إعادة تدوير الزجاج.. حل مبتكر لحماية السواحل من التآكل
الزجاج المعاد تدويره يساهم في نمو النباتات الساحلية واستعادة الأراضي المبتلة
في ستينيات القرن الماضي، أدت تسللات المياه المالحة إلى موت الأشجار والنباتات في مستنقع بجنوب شرق لويزيانا.
واليوم، بعد إعادة تزويده بالمياه العذبة، أصبح المستنقع موقعًا مثاليًا لمشاريع إعادة التشجير، خصوصًا أن المستنقعات الصحية تعمل كحاجز يبطئ من تأثير الأعاصير.
في بايو بينيفينيو، التي كانت في السابق موطنًا لأشجار السرو وتوبيلو، تم إنشاء جزيرة اصطناعية تحتوي على أشجار محلية، وأعشاب، وزجاج معاد تدويره. تهدف هذه الجزيرة إلى دراسة نهج جديد في استعادة السواحل.
تم إنشاء الجزيرة، التي يبلغ قطرها نحو 10 أمتار، من مزيج من الزجاج المطحون إلى شكل رمل ورواسب نهر المسيسيبي، بجوارها، توجد جزيرة أخرى مغطاة بالنباتات لكنها مصنوعة بالكامل من الرواسب.
يسعى الفريق لمعرفة أي الاختلافات في نمو النباتات، لتحديد ما إذا كان مزيج الزجاج والرواسب يمكن أن يكون مادة فعالة لإعادة التأهيل البيئي للسواحل.

وقالت سانشاين فان بايل، عالمة البيئة المجتمعية في جامعة تولين بنيو أورلينز، والتي تدرس هذه الجزر: “جميع المناطق الساحلية ستواجه تحديات بسبب ارتفاع مستوى البحار والتآكل. نحتاج إلى أشجارنا ومستنقعاتنا لحمايتنا”.
مع تزايد مستوى سطح البحر وتآكل السواحل، يتم اقتلاع الرواسب وغمر النباتات،. تلعب النظم البيئية مثل الأراضي الرطبة والمستنقعات المالحة وغابات المانجروف دورًا كحاجز بين العواصف والمناطق الداخلية.

غالبًا ما يعتمد علماء البيئة على الرواسب المستخرجة محليًا لإعادة تأهيل هذه البيئات، إلا أن توفر هذه الرواسب محدود، واستخراجها قد يضر بالموائل المحيطة.
يمكن استخدام الزجاج المطحون بدلًا من ذلك، لتقليل الاعتماد على الرواسب المستخرجة، وللتقليل من مشكلة أخرى كبيرة: ملايين الأطنان من الزجاج تذهب إلى مدافن النفايات سنويًا بدل إعادة التدوير.
شركة Glass Half Full، وهي شركة لويزيانية لإعادة تدوير الزجاج، ساهمت في توفير الزجاج المستخدم في الجزيرة، تأسست الشركة عام 2020 لتغطي فجوة إعادة التدوير في الولاية، حيث لم تكن هناك مرافق كافية لتدوير الزجاج.

النباتات في المزيج الخشن من الزجاج والرواسب
في تجارب صالحة للنشر في دورية Restoration Ecology، تبين أن النباتات التي نمت في مزيج من الزجاج والرواسب لها معدلات بقاء مماثلة لتلك التي نمت في الرواسب الطبيعية فقط.
في تجربة مختبرية، تم زرع نباتات الأراضي الرطبة في دلاء تحتوي على رواسب نهر المسيسيبي، أو رمل زجاجي، أو مزيج متساوٍ بينهما.
أظهرت النتائج أن النباتات في المزيج الخشن من الزجاج والرواسب نمت بنجاح مماثل لتلك المزروعة في الرواسب الطبيعية.
وأظهرت دراسة أخرى نجاح نمو أعشاب المستنقعات المالحة في خليط بنسبة 50% زجاج و50% تراب، وحتى في خليط بنسبة 75% زجاج، مما يعكس إمكانات عالية لهذه الطريقة.
كما وجدت دراسات إيجابية لنباتات الكثبان الرملية والمانجروف، لكن النتائج قد تختلف حسب النوع والموقع، ما يستدعي مزيدًا من الدراسات الميدانية.

لذلك، سيستمر فريق فان بايل في متابعة نمو النباتات على جزر بايو بينيفينيو خلال السنوات الخمس المقبلة، مع التخطيط لإنشاء جزيرتين إضافيتين.





