COP30.. دعوة عاجلة للمستثمرين للحفاظ على الغابات وحماية المناخ
أدوات تقنية واستراتيجيات استثمارية.. كيف يواجه المستثمرون مخاطر إزالة الغابات؟
مع انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP30 في بيليم بالبرازيل، يبرز الدور الحاسم للمستثمرين في الحفاظ على الغابات ومواجهة مخاطر إزالة الغابات التي تهدد المناخ والتنمية المستدامة على الصعيد العالمي.
تؤكد ستيفاني بفيفر، الرئيس التنفيذي لمجموعة المستثمرين المؤسسيين المعنيين بالمناخ (IIGCC)، على أن القطاع المالي يمكن أن يكون محفزًا رئيسيًا للانتقال إلى سلاسل إمداد مستدامة، شرط دمج السياسات الطموحة والأدوات التقنية لتعزيز الشفافية والمساءلة.
إزالة الغابات لم تعد قضية بيئية محضة؛ فهي تشكل خطرًا ماليًا متناميًا يؤثر على أداء الاستثمارات وسمعة المؤسسات المالية، خاصة بالنسبة لمالكي الأصول طويلة الأجل مثل صناديق التقاعد وشركات التأمين.
الاستثمار المسؤول أصبح جزءًا لا يتجزأ من الواجب الائتماني للمستثمرين في عالم تتكاثر فيه المخاطر المناخية والبيئية.

أدوات التكنولوجيا لتعزيز الشفافية في سلاسل الإمداد
يقوم العديد من المستثمرين بالفعل بخطوات عملية لمواجهة هذا التحدي، من بينها:
-
استخدام البيانات الفضائية وتقنيات الاستشعار عن بعد لمراقبة الغابات لحظة بلحظة.
-
التعاون مع الشركات لتحسين تتبع المنتجات وضمان التوريد من مصادر خالية من إزالة الغابات.
-
دعم المزارعين صغار الحجم اقتصاديًا لضمان دمجهم في سلاسل الإمداد المستدامة.
السياسات الطموحة كرافعة للتغيير
يمثل قانون الاتحاد الأوروبي لمكافحة إزالة الغابات (EUDR) نموذجًا بارزًا لسياسة طموحة تحوّل المخاطر البيئية إلى اعتبارات مالية ملموسة.
القانون يضع إزالة الغابات كمخاطر مادية للأعمال، ويضمن محاسبة الشركات غير الملتزمة مع حماية الشركات التي تتخذ خطوات استباقية لبناء سلاسل إمداد خالية من إزالة الغابات.
الإعلان الأخير عن تطبيق القانون مع فترة انتقالية ستة أشهر يعكس استجابة صانعي السياسات لصوت المستثمرين والشركات التي طالبت بالالتزام الفوري.

تعزيز الزخم عبر التعاون والمبادرات المالية
التقدم في مكافحة إزالة الغابات يتطلب تعاونًا عالميًا ومبادرات مشتركة، مثل تحالف FSDA الذي يعمل على دمج الإجراءات ضد إزالة الغابات في محافظ المستثمرين. كما يمثل صندوق الغابات الاستوائية للأبد (TFFF) في البرازيل نموذجًا مبتكرًا لآليات التمويل المستهدف المباشر لمشاريع حماية الغابات.
ربط المناخ والتنوع البيولوجي بالاستثمار المسؤول
بعد مرور عشر سنوات على اتفاق باريس، أصبح من الواضح أن حماية الغابات الاستوائية ليست مجرد أداة لمكافحة تغير المناخ، بل جزء أساسي من تحقيق الأهداف البيئية والتنموية.
التقرير الأول للتقييم العالمي يسلط الضوء على الحاجة الملحة لوقف إزالة الغابات والانحدار البيئي بحلول 2030 لضمان بقاء هدف 1.5 درجة مئوية ضمن المتناول.

في مواجهة هذه التحديات، تظل مشاركة المستثمرين ومتابعتهم المستمرة مع الشركات وصانعي السياسات والمجتمع المدني مفتاحًا للحفاظ على الزخم وتحقيق نتائج ملموسة.
الوقت للتحرك يضيق، وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة سيكلف العالم أكثر بكثير من الاستثمار المطلوب لحماية الغابات وبناء مستقبل مستدام.





