في الذكرى العاشرة لأهم اتفاقية في تاريخ الأرض بشأن مصير البشرية، تكشف البيانات والتحليلات أن العالم أصبح أكثر حرارة من أي وقت مضى، وأن الظواهر الجوية المتطرفة ازدادت تواترًا وحدّة..
ففي ديسمبر 2015، وقّعت نحو 200 دولة اتفاق باريس للمناخ، بهدف الحد من ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، مع مواصلة الجهود للحد منه عند 1.5°م.
تشير بيانات خدمة كوبرنيكوس الأوروبية لتغير المناخ إلى أن السنوات العشر الأخيرة، من 2015 إلى 2024، كانت الأكثر دفئًا في التاريخ الحديث، ومن المتوقع أن يكون 2025 ثاني أو ثالث أكثر الأعوام حرارة.
ووفقًا للمدير كارلو بونتيمبو، كل عام منذ توقيع الاتفاق احتل المرتبة العاشرة بين أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق.
مدى الاقتراب من 1.5°م:
-
في عام 2015، كان الاحتباس الحراري العالمي حوالي 1.04°م فوق مستويات ما قبل الصناعة.
-
وفق بيانات سبتمبر 2025، ارتفعت الحرارة إلى نحو 1.4°م، مع توقع تجاوز عتبة 1.5°م بحلول عام 2029، أي قبل 23 عامًا من الموعد المتوقع في 2015.
ارتفاع الانبعاثات وتأثيرها
-
تركيزات ثاني أكسيد الكربون ارتفعت بنسبة 5.51% منذ 2015 لتصل إلى 422 جزءًا في المليون في 2024.
-
تركيزات الميثان زادت بنسبة 4.86% لتصل إلى 1897 جزءًا في المليار.
-
75% من الانبعاثات جاءت من الوقود الأحفوري، مع مساهمة حرائق الغابات بإطلاق أكثر من 1300 ميغا طن من الكربون في 2025.
تأثير التغير المناخي على الظواهر الجوية:
-
متوسط الأيام الحارة السنوية زاد بمعدل 11 يومًا خلال العقد الماضي مقارنة بالفترة 2005–2015.
-
موجات الحر التي كانت شبه مستحيلة قبل الثورة الصناعية، أصبحت أكثر احتمالًا بنسبة 70%، وأعلى حرارة بمقدار 0.6°م.
-
حدثت ثلاث موجات حر رئيسية في العقد الأخير كانت مستحيلة في مناخ ما قبل الصناعة، مثل موجة جنوب أوروبا في 2023.
خاتمة
بالرغم من التقدم المحدود في بعض السياسات المناخية، تشير البيانات إلى أن الاحترار العالمي يتسارع بوتيرة لم تشهدها البشرية من قبل، مع زيادة مستمرة في الانبعاثات، وتفاقم احتمالية الكوارث الطبيعية، ما يجعل تحقيق هدف 1.5°م تحديًا عالميًا كبيرًا قبل عقد من الزمن، وكان يمكن تصوره، أما اليوم فقد صار وشيكًا بشكل ملحوظ.
