مميزات وعيوب الري السطحي والرش .. وتأثير ذلك علي إنتاجية وصفات المحاصيل
كتب : محمد كامل
كيف تتأثر المحاصيل بالمياه؟
تناول جمعة محمد عطا الخبير الزراعي الحديث عن الري وتأثيره على صفات وانتاجية المحاصيل ثم طرق الري المتبعة مع كل نظام وأهميتها للنباتات في البداية يقول عطا أن الري له أهمية كبيرة في محاصيل نباتات الخضر فقد يزيد من المحصول أو ينقص تبعا لانتظامه والعناية به موضحاً أن لم تحصل الطماطم على نصيبها الكافي من الماء فإن سرعة انتظام الخلايا تقل ويقل معها النمو الخضري , وبالتالي لا يمكن لنباتات الطماطم ادخار كمية كافية من المواد الكربوهيدراتية والبروتينية ,فيقل الأثمار والمحصول بجانب ذلك يترتب علي قلة المياه لنباتات الطماطم سحب بعض الماء الموجودة بالثمار مما يحدث نقص في الحجم ويؤدي ذلك بدوره إلي نقص المحصول.
تأثير الري على صفات المحصول :
وأضاف عطا، أما بالنسبة لتأثير الري علي صفات المحصول فقد لوحظ أن البصل والبطاطس ينتجان محصولاً مبكراً عند زراعتها زراعة بعلية والمشاهد عادة أن الجزء الذي يحصد من هذين المحصولين عبارة عن أجزاء خضرية , سواء كانت أبصالا أو درنات ولا تحصد الأبصال إلا بعد تهدل أوراق البصل الخضراء ولقد وجدت أعلي نسبة من الأبصال المبكرة النضح في القطع التي لم تروي بالمرة إلا بمياه الأمطار.
كما نلاحظ بوجه عام أن المحاصيل المزروعة بعليا أبكر نضجا من المحاصيل المسقاوي ومثال على ذلك البطيخ البعلي الذي لا يسقي يظهر مبكراً في الأسواق قبل البطيخ المسقاوي بشهر تقريبا بالإضافة إلى أنه أقل ماء وعصيراً من البطيخ المسقاوي كما ثبت أيضا أن ثمار الخيار المرة تظهر في مزارع الخيار التي يهمل ريها أو تروي علي فترات طويلة .
الفترة الحرجة للري :
وتابع عطا أما المقصود بالفترة الحرجة للري وهي الفترة التي يتأثر بها نمو النبات أكثر من أي فترة أخرى فهي تكون عادة في الوقت الذي ينمو فيها النبات نمواً سريعا نتيجة لانقسام خلايا النبات انقساما سريعا .
ويختلف ميعاد هذه الفترة من نبات إلي أخر ففي نباتات الخضر التي تزرع من أجل ثمارها كالطماطم , الفلفل , الفاصوليا ,البسلة تقع هذه الفترة في وقت خروج الأزهار أما في النباتات التي تزرع من أجل درناتها , فتقع هذه الفترة عادة وقت تكوين الدرنات وتقع في البطاطس عادة والنبات عمره من 50 إلى 60 يوما ولهذا يجب أن لا تتعرض النباتات للعطش , خصوصا في أثناء الفترة الحرجة من حياتها ولكن يعطي الماء باعتدال من غير إسراف فيه .
أعماق التربة التي تمتص النباتات منها الماء :
نختار نبات البطاطس كمثال لدراسة مناطق للتربة التي يأخذ منها هذا النبات حاجته من الماء ففي التربة الطينية يستمد النبات مائه علي النحو التالي : 65 %من الماء اللازم له يؤخذ من القدم الأول السطحي , 25 % من القدم الثاني , 8% من القدم الثالث , 2 % من القدم الرابع .
طرق الري:
واستكمل عطا أما بالنسبة لطرق الري المتبعة والتي منها :
الري السطحي :
يستخدم هذا النظام علي نطاق واسع في المناطق الجافة والشبه الجافة , والفائدة الرئيسية من الري السطحي هو انخفاض تكاليف الري ويعتبر من أكثر طرق الري هدرا للماء ومن عيوب الري السطحي : عدم انتظام توزيع المياه , فقد الماء في مسام التربة المفتوحة , يؤدي إلي توحيل سطح الأرض وتكوين برك , ارتفاع تكاليف العمالة , ثم فقد الكثير من الماء بالمقارنة بطرق الري الأخرى .
ويكون الري السطحي ملائما في الحالات الأتية :عندما يتيسر مصدرا للماء رخيص , وقنوات الري متعرجة وينطلق الماء إلي الحقل بواسطة الجاذبية الأرضية وعندما تكون ينابيع الماء ميسرة .
كما يجب أن تكون القنوات الرئيسية المستخدمة في طريقة الري بالغمر أعلي قليلا من مستوى سطح التربة وذلك لكي يتدفق الماء جيدا للقنوات الصغيرة ,بالإضافة الى المحافظة علي قاع القنوات الرئيسية بحيث تكون في مستوى سطح التربة .
الري تحت السطحي :
تعتمد هذه الطريقة علي إمداد النباتات بالماء من أسفل سطح التربة (عن طريق الرشح ) ومن أهم مميزاتها : إنتظام توزيع الماء , بقاء سطح التربة جافا وبذلك يقل فقد الماء بالبخر , عدم تكون برك في سطح التربة وبالتالي لا يتصلب سطح التربة .
أما عن العيب الرئيسي للري تحت السطحي هو الكمية الكبيرة المستخدمة من الماء .
وأردف عطا وأما الحالات التي لا يكون الري تحت السطحي مرغوبا فيها هي : عندما يكون تحت التربة مسامية , سطح التربة صلب أو غير مسامي ويري عطا لنجاح الري السطحي يجب أن تكون الأرض مستوية أو ذات انحدار بسيط ومتجانس كما أن تتوفر القواعد الأتية لضمان نجاح نظام الري تحت السطحي :
- وفرة الماء ورخصها .
- أن يكون قاع تحت التربة من الطين الغني بكربونات الكالسيوم .
- أن يكون تحت سطح التربة علي عمق قدم واحد أو أكثر من قمة التربة من الرمل الخشن .
- أن تكون قمة التربة من الطمي الخفيف بحيث لا يكون مسامي أو مندمجا وهذا سوف يساعد على تحرك الماء بحرية .
- الصرف الجيد للتربة .
- أن تكون الأرض مستوية مع عدم وجود أماكن مرتفعة .
الري بالرش :
وهي الطريقة المستخدمة غالبا , وهي إضافة الماء علي صورة رذاذ وفي بعض الحالات يكون مشابها للمطر الخفيف ومن مميزات الري بالرش : أنه يمكن استخدامه في الأراضي غير المستوية التي يصعب استخدام طرق الري الأخرى بها كذلك الأراض المسامية كما أن عملية توزيع المياه تكون منتظمة ويمكن التحكم في معدل الماء كما لا تحتاج إلي المصارف والقنى والبتون كما في حالة الري السطحي ولا تتطلب الى تطهير قنوات الري.
ومن عيوب الري بالرش : ارتفاع تكاليف التجهيز في البداية , وما يحتاج إليه العمال عند استخدام الأنابيب المتحركة كما تؤدي الرياح القوية إلي منع الري في الأوقات الحرجة بالإضافة الى الصعوبات الميكانيكية مثل فشل الرشاشات في الدوران وصعوبة نقل الأنابيب .
واختتم عطا من مميزات نظام الأنابيب المتحركة : أنها منخفضة التكاليف وخطوط الأنابيب بعيدة عن الطريق خلال تجهير الأرض الزراعية ولكن من مساوئها أنها تتطلب وقتا لإضافة كمية الماء المطلوب إعطائها.
