«اضطراب هائل».. علماء يكشفون أسوأ سيناريوهات أزمة المناخ في بريطانيا

ارتفاع 4 درجات أو برودة مفاجئة 6 درجات: سيناريوهات مناخية صادمة تهدد المملكة المتحدة

كشف علماء عن أسوأ السيناريوهات المحتملة لأزمة المناخ في المملكة المتحدة، تتراوح بين ارتفاع شديد في درجات الحرارة يصل إلى 4 درجات مئوية، وارتفاع منسوب سطح البحر بنحو مترين، وصولًا إلى احتمال معاكس يتمثل في انخفاض مفاجئ لدرجات الحرارة بمقدار 6 درجات نتيجة انهيار تيارات محيط الأطلسي، بما يؤدي إلى اضطرابات عميقة في الزراعة وأنظمة الطاقة.

ويؤكد الباحثون أن هذه السيناريوهات، رغم انخفاض احتمالات وقوعها، تظل ممكنة علميًا، مشيرين إلى أن التخطيط الحكومي البريطاني أغفل الاستعداد لمثل هذه النتائج القصوى، ما ترك البلاد عرضة لمخاطر مناخية عالية التأثير.

وتشير مجموعة ثانية من السيناريوهات إلى احتمال تفاقم الظواهر الجوية المتطرفة حتى نهاية القرن، حيث قد ترتفع درجات الحرارة في بعض الأشهر بنحو 6 درجات فوق المعدلات الطبيعية، فيما قد يصل هطول الأمطار إلى ثلاثة أضعاف المستويات المعتادة.

ملايين المنازل في بريطانيا مهددة بالفيضانات

وقال نايجل أرنيل، أستاذ جامعة ريدينج وقائد الدراسة، إن هذه السيناريوهات لا تمثل تنبؤات مؤكدة، بل احتمالات معقولة يجب الاستعداد لها، موضحًا أن غياب أدوات تقييم أسوأ الاحتمالات جعل التخطيط البريطاني قاصرًا عن مواجهة المخاطر القصوى.

وأضاف أرنيل أن عدم القدرة على حساب احتمالات تحقق هذه السيناريوهات يعود إلى الغموض المرتبط بمدى فاعلية الإجراءات العالمية لمواجهة الاحترار، وطبيعة استجابة النظام المناخي، مشبهًا التحليل بتقييمات المخاطر الأمنية أو اختبارات الضغط المالي.

وتشير الدراسة، المنشورة في دورية Earth’s Future، إلى أن تجاوز ارتفاع الحرارة العالمية 4 درجات بحلول عام 2100 قد يحدث في حال فشل الجهود المناخية أو تفعيل حلقات تغذية راجعة خطيرة، مثل انهيار غابات الأمازون وإطلاق كميات هائلة من الكربون، ما يؤدي إلى موجات حر وجفاف طويلة في بريطانيا.

تأكل ساحل ردوست- بريطانيا

كما حذر العلماء من أن الانخفاض السريع في تلوث الهواء الصناعي قد يؤدي إلى ارتفاع إضافي في درجات الحرارة بنحو 0.75 درجة، نتيجة تراجع تأثير الجسيمات العالقة التي كانت تحجب جزءًا من أشعة الشمس.

وفي المقابل، فإن انهيار «الدوران الانقلابي الأطلسي» (AMOC)، أحد أخطر نقاط التحول المناخي، قد يتسبب في تبريد بريطانيا بنحو 6 درجات، ما سيؤدي إلى اضطرابات جذرية في الزراعة وموارد المياه واحتياجات الطاقة الشتوية.

أما انهيار جزئي في أحد مكونات هذا التيار، مثل الدوامة شبه القطبية، فقد يخفض درجات الحرارة بنحو 2.5 درجة مئوية.

وحذرت الدراسة من أن ارتفاع مستوى سطح البحر بنحو 2 إلى 2.2 متر حول سواحل بريطانيا بحلول عام 2100 قد يغرق مدنًا ومناطق ساحلية واسعة، في حال تسارع ذوبان الجليد في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية.

اثار الاحتباس الحراري

وأكد الباحثون أن هذه السيناريوهات لا تأخذ في الاعتبار التداعيات العالمية الأخرى، مثل انهيار الإمدادات الغذائية أو اندلاع صراعات دولية.

وقد أُنجزت الدراسة بتكليف من مكتب الأرصاد الجوية البريطاني ضمن برنامج حكومي لتعزيز القدرة على الصمود المناخي، في ظل انتقادات سابقة لضعف خطط التكيف الحكومية.

Exit mobile version