كتب : محمد كامل
افتتح الملتقى العلمي لقسم بحوث الفاكهة بالمركز القومي للبحوث، تحت عنوان «تحسين إنتاجية وجودة العنب وزيادة تنافسيته في الأسواق العالمية»، وتحدث الدكتور محمد فتحي شاهين، رئيس قسم بحوث الفاكهة ورئيس الملتقى العلمي، عن الدور العلمي للقسم، موضحًا أنه يضم أكثر من ألف بحث علمي وعشرات الاختراعات والابتكارات في مجال الفاكهة، إلى جانب إعداد خطة بحثية لتطوير البحث العلمي وإيجاد حلول عملية للمشكلات التي تواجه محاصيل الفاكهة، بهدف تحسين الجودة وزيادة الإنتاجية. وأكد أن القسم يعمل على متابعة أحدث المستجدات المتعلقة بمحاصيل الفاكهة والتعامل معها علميًا.
وأشار شاهين إلى دخول أصناف غير معروفة من العنب خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا ضرورة مراجعتها علميًا، وتعزيز التعاون مع مؤسسات البحث العلمي لدراسة هذه الأصناف والحفاظ على الإنتاجية والجودة.
بحضور الدكتورة وفاء عبد الرحيم، عميد معهد البحوث الزراعية بالمركز القومي للبحوث، والدكتور محمد المنسي، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي بمركز البحوث الزراعية، والدكتور نظمي عبد الحميد، أستاذ الفاكهة بقسم البساتين بجامعة عين شمس، والدكتور محمد فتحي شاهين، رئيس قسم بحوث الفاكهة بالمركز القومي للبحوث، والدكتور رمزي جورج استينو، وزير الدولة لشؤون البحث العلمي سابقًا وأستاذ الفاكهة بكلية الزراعة جامعة القاهرة.
من جانبه، أكد الدكتور رمزي جورج استينو أن العنب يُعد من أهم محاصيل الفاكهة في مصر، مشيرًا إلى أن الدولة تمتلك تاريخًا طويلًا في زراعته، حتى لُقبت سابقًا بـ«إمبراطورية زراعة العنب». وحذر من دخول أعداد كبيرة من أصناف العنب سنويًا دون دراسات كافية لتقييم جودتها ومدى ملاءمتها للظروف البيئية المصرية، وقدرتها على التصنيع والتصدير.
وشدد استينو على أهمية إنشاء تجمع متكامل لمحصول العنب، يضم الباحثين والمزارعين، لوضع خطة استراتيجية تبدأ من الزراعة وحتى التصدير، لافتًا إلى أن العنب من المحاصيل عالية الربحية، لكنه في الوقت ذاته مرتفع التكلفة ويواجه تحديات تتطلب حلولًا علمية قابلة للتنفيذ.
بدوره، أوضح الدكتور نظمي عبد الحميد، أستاذ الفاكهة بجامعة عين شمس، أن المساحة المزروعة بالعنب في مصر تبلغ نحو 200 ألف فدان، بإنتاجية تصل إلى 2.1 مليون طن، وهو رقم كبير مقارنة بمحاصيل الفاكهة الأخرى. وأكد ضرورة إعادة النظر في الخريطة الصنفية، وتوضيح نتائج برامج تربية الأصناف، وتحسين إدارة العنقود، وعمليات الحصاد والنقل والتداول، مع تعزيز دور البحث العلمي في حل مشكلات محصول العنب.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد المنسي، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي المصري، إن صادرات العنب تمثل نموذجًا ناجحًا لزيادة الإنتاج خلال السنوات الأخيرة، موضحًا أن الصادرات ارتفعت بنحو 50 ألف طن خلال الأربع سنوات الماضية، بما يؤكد توافق المحصول مع اشتراطات التصدير الدولية. وأضاف أن هناك توسعًا في فتح أسواق جديدة مثل فيتنام والفلبين، مشيرًا إلى أن دور الحجر الزراعي يشمل الرقابة الفنية على مزارع العنب لضمان الالتزام الكامل بمعايير التصدير.
وفي ختام الملتقى، أكدت الدكتورة وفاء عبد الرحيم أن العنب يُعد من المحاصيل الاستراتيجية المهمة في قطاع الفاكهة، ويسهم في تعزيز مكانة مصر عالميًا، مشددة على ضرورة البحث عن سبل علمية لتحسين الإنتاجية والجودة، ومواجهة التحديات المناخية، وترشيد استهلاك المياه، بهدف إنتاج محصول قوي قابل للتصدير بأقل تكلفة ممكنة.
