حدد العلماء نوعًا جديدًا من المخاطر المناخية، يتمثل في التقلبات المفاجئة في درجات الحرارة من يوم لآخر، والتي تتزايد عالميًا.
بحلول عام 2100، قد تصبح هذه التقلبات قوية بما يكفي للتأثير على مناطق يعيش فيها نحو 80% من السكان.
التغيرات المفاجئة في الحرارة
قاد البحث الدكتور Qi Liu، عالم المناخ في جامعة نانجينغ، الذي يدرس التغيرات السريعة للطقس وآثارها على الصحة.
استخدمت فرقته بيانات عالمية لعقود طويلة ونماذج حاسوبية، وأظهرت النتائج التي تم نشرها في مجلة Nature Climate Change، أن هذه القفزات تمثل نوعًا مستقلًا من الأحداث المناخية القصوى.
عرف الباحثون “التغير اليومي الشديد في الحرارة” بأنه ارتفاع كبير غير معتاد في درجة الحرارة اليومية بين يوم وآخر، مستخدمين النسبة المئوية 90 من السجل المحلي، أي نحو 7 إلى 11 درجة فهرنهايت، وهو مقدار كافٍ لإجهاد الجسم.
تزايد التقلبات الحرارية
أظهرت الدراسة أن التقلبات القصوى أصبحت أكثر شيوعًا في مناطق خطوط العرض المنخفضة والمتوسطة، مع تسجيل أقوى الزيادات في غرب الولايات المتحدة، شرق الصين، أجزاء من أمريكا الجنوبية، وحول حوض البحر المتوسط.
أسباب التغير المناخي
خلص البحث إلى أن الانبعاثات البشرية من الغازات الدفيئة لها أكبر تأثير على هذه التقلبات، حيث يزيد الاحتباس الحراري من جفاف التربة ويعزز تقلب ضغط الهواء ودرجة رطوبة التربة، ما يؤدي إلى تحركات سريعة للهواء الدافئ أو البارد.
خطر صحي متزايد
أظهرت تحليلات في 372 موقعًا أن التقلبات الحرارية الكبيرة تزيد من الوفيات، حتى بعد ضبط متوسط درجة الحرارة. وتقدر الدراسات العالمية أن هذه التقلبات تسهم في نحو 1.7 مليون وفاة سنويًا. وارتبطت هذه الظاهرة بزيادة مخاطر أمراض القلب والجهاز التنفسي.
تفاوت التأثير على البشر
الأشد تأثرًا هم كبار السن، الرضع، وذوو الأمراض المزمنة، إضافةً لمن لا يملكون تدفئة أو تكييفًا مناسبًا. كما تواجه الأحياء منخفضة الدخل والمجتمعات الريفية صعوبات أكبر.
التقلبات المستقبلية وطرق الحد من المخاطر
تُظهر النماذج في سيناريو الانبعاثات العالية زيادة الأحداث بنحو 17%، وزيادة شدتها وتكرارها بنحو 20%. يمكن للوكالات الصحية متابعة الأيام التي تشهد قفزات حرارية كبيرة وتحديث خطط الطوارئ، كما يمكن للأفراد تعديل الملابس ودرجة الحرارة المنزلية ومتابعة الجيران المعرضين للخطر.
مخاطر مناخية مستقلة
يقترح الباحثون تصنيف هذه الظواهر كنوع مستقل من المخاطر المناخية، نظرًا لتأثيرها الكبير على المناطق المأهولة بالسكان، إلى جانب موجات الحر التقليدية.
