د. محمد المليجي : ما هي الزراعة البيولوجية؟
استاذ علم أمراض النبات عضو اتحاد الكتاب العرب

لا ينبغي الخلط بين الزراعة البيولوجية ، Biological Agriculture ، والزراعة العضوية Organic Agriculture ، الزراعة البيولوجية هي نفس ما نسميه بالزراعة النظيفة، وهي استخدام أساليب الزراعة التقليدية والعضوية جنبًا إلى جنب لزراعة للحفاظ على خصوبة التربة لأطول فترة ممكنة ولينتج عنها أفضل المحاصيل والماشية الممكنة، بينما الزراعة العضوية يستبعد فيها تماما استخدام المركبات الكيميائية الضارة بصحة الإنسان والحيوان والبيئة سواء من المبيدات او الأسمدة الكيماوية.
أدت الممارسات الزراعية الخاطئة عبر سنوات عديدة من استخدام جائر للمبيدات والأسمدة الكيماوية إلى تغير ملحوظ في البيئة البيولوجية للتربة.
اختفت كائنات نافعة، وانتشرت كائنات ضارة، بحيث تغير التوازن الطبيعي المفترض في التربة السليمة، تسعى الزراعة البيولوجية إلى استعادة الكائنات الحية الدقيقة التي تحدث بشكل طبيعي والكائنات الحية المفيدة للتربة بما في ذلك البكتيريا والفطريات والطفيليات وديدان الأرض، توفر الزراعة البيولوجية نظامًا طبيعيا مستدامًا لإدارة التربة.
الكائنات الحية الدقيقة عنصر هام وضروري في النظام البيئي الطبيعي، حيث تسهل بقاء التربة بحالة جيدة، وتوفر المغذيات للمحاصيل.
ما هي فوائد الزراعة البيولوجية؟
عندما تعود الحياة الميكروبية المتوازنة والصحيحة في التربة، بسبب ممارسة الزراعة النظيفة أو البيولوجية تتحسن صحة النبات، وتنموا جذوره أفضل وبالتالي يحصل على مغذيات التربة بسهولة، هذا يؤدي الى انخفاض الحاجة الى الاسمدة والمبيدات. النباتات السليمة أكثر مقاومة للأمراض والآفات من المحاصيل المزروعة بالطرق التقليدية.
التربة الغنية بالكائنات الحية النافعة، كما هو الحال مع الزراعة البيولوجية، تحتوي على المزيد من الكربون الذي ينتج محاصيل تقاوم الضغوط البيئية مثل الجفاف، من خلال زيادة الكائنات الحية المفيدة التي تعيش في التربة ، تزداد كتلة الجذر بشكل طبيعي، وتصبح المحاصيل أكثر صحة، وتصبح التربة أكثر ملاءمة لنمو المحاصيل، وتصبح المواد العضوية وغير العضوية متوازنة ، ويتطور هيكل مادي يمكنه امتصاص الماء والاحتفاظ به، وهذا يقلل الحاجة للري ويوفر المياه.

كيف تبدأ العمل بالزراعة البيولوجية؟
-استخدام الدورة الزراعية، وتناوب المحاصيل مثل البقوليات مع المحاصيل النجيلية الحراثة الجيدة للتربة بين المحاصيل
-استخدام السماد الأخضر بزراعة نباتات بقولية، وحرثها في التربة، وهي في مراحل النمو الأولي
-عدم اتباع الرعي الجائر الذي يجرد التربة من النباتات وبقاياها تماما
-استخدام السماد البلدي
-الحد من المواد الكيميائية السامة، فلا تستخدم المبيدات والأسمدة الكيماوية إلا عند الضرورة القصوى، وبمعدلات محدودة.
-الحد من التسميد النيتروجيني والبوتاسيي الذائب
-اتباع سبل الوقاية في كل شيء من استخدام أصناف جيدة، ومقاومة إلى استخدام كل سبل الوقاية البيولوجية من الأمراض والآفات.
من أهم عناصر نجاح الزراعة النظيفة، هو تثقيف المزارع واقتناعه بأهميتها ونفعها لمنتجاته ولدخله من الزراعة.