أكدت بطلة يورو 2025 بيث ميد، أنها لن تنسى أبدًا اللحظة التي خرجت فيها إلى أرض الملعب في سويسرا خلال بطولة يورو 2025، وتصف الأجواء وقتها، حيث كان الهواء ثقيلًا، ليس بالضغط أو التوقعات، بل بالحرارة. تجاوزت الحرارة حينها 30 درجة مئوية، وهو ما يجعل الرئتين تشعران بالحرقة وكأنك تجري في الماء.
وتوضح بيث ميد التي انضمت لحملة عالمية لتكيف الرياضة مع تغير المناخ، أنها في معسكر إنجلترا، قام فريقها بكل التحضيرات الممكنة، حيث ارتدت اللاعبات سترات الثلج قبل التدريب، وأخذوا فترات للترطيب، وتم تعديل الإحماءات.
وتشير إلى أنه في مقر إقامتهم في زيورخ، استفادوا من العلاج بالتبريد والـSlush Puppies لتبريد حرارة الجسم، خلال التدريبات، كانت المناشف الباردة، وفترات الراحة الإضافية، والتنبيهات المستمرة للشرب جزءًا من روتينهم، كل شيء كان محسوبًا بعناية، لكن عند إطلاق الصفارة، لم تستطع أي بروتوكولات مواجهة حقيقة أن المناخ نفسه قد تغير.
اللعبة التي أحبتها تتأثر بتغير المناخ
ووجهت لاعبة الأرسنال رسالة إلى مؤتمر Cop30 بالبرازيل، حيث تؤكد، أن إيقاع اللعبة تغير، وتعافت العضلات ببطء أكبر، وكل سباق، وكل تدخل، أصبح أكثر تكلفة، وشعرت هذا الصيف في اليورو بتغير دوري أيضًا، فقد كانت جزءًا مما نسميه “اللاعبين الاحتياطيين”، ووجب أن تكون مستعدة لأي لحظة، لأي موقع، حتى لو لم تعتد على لعبه، هذه المرونة هي ما يجعل الفريق ينجح.
وتقول إنهم فازوا ببطولة أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي، لكنها خرجت من الملعب بأكثر من مجرد ميدالية، حيث أدركت أن اللعبة التي أحبتها، والتي أعطتها كل شيء، تتأثر بالفعل بتغير المناخ، وتقول ” ليس مستقبلًا بعيدًا، بل يحدث الآن، في الملاعب، المراكز التدريبية، والمجتمعات حول العالم، تُلغى المباريات بسبب موجات الحر، وتُجرى التدريبات في الفجر أو الغسق”.
وتوضح بيث ميد ، في رسالتها، أن التنبيهات بشأن جودة الهواء أصبحت جزءًا من التحضير للمباريات، قائلة “نحن الرياضيون معتادون على التكيف، لكنه أصبح ضرورة للجميع في مواجهة تغير المناخ، لهذا السبب انضممت إلى حملة Adapt2Win، التي تضم أكثر من 40 رياضيًا عالميًا، من كرة القدم إلى ركوب الأمواج، ومن كرة السلة إلى الجري والتزلج والركبي، مطالبة القادة العالميين بالاستثمار في التكيف المناخي الآن، ما يحدث في الملاعب هو مجرد انعكاس لما يحدث خارجها”.
الفئات الأشد ضعفًا تدفع الثمن الأكبر
وأوضحت في مقالها إنها عندما يضرب الجفاف، الفيضانات أو الحرارة الشديدة، يتأثر الجميع، لكن الفئات الأشد ضعفًا تدفع الثمن الأكبر.
ويفقد المزارعون محاصيلهم، ويتغيب الأطفال عن المدارس، وتفقد الأسر منازلها. ورغم ذلك، لا يذهب أكثر من 10% من التمويل المناخي العالمي لدعم الاستعداد لهذه التأثيرات، مما يترك مليارات الأشخاص دون حماية.
التكيف ليس استسلامًا، بل طريقة للاستمرار، إنه يتعلق بأنظمة مياه أفضل، ومدن أذكى، ورعاية صحية أقوى، وإتاحة تمويل عادل لمن هم بحاجة إليه. إنه يتعلق بالمرونة، نفس الجودة التي يتدرب كل رياضي على بنائها.
تغير المناخ يهدد لعبة كرة القدم
وتقول نجمة فريق الأرسنال، إنه لطالما كانت كرة القدم وسيلة مساواة، يمكن لأي شخص أن يلتقط الكرة ويلعب، على الشاطئ، في الشارع، أو على قطعة من العشب، لكن تغير المناخ يهدد ذلك، الحرارة الشديدة تجعل اللعب خارجًا خطيرًا، والفيضانات تغمر الملاعب، والجفاف يحول الحقول إلى تراب، الظروف التي تجعل كرة القدم شاملة ، المساحات المفتوحة والبيئات المشتركة تتلاشى.
وتشيرا إلى إنه إذا لم يتم التكيف، فإن أكثر الرياضات انفتاحًا ستصبح امتيازًا لا حقًا، ولهذا السبب تكمن أهمية هذه المعركة، ليس فقط للرياضيين في البطولات الكبرى، بل لكل شخص يحب لعب الكرة مع أصدقائه.
وتقول، أريد للأجيال القادمة أن تكبر في عالم تظل فيه الرياضة تجمع الناس، حيث يمكن للأطفال اللعب بأمان في الهواء الطلق، ويُحدد الفائز بالموهبة والعمل الجماعي، لا بالمناخ.
الاستثمار في الحلول التي تساعد الناس
ووجهت لاعبة الأرسنال رسالة إلى مؤتمر Cop30 بالبرازيل، حيث يجتمع القادة العالميون لتحديد شكل العقد القادم من العمل المناخي، وصف رئيس Cop30 هذا الوقت بأنه لحظة قلب اللعبة، وهذا ما يبعث فيّ الأمل اليوم، يعني هذا الاستثمار في الحلول التي تساعد الناس في كل مكان على التكيف مع تغير المناخ الآن.
يجادل البعض بأن التركيز على التكيف يصرف الانتباه أو التمويل عن خفض الانبعاثات، لكن هذا اختيار خاطئ. يجب علينا فعل الأمرين معًا. الاستثمار في التكيف ليس تشتيتًا، بل حماية للناس أثناء مواجهة الأسباب.
وتضيف، الحقيقة أن التكيف ينقذ الأرواح ويحقق التقدم، إنه ليس صدقة أو تنازلًا، إنه استراتيجية، إنها الطريقة التي نحافظ بها على الرياضة كقوة للوحدة والأمل.
وتقول : نحن الرياضيون نتجاوز حدودنا يوميًا، لكن عندما يدفعنا المناخ للخلف، حان الوقت للعالم ليخطو خطوة، لأن الدرس الذي نتعلمه من الرياضة هو أنه عندما تكون الاحتمالات ضدك، هناك طريقة واحدة للفوز: التكيف،حان الوقت للعالم لفعل الشيء نفسه.
