الذهب يلمع من جديد.. المعدن الأصفر يتجاوز 4100 دولار.. من المستفيد من القفزات القياسية؟

الذهب يكسر حاجز 4100 دولار والفضة عند مستوى قياسي

ارتفع الذهب إلى مستوى قياسي جديد أمس، مدعومًا بالطلب المتزايد على الملاذات الآمنة وسط تجدد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وتوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة.

كما صعدت الفضة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.

وزاد الذهب في المعاملات الفورية بأكثر من 2.2% ليصل إلى 4117 دولارًا للأوقية (الأونصة) لفترة وجيزة، وهو أعلى مستوى يسجله في تاريخه، بينما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول إلى 4136.6 دولارًا، بزيادة تجاوزت 3% خلال تعاملات اليوم.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد فرض، يوم الجمعة الماضي، رسومًا جمركية بنسبة 100% على البضائع الصينية، وأعلن ضوابط جديدة على تصدير البرمجيات المهمة اعتبارًا من الأول من نوفمبر المقبل، ردًا على القيود الصينية المفروضة على العناصر الأرضية النادرة والمعدات التقنية.

وردّت بكين أمس الأحد مؤكدة أن القيود التي فرضتها “مبرّرة”، دون أن تتخذ إجراءات انتقامية جديدة.

عودة التوتر التجاري الأميركي الصيني

يقول كايل رودا، المحلل لدى “كابيتال دوت كوم”:

“إنه أمر مثير، لأن التطورات في الشرق الأوسط كانت تدفع الذهب للانخفاض، لكننا نشهد الآن عودة المخاطر بفعل اشتداد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين.”

وصعدت الفضة بنسبة 3% لتصل إلى 51.87 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى تاريخي لها، متأثرة بالعوامل ذاتها التي تدعم ارتفاع الذهب.

ومنذ بداية العام، ارتفع الذهب – الذي لا يدر عوائد – بنسبة 54%، مدفوعًا بالمخاطر الجيوسياسية والشراء القوي من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المتداولة، إلى جانب توقعات خفض الفائدة الأميركية والضبابية الاقتصادية الناجمة عن الرسوم الجمركية.

ووفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “سي إم إي”، تتوقع الأسواق خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر/تشرين الأول، يعقبه خفض مماثل في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

كما ارتفع البلاتين 4.3% إلى 1659.26 دولارًا، والبلاديوم 3.2% إلى 1453.75 دولارًا.

الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية

سجل الذهب قفزة تاريخية جديدة بلغت 4117 دولارًا للأوقية في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2025، وسط بحث المستثمرين عن ملاذات آمنة في ظل تزايد القلق بشأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية عالميًا.

ويعد هذا الصعود الأكبر منذ سبعينيات القرن الماضي، إذ زاد المعدن الأصفر بنحو الثلث منذ أبريل/نيسان، عندما أعلن الرئيس ترامب فرض رسوم جمركية أحدثت اضطرابات واسعة في التجارة العالمية.

ويشير محللون إلى أن تأخر إصدار البيانات الاقتصادية الأميركية بسبب استمرار إغلاق الحكومة للأسبوع الثاني، زاد من حذر المستثمرين ودفعهم نحو الذهب كخيار آمن.

ويتوقع محللون في “جولدمان ساكس” أن يرتفع الذهب إلى نحو 5 آلاف دولار للأوقية بنهاية العام المقبل، في حين يرى إد يارديني، رئيس شركة “يارديني للأبحاث”، أن الذهب قد يصل إلى 10 آلاف دولار للأوقية بين منتصف 2028 وأوائل 2029.

الرابحون من انفجار أسعار الذهب

1- الصين

تستفيد الصين من ارتفاع أسعار الذهب لتحقيق هدفها ببناء نظام مالي عالمي أقل اعتمادًا على الدولار الأميركي.
وتراكم بكين منذ سنوات احتياطيات ضخمة من الذهب، تُعد سادس أكبر مخزون في العالم، كما تعمل على تحويل بورصة شنغهاي إلى مركز عالمي لتخزين وتداول الذهب.

2- الهند

تُعد الهند ثاني أكبر مستهلك عالمي للذهب، وتُظهر بيانات “بلومبيرغ” أن قيمة الذهب الذي تملكه الأسر الهندية ارتفعت إلى 3.8 تريليونات دولار هذا العام، وهو أكبر مكسب منذ 1979.

3- البنوك المركزية

زادت مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب إلى أكثر من ألف طن سنويًا منذ 2022، في محاولة لتنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار، خاصة بعد العقوبات الغربية على روسيا.

4- صناديق الاستثمار المتداولة

سجلت تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب مستوى قياسيًا جديدًا بلغ 47 مليار دولار هذا العام، مدفوعة بمخاوف الأسواق العالمية.

5- شركات التعدين

حققت شركات تعدين الذهب مثل “أنغلو غولد أشانتي” و”إكوينوكس غولد” أرباحًا قياسية، مع اتساع هامش الربح بفضل ارتفاع الأسعار وثبات التكاليف التشغيلية.

6- شركات “الرويالتي والستريمنغ”

تستفيد هذه الشركات من صعود الأسعار لأنها تحصل على نسبة من إنتاج المناجم دون تكاليف تشغيل، مما يوفر لها عائدات مستقرة مرتفعة.

7- البيتكوين والعملات المشفرة

تشهد العملات المشفرة، وعلى رأسها البيتكوين، موجة ارتفاع موازية، إذ تجاوزت 126 ألف دولار، مستفيدة من بحث المستثمرين عن أصول نادرة تحفظ القيمة في أوقات الاضطراب المالي.

تابعنا على تطبيق نبض