًا إلى فطائر الجبن وخبز الزنجبيل.

تلوث المكرونة والفطائر
تلوث المكرونة والفطائر

مركبات “بيفاس” من أكثر المواد استخدامًا في المبيدات

وقالت سالومي رويـنيل، مسؤولة السياسات في منظمة PAN Europe “يتعرض جميع الناس لمادة TFA عبر مسارات متعددة، من بينها الغذاء ومياه الشرب، وتؤكد نتائجنا الحاجة الملحة لحظر فوري لمبيدات بيفاس لوقف المزيد من تلويث السلسلة الغذائية”.

من جانبها، قالت أنجيليكي ليسيماخو، رئيسة قسم العلوم والسياسات في المنظمة: “جميع العينات تجاوزت الحد الأقصى الافتراضي لبقايا المبيدات، لا يمكن تعريض الأطفال لمواد سامة تؤثر على القدرة الإنجابية، وهذا يتطلب تحركًا فوريًا”.
وعلى الرغم من عدم إدراج بريطانيا ضمن نطاق الدراسة، فإن النتائج تحمل دلالات مهمة لها أيضًا، إذ تُعد مركبات “بيفاس” من بين أكثر المواد الفعالة استخدامًا في المبيدات داخل المملكة المتحدة، حيث يوجد 27 مكونًا نشطًا معروفًا من هذه المركبات داخل المبيدات، تم تصنيف ستة منها على أنها عالية الخطورة.
وتُستخدم هذه المواد لما تمنحه من قدرة أعلى على استهداف الآفات، وتسريع مفعول المبيد، وإطالة فترة بقائه الفعال على الكائنات المستهدفة.

تابعنا على تطبيق نبض

مقالات ذات صلة

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من المستقبل الاخضر

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading