في ظل التحديات البيئية المتصاعدة، وعلى رأسها تلوث المياه وارتفاع تكلفة تقنيات المعالجة التقليدية، يبرز البيوتشار كأحد أهم الحلول الذكية منخفضة التكلفة ضمن منظومة الاقتصاد الدائري.
وتُظهر الأبحاث الحديثة أن تحويل المخلفات الحيوية، ومنها أعشاب البحر، إلى بيوتشار نشط يمثل نقلة نوعية في معالجة الملوثات البيئية بكفاءة عالية.
البيوتشار: مادة صغيرة… وتأثير بيئي هائل
يتميز البيوتشار المُنتَج من المخلفات البحرية بمساحة سطحية عالية جدًا، وقدرة امتصاص تتجاوز مئات الأمتار المربعة لكل جرام، ما يجعله فعالًا للغاية في التقاط الملوثات من المياه العذبة والمالحة على حد سواء. كما يمكن التحكم في حجم حبيباته وخواصه الفيزيائية وفقًا لمجال الاستخدام، وهو ما يمنحه مرونة تطبيقية كبيرة مقارنة بالمواد المستوردة مرتفعة التكلفة.
حل عملي لتحديات المياه والطاقة
يمثل هذا التوجه نموذجًا تطبيقيًا لربط تكنولوجيا التحلل الحراري (Pyrolysis) بإدارة الموارد البيئية، حيث يتم:
-
إعادة تدوير مخلفات طبيعية غير مستغلة.
-
إنتاج مادة فعالة لمعالجة مياه الصرف.
-
تقليل الاعتماد على الكربون النشط المستورد.
-
خفض البصمة الكربونية المرتبطة بتقنيات المعالجة التقليدية.
الابتكار المحلي في خدمة الاستدامة
تعكس هذه التكنولوجيا قدرة البحث العلمي المصري على تحويل الموارد الطبيعية إلى حلول واقعية منخفضة التكلفة، تواكب أهداف التنمية المستدامة، خاصة:
-
الهدف السادس: المياه النظيفة.
-
الهدف الثاني عشر: الاستهلاك والإنتاج المسؤول.
-
الهدف الثالث عشر: العمل المناخي.
من المختبر إلى التطبيق الصناعي
يمثل البيوتشار الناتج من أعشاب البحر خطوة متقدمة نحو التصنيع المحلي لمواد معالجة المياه، ويدعم التوسع في مشروعات تدوير المخلفات الزراعية والبحرية لإنتاج مواد ذات قيمة مضافة، سواء في الزراعة أو الصناعة أو حماية البيئة.
خلاصة
لم يعد البيوتشار مجرد منتج ثانوي للتحلل الحراري، بل أصبح أداة استراتيجية لمواجهة أزمات المياه والتلوث، وجسرًا يربط بين البحث العلمي والصناعة والتنمية المستدامة. ومن هنا تتجلى أهمية الاستثمار في تكنولوجيا تدوير المخلفات كأحد أعمدة المستقبل الأخضر في مصر والمنطقة.
