وجهات نظر

د.أحمد هاني: احذر .. تلوث الهواء داخل بيتك ومكان عملك

 

يعتقد العديد من الناس أنهم بوصولهم للمنازل أصبحوا آمنين من تلوث الهواء، لأن في اعتقادهم أن تلوث الهواء يكمن في العوادم وأدخنة المصانع، إلا أنه في الحقيقة أن داخل منازلنا نستنشق كما كبيرا من الكيماويات التي تؤثر على صحتنا، وخاصة صحة الأطفال وكبار السن.

معطرات الجو

الحياة العصرية قدمت لنا العديد من وسائل الراحة والرفاهية، ولكن هناك العديد من المضار التي لا يحسب لها الناس حسابا .

وأول هذه المضار معطرات الجو التي نرشها داخل المنازل، وبها بجانب المادة العطرية مركبات مثل الكلوروفلوروكربون، وهي المادة التي تسبب الدفع للسائل المضغوط الداخلي عند الرش، وهي مادة مهيجة للأغشية المخاطية وتسبب التهابات بالعين والأنف، والجلد، والشعب الهوائية، وكثرة الاستخدام تحول هذا التهيج إلي حساسية والتهابات مزمنة، ولن يجدي أي علاج مع هذه الحساسيات إذا استمر الإنسان في التعرض لمثل هذه المركبات، ومؤخرا تم استبدال الكلوروفلوروكربون، بمادة أخرى أقل سمية وتم منع استخدام هذه المادة عالمياً.

مواد تلميع الأثاث والمبيدات الحشرية

ثاني الأشياء التي تسبب تهيج شديد وحساسية رئوية وقد تسبب نوع من الحساسية ليس في الشعب الهوائية فقط وإنما في أنسجة الرئة أيضا هي البخاخات التي نرشها على الأثاث لتلميعه، فهي تتكون من ماد زيتية تترسب عند استنشاقها في الأنف والشعب الهوائية والحويصلات الرئوية، وتبقى مدة طويلة نظرا لثباتها على الأخشاب.
وأيضا يكثر استخدام المبيدات الحشرية خاصة في فصل الصيف، وهي بجانب تأثيرها الضار على الرئتين لها تأثير على الجهاز العصبي، وتأثير تراكمي على الكبد والكلى، و نتفق أن الحشرات تنقل أمراض معدية، ولكن المبيدات تسبب أمراض خطيرة علي المستوي البعيد.

والمنظفات والمطهرات والمكيفات

والمنظفات والمطهرات تتسبب في إكزيما وحساسية صدرية وكثرة استخدامه والإسراف في استخدامها يسبب متاعب صحية الإنسان في غني عنها.
أما عن المكيفات، فالفطريات والبكتريا تتكاثر فيها، وتسبب أشد أنواع الحساسية والتليفات الرئوية، والالتهابات الرئوية، ومن الممكن أن تكون خطيره لدرجة أن علاجها يستدعي دخول الرعاية المركزة في المستشفيات.

الحيوانات الأليفه

وإذا كان بالمنزل حيوانات أليفه، فشعر هذه الحيوانات يعد من اهم أسباب عدم استجابة مرضي الحساسية للعلاج، كما أن فضلات هذه الحيوانات تسبب تهيج الشعب الهوائية بسبب روائحها الكريهة.
وهواة تربية الطيور يتعرضوا لتليفات رئوية شديدة.

واستخدام مزيلات العرق والبارفانات لا تعرض الشخص نفسه للآثار الضارة، وإنما يمتد الأثر إلى الأشخاص المحيطين به.

المكاتب المغلقة وأماكن العمل

ولا يقتصر التعرض لتلوث الهواء الداخلي في المنازل فقط، وإنما يمتد إلى أماكن العمل، حيث أن المكاتب المغلقة المكيفة تكييف مركزي واستخدام المنظفات والمطهرات فيها يجعلها مثل المنازل في تعرض العاملين فيها لهواء غير نقي.

وفي مواسم العواصف وفي فصل الربيع حبوب اللقاح، والأتربة يحملها الهواء الخارجي إلي داخل المنازل، وأماكن العمل مسببا التهابات في العين، والأنف، والجهاز التنفسي.

وفي المصانع والورش يتعرض العاملون لمواد كيميائية تختلف باختلاف النشاط الصناعي، وتسبب العديد من الأمراض المسماة بالأمراض المهنية، ويختلف تأثيرها على الصحة العامة باختلاف أكثر الأعضاء تأثرها، وأخطر التأثيرات هي المواد التي تسبب أنواع مختلفة من السرطان.

وفي كافة الأحوال يكون التأثير على الأطفال وكبار السن، والحوامل، ومرضى الصدر، والقلب أكثر حدة من الأفراد الذين لا يعانوا من مرض.

ولكن لابد من وجود حل لهذا فلا يمكن الاستغناء نهائيا عن معظم ما سبق من المواد في الحياة اليومية، ولهذا ظهر مصطلح التنظيف الآمن Safe Cleaning لتقليل تعرض الأفراد، وخاصة من يقومون بأعمال النظافة للمخاطر..

وأهم هذه النصائح:

– استخدام المكنسة الكهربائية في التنظيف
– استخدام الناموسيات، وسلك النوافذ وعند الحاجة لاستخدام مبيد حشري يتم رشه في الغرفة وإغلاقها لفترة ثم تهويتها قبل أن يتم استخدامها.
– استخدام المطهرات بالجرعة المطلوبة بتخفيفها بالماء وتهوية المكان بعد الاستخدام
– عدم استخدام مواد التلميع للأثاث بقدر الإمكان لبقائها عالقة بالجو لفترة
– المواظبة على تنظيف أجهزه التكييف شهريا حتى لا تتكون فطريات، وفي حالة التكييف المركزي يتم الصيانة كل شهر مع استخدام أجهزه تعقيم الهواء.
– منع الحيوانات الأليفة من المبيت بجوار أصحابها وتحديد مكان مخصص لها للنوم.
– في أيام العواصف يتم رش ماء ببخاخة رش عادية حتى تهبط العوالق التي بهواء الغرف ثم التنظيف وإغلاق الغرف، وكذلك في مواسم حبوب اللقاح
– استخدام المعطرات في أضيق الحدود وبكميات بسيطة
-استخدام البارفانات ومزيلات العرق بكميات بسيطة والبعد عن الأطفال
– العاملون في المصانع عليهم ارتداء الملابس الواقية الخاصة بكل مهنة، والتأكد من أنها سليمة غير ممزقة واتباع نصائح الأمن الصناعي.

الصيف وخطورة الهواء

قد يكون تلوث الهواء الداخلي أكثر خطورة من تلوث الهواء الخارجي وبوجه عام تلوث الهواء الخارجي أو الداخلي أدي لزيادة العديد من الوفيات خاصة في الربيع موسم العواصف وحبوب اللقاح والأتربة، وفي الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة، ويزيد معها نشاط المواد الكيمائية وقدرتها على اختراق الأنسجة المخاطية.

الخلاصة:

العديد من الناس يظن أن تلوث الهواء قاصر علي تلوث الهواء الخارجي في الأماكن المفتوحة بالعوادم وأكاسيد الغازات والمعادن الثقيلة، ويظنوا أن هواء المنزل آمن بل ويظن الكثير أن الإسراف في استخدام المعطرات والمطهرات والمبيدات الحشرية تزيد من الأمن الصحي لهم داخل المنازل.

وكثير من المرضي يعتقد أن مع تجنبه للخروج أيام العواصف وبعدهم عن المناطق التي بها تركز للعوادم والبقاء بالمنزل كافيا، ويتعجبوا من عدم تحسن حالتهم الصحية، غير مدركين لتعرضهم داخل المنزل لكيماويات تسبب عدم استجابتهم العلاجية، وأيضا علينا القيام بعملية التنظيف الآمن من أجل الصحة العامة خاصة صحة الأطفال وكبار السن ومرضي الصدر والقلب.

تابعنا على تطبيق نبض

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من المستقبل الاخضر

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading