أهم الموضوعاتأخبارالاقتصاد الأخضرتغير المناخ

افتتاح COP30 في البرازيل.. العالم على موعد مع أخطر مفاوضات المناخ في التاريخ

رئيس COP30 يوجه انتقادات حادة للدول الغنية: فقدت حماسها لمواجهة أزمة المناخ.. والصين تقود التحول الأخضر

 مع انطلاق مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) اليوم في مدينة بيليم البرازيلية، تتجه أنظار العالم إلى الأمازون حيث يلتقي قادة الدول لمواجهة أعنف أزمة وجودية يشهدها الكوكب — أزمة المناخ التي تجاوزت حدود التحذير إلى واقع كارثي يهدد البشر والطبيعة على حد سواء.

يأتي المؤتمر في لحظة فارقة، بعد أن وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فشل العالم في الحد من ارتفاع حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية بأنه “فشل أخلاقي وإهمال قاتل”.

ويشارك في المؤتمر ممثلون من 194 دولة لمناقشة خارطة طريق تبقي ارتفاع درجة حرارة الأرض ضمن سقف 1.5 درجة مئوية وفق اتفاق باريس، مع التركيز على خطة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وضمان التمويل للدول الفقيرة لمواجهة آثار التغير المناخي.

صورة لافتتاح مؤتمر COP30 في بيلم، البرازيل
افتتاح مؤتمر COP30 في بيلم، البرازيل

وتصدّر جدول الأعمال الخطط الوطنية لخفض الانبعاثات، التي تشير تقديراتها الحالية إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بنحو 2.5 درجة مئوية، وهو ما تعتبره الدول الجزرية الصغيرة كارثيًا.

الزعماء أنهوا مصافحاتهم الافتتاحية، وبدأت الجلسات الجادة وسط انقسامات سياسية عميقة، خاصة مع عودة الإدارة الأمريكية إلى سياسات “احفر أكثر” الداعمة للوقود الأحفوري، وتصاعد الأصوات المناهضة للطاقة المتجددة في بريطانيا.

ناتالي هانمان، رئيسة قسم البيئة في صحيفة “الجارديان”، قالت إن المؤتمر يمثل “لحظة استثنائية لإعادة تركيز الرأي العام العالمي على أخطر أزمة تواجه الإنسانية”.

وأضافت: “لدينا كل التكنولوجيا والتمويل المطلوبين لمواجهة الأزمة، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في السياسة والسلطة التي لا تتحرك بالسرعة أو العدالة المطلوبة”.

الدول الفقيرة أكثر من يتحمل فاتورة أزمة المناخ
الدول الفقيرة أكثر من يتحمل فاتورة أزمة المناخ

تؤكد التقارير الأممية أن أعوام 2023 و2024 و2025 كانت الأشد حرارة منذ بدء السجلات قبل 176 عامًا، وأن تحقيق هدف اتفاق باريس بات شبه مستحيل، في ظل تصاعد كلفة الكوارث المناخية التي حطمت الأرقام القياسية هذا العام.

فرص تجنب أسوأ سيناريوهات الانهيار المناخي ما زالت ممكنة

ورغم الصورة القاتمة، لا يزال الأمل قائمًا، إذ تشير التقارير من داخل المؤتمر إلى أن فرص تجنب أسوأ سيناريوهات الانهيار المناخي ما زالت ممكنة، إذا تم تسريع الانتقال العادل للطاقة النظيفة ووقف التوسع في الوقود الأحفوري.

COP30 الرئيس البرازيلي والامين العام للأمم المتحدة في قمة المناخ

الجنوب يتحرك بينما الشمال يتراجع عن وعوده المناخية

فيما وجّه رئيس المؤتمر والدبلوماسي البرازيلي أندريه كورّيا دو لاجو انتقادات حادة للدول الغنية، مؤكدًا أنها «فقدت حماسها» في مواجهة أزمة المناخ، بينما تمضي الصين بخطوات متسارعة نحو الطاقة النظيفة.

وقال دو لاجو في تصريحات صحفية: «تراجع الحماس في الشمال العالمي يكشف أن الجنوب بدأ يتحرك. هذا التحول ليس جديدًا، لكنه أصبح اليوم أوضح من أي وقت مضى».
وأشار إلى أن الصين — رغم كونها أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة — أصبحت في الوقت ذاته أكبر منتج ومستهلك للطاقة منخفضة الكربون، مؤكدًا أن «الصين تقدم حلولًا للعالم بأسره، وأسعار الألواح الشمسية أصبحت أكثر تنافسية من الوقود الأحفوري».

أندريه أرانا كوريا دو لاجو، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف cop30

وقالت إيلانا سيد، سفيرة بالاو لدى الأمم المتحدة والمتحدثة باسم تحالف الدول الجزرية الصغيرة:

«الهدف البالغ 1.5 درجة مئوية يجب أن يكون نجمنا الهادي. التقدم الحالي غير كافٍ، ونحتاج إلى رد عالمي واضح وسريع».

ورغم سعي البرازيل لتجنب الخلافات، لا تزال الانقسامات بين الدول قائمة حول أولويات المؤتمر، وسط مطالب من الجنوب العالمي بتنفيذ التعهدات السابقة لا الاكتفاء بإطلاق وعود جديدة.

التعهد العالمي بخفض انبعاثات الميثان بات مهددًا

في الوقت ذاته، كشفت  التقارير أن التعهد العالمي بخفض انبعاثات الميثان الذي تم توقيعه في «كوب 26» بات مهددًا، إذ أظهرت بيانات شركة التحليل بالأقمار الصناعية Kayrros أن الانبعاثات من بعض الدول الموقعة — مثل الولايات المتحدة وأستراليا والكويت وتركمانستان وأوزبكستان والعراق — زادت بنسبة 8.5% عن مستويات عام 2020.
ورغم بعض التقدم في الكويت وأستراليا، ارتفعت انبعاثات النفط والغاز الأمريكية وحدها بنسبة 18%.

وقال أنطوان روستاند، رئيس شركة Kayrros: «على الرغم من الوعود المتكررة، فإن انبعاثات الميثان في ازدياد. الساعة تدق، ويجب التحرك فورًا».

ويُعد الميثان أحد أكثر الغازات المسببة للاحتباس الحراري خطورة، إذ تفوق قدرته على تسخين الكوكب 80 ضعف ثاني أكسيد الكربون، ويسهم في نحو ثلث الارتفاع الحراري الحالي. ويرى خبراء أن خفض انبعاثاته يمثل «فرملة طارئة» لتباطؤ الاحترار العالمي.

وطالب دورود زايلكي، رئيس معهد الحوكمة والتنمية المستدامة، بعقد اتفاق عالمي ملزم حول الميثان بدلًا من الاكتفاء بالتعهدات الطوعية، مؤكدًا أن «الالتزامات الحالية غير كافية لتفادي نقاط التحول المناخية الخطيرة».

تابعنا على تطبيق نبض

مقالات ذات صلة

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من المستقبل الاخضر

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading