توصل فريق من الباحثين بجامعة لندن الشرقية (UEL) إلى حل غير متوقع لإحدى أكبر مشاكل الكربون في صناعة البناء، ويكمن هذا الحل على الشاطئ.
أظهرت النتائج الجديدة أن أصداف البحر المهملة، التي تُعتبر عادةً نفايات، يمكن تحويلها إلى مكون منخفض الكربون للخرسانة، ما قد يقلل كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في أحد أكثر المواد تلوثًا ويساعد على تعزيز البناء المستدام.
كيف تقلل الأصداف من انبعاثات الخرسانة
تقدم الدراسة، “التحقيق التجريبي للخرسانة منخفضة الكربون باستخدام مسحوق أصداف البحر كحشو وبديل جزئي للإسمنت”، طريقة مبتكرة لتخفيف العبء البيئي.
تظهر النتائج أن الأصداف، بعد تحويلها إلى مساحيق ناعمة بدرجتين، يمكن أن تعمل كحشو وبديل جزئي للإسمنت.
قال الدكتور علي عباس، أستاذ مشارك في هندسة المنشآت بجامعة لندن الشرقية وقائد الدراسة: “الخرسانة موجودة في كل مكان، وبالتبعية فإن بصمتها الكربونية هائلة، لقد أظهرنا أن شيء عادي مثل الأصداف المهملة يمكن أن يقلل من هذه الانبعاثات بشكل ملموس، عند مستويات استبدال معتدلة، تؤدي الخرسانة أداءً جيدًا، مما يجعل هذا الحل قابلًا للتطبيق على نطاق واسع”.
الآثار البيئية والصناعية
أظهر التحليل الميكروهيكلي أن الأصداف الغنية بالكالسيوم تساعد على تحسين بنية المسام في الخرسانة ودعم تكوين مركبات رابطة إضافية، مما يوفر مزايا أداء إضافية.
وأضاف الدكتور عباس: “يتم إنتاج ملايين الأطنان من نفايات الأصداف سنويًا على مستوى العالم، ومعظمها بلا استخدام مفيد، إذا تمكنا من تحويل جزء منها إلى مواد بناء منخفضة الكربون، فإن الفوائد البيئية ستكون كبيرة. إنها فكرة بسيطة مع إمكانات حقيقية لإعادة تشكيل جزء من القطاع.”
إمكانية اعتماد هذه المواد على نطاق واسع في صناعة البناء كبيرة، خصوصًا مع زيادة معايير الاستدامة ومتطلبات الإبلاغ عن الكربون مدى الحياة.
مع تزايد الضغوط على مقاولي البنية التحتية والمباني لتخفيض انبعاثات سلسلة التوريد، يمكن أن يوفر استخدام المواد الطبيعية المعاد تدويرها طريقًا سهلًا لخفض الانبعاثات بشكل ملموس.
إذا أكدت التجارب الصناعية مزايا المادة عند التطبيق على نطاق واسع، فقد تدعم الخرسانة المشتقة من الأصداف الانتقال نحو نماذج اقتصادية دائرية.
وقال الدكتور عباس: “مستقبل يصبح فيه منتج شاطئي قديم هو العمود الفقري للبناء غدًا ليس بالأمر البعيد—إنه عملي وفعال من حيث التكلفة، ويزداد ضرورة مع الوقت.”
