أخبارتغير المناخ

نظام عالمي جديد يرصد تغيّرات سطح الأرض في الوقت الحقيقي لأول مرة خلال أيام

نظامًا ثوريًا لمراقبة التغيرات البيئية بدقة وسرعة غير مسبوقة.. يرصد تأثير البشر والمناخ

أطلقت جامعة ميريلاند أول نظام عالمي قادر على تتبع تغيّرات سطح الأرض في الوقت الفعلي تقريبًا، تحت اسم “ديست أليرت” (DIST-ALERT)، وهو نظام يُعد الأول من نوعه في مراقبة التغيرات التي تطرأ على اليابسة عالميًا نتيجة الأنشطة البشرية أو الظواهر الطبيعية كالحرائق والعواصف والجفاف.

في السابق، كانت المراقبة تقتصر على مناطق محددة من الكوكب، مثل الغابات المطيرة في المناطق الاستوائية، وغالبًا ما كانت تركز على نوع واحد من التغيرات كإزالة الغابات أو الحرائق.

أما النظام الجديد فيرصد جميع أنواع التغيرات على مستوى العالم، وبزمن استجابة أسرع بكثير.

يعتمد “ديست أليرت” على صور الأقمار الصناعية Landsat 8/9 وSentinel-2A/B/C، أي خمسة أقمار صناعية تعمل معًا، ما يقلص فترة إعادة الزيارة إلى الموقع (المعروفة بمعدل “revisit rate”) إلى ما بين يوم وأربعة أيام فقط.

هذا التكامل بين الأقمار الصناعية يمنح العلماء بيانات أحدث، ويزيد من فرص الحصول على صور خالية من الغيوم، وهي مشكلة كانت تحدّ من دقة أنظمة الرصد السابقة.

تقول إيمي بيكنز، الأستاذة المساعدة بجامعة ميريلاند وقائدة الفريق البحثي: “مع زيادة عدد الملاحظات، نحصل على فرص أكبر لرؤية الأرض بوضوح، خصوصًا في المناطق كثيرة الغيوم، فكل صورة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا.”

رصد تغيّرات سطح الأرض في الوقت الحقيقي
رصد تغيّرات سطح الأرض في الوقت الحقيقي

التقلبات المناخية الطبيعية

ووفقًا للدراسة، التي شملت مقارنة بيانات الأعوام 2020 إلى 2023، تبين أن معظم التغيرات التي شهدها كوكب الأرض عام 2023 كانت ناتجة عن التقلبات المناخية الطبيعية، سواء بانحسار الغطاء النباتي بسبب الجفاف والحرارة، أو بزيادته نتيجة الأمطار الغزيرة.

أما السبب الثاني فيعود إلى التغيّرات الناتجة عن النشاط البشري، مثل زراعة محاصيل جديدة أو تغيير مواعيد الحصاد.
وقد بلغت مساحة الأراضي التي حوّلها الإنسان إلى استخدامات جديدة نحو 28.6 ± 7.6 مليون هكتار، وهي مساحة تفوق مساحة الإكوادور أو ولاية كولورادو الأمريكية، نصفها كان أراضي طبيعية طويلة العمر مثل الغابات والأراضي العشبية والمستنقعات.

رصد تغيّرات سطح الأرض في الوقت الحقيقي
رصد تغيّرات سطح الأرض في الوقت الحقيقي

ويؤكد البروفيسور ماثيو هانسن، أحد المشاركين في البحث، أن تحويل الأراضي الطبيعية إلى استخدامات بشرية يُعد من العوامل الرئيسية لتسخين المناخ، إذ يؤدي إلى “زيادة الظواهر الجوية غير الطبيعية عالميًا، وغالبًا ما يظهر ذلك في بياناتنا على شكل فقدان واسع للنباتات بسبب الحرائق أو الفيضانات أو الرياح العاتية”.
يُتاح الوصول إلى بيانات “ديست أليرت” عبر مركز الأرشيف النشط لمعالجة بيانات الأرض (LP DAAC)، كما بدأت منظمات بيئية، منها “غلوبال فورست ووتش” (Global Forest Watch)، بدمج بيانات النظام ضمن أنظمتها التي تُرسل تنبيهات فورية للمستخدمين حول تغيّرات الغطاء الأرضي، بعد أن كانت تقتصر سابقًا على الغابات الاستوائية فقط.

وتختتم بيكنز بقولها: “هناك طموحات كبيرة لحماية الأراضي وإدارتها بكفاءة، لكن لا يمكن تحقيق ذلك دون بيانات دقيقة وفورية. نظام ‘ديست أليرت’ يجعل هذه البيانات قابلة للاستخدام العملي، ليس فقط في السياسات العامة، بل أيضًا في الاستجابة للأحداث على الأرض”.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك رداً على jalaliveإلغاء الرد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من المستقبل الاخضر

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading