أهم الموضوعاتأخبارابتكارات ومبادرات

باحث مصري يتوج بجائزة منظمة المجتمع العلمي العربي عن بحث لتنقية المياه الملوثة

الدكتور جمعة عبد الجواد الفائز بجائزة منظمة المجتمع العلمي العربي في حديثه لموقع "المستقبل الأخضر":"جاءت الجائزة تعويضا للجهد والتعب".

د. طارق قابيل

أعلنت منظمة المجتمع العلمي العربي عن فوز الباحث المصري الدكتور جمعة عبد الجواد محمد علي من قسم الكيمياء في كلية العلوم بجامعة الأزهر في أسيوط، وذلك عن جهوده البحثية في مجال تنقية المياه الملوثة عن طريق ابتكار مواد جديدة.

واحتفلت المنظمة، يوم أمس الاثنين في الدوحة، بالإعلان عن الفائز بالجائزة، والتي حملت عنوان “حلول لمشكلة نقص المياه في الوطن العربي”.

وقد حضر الحفل عدد من الشخصيات المرموقة من داخل وخارج قطر، من بينها معالي الدكتور محمد ولد اعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو) والوفد المرافق له.

وسعادة السيد عمرو الشربيني سفير جمهورية مصر العربية، كما حضر الحفل كلاً من سعادة السيد بدر بن عمر الدفع المبعوث الخاص لوزير الخارجية لشؤون تغير المناخ والاستدامة، والمفوض العام لإكسبو 2023 في الدوحة، والسيد محمد المصري، المدير التنفيذي للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

بالإضافة لعدد من ممثلي الوزرات القطرية، والمؤسسات العلمية والصناعات ومختلف القطاعات، ولفيف من الحضور الكرام.

وقد تسلم الجائزة السفير المصري لدى دولة قطر عمرو الشربيني نيابة عن الباحث المصري الفائز بالجائزة. وخُصصت جائزة العام الحالي للبحوث العلمية التطبيقية، التي تسهم في حل مشكلة نقص المياه الصالحة للاستخدام الآدمي بجميع أشكاله في بلداننا العربية.

وتم اختيار موضوع الجائزة لهذا العام بناء على مجموعة عوامل من أهمها أهمية الزمن المائي في الدول العربية وارتباطه بعدة مشاكل وأزمات تواجه المواطن العربي.

كما تهدف الجائزة التي نظمت بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” لربط البحوث العلمية بالمشاكل التي تواجه المواطن العربي لمحاولة إيجاد حلول علمية، وتشجيع العلماء الشباب في المؤسسات البحثية العربية لتوجيه بحوثهم ودراساتهم نحو كل ما يخدم توطين العلم وبناء التقاليد العلمية الخاصة بهم، سواء في العلوم الأساسية أو العلوم التطبيقية، وتشجيع البحوث التطبيقية الموجهة نحو إيجاد الحلول العلمية المناسبة للمشكلات التي تعاني منها المنطقة العربية، وربط العلم ونتائجه بالواقع، وتشجيع بناء التواصل العلمي بين العلماء والمجتمع.

وأشاد الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”، بالجائزة التي كان انطلاقها ثمرة تعاون بين المنظمتين.

وأشار في كلمته خلال الحفل إلى أن البحث العلمي في الوطن العربي ضرورة دائمة، وكشف عن انطلاق خطة “ألكسو” للأعوام 2023-2028، التي ستعتني بدور البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في المجتمعات العربية، وتنمية سياسات العلوم ودعم الابتكار، وتعميق دور الأخلاقيات العلمية والتكنولوجية والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال الزراعة وحماية البيئة، والتنمية المستدامة.

الباحث المصري الدكتور جمعة عبد الجواد

وقال ولد أعمر، في حديث مع الجزيرة نت، إن اختيار موضوع “مشكلة المياه في الوطن العربي” جاء لأهمية هذا الموضوع وتشعبه في الوطن العربي، فهناك “دول عربية لديها موارد مائية، وأخرى تعاني نضوبا في المياه السطحية أو الجوفية، وبعضها تحتاج مياهها إلى عمليات تحلية، وأخرى تتمتع بوفرة المياه وتحتاج الترشيد”.

واعتبر أن “الفجوة بين دول الوطن العربي كبيرة، إضافة إلى وجود شح ملحوظ بالمياه، لاعتماد هذه الدول على مياه سطحية، أو مياه جارية عبر أنهار تمر بمجموعة من الدول التي تقيم سدودا خاصة، فالأنهار في الدول العربية، تمر عبر عدة دول، مما يخلق أزمة مياه”

تقدم للجائزة العديد من الباحثين من مختلف البلدان العربية وبعد عمليات مراجعة وتقييم عديدة من قبل لجنة تحكيم دولية من 7 اساتذة اوصت بالإجماع بأحقيتها للفائز بالجائزة.

الباحث المصري الدكتور جمعة عبد الجواد

تاريخ علمي حافل

ويقول الدكتور جمعة عبدالجواد محمد علي الأستاذ المشارك بقسم الكيمياء بكلية العلوم بجامعة الأزهر بمصر في حديثه لموقع “المستقبل الأخضر” أن العمل البحثي المقدم للحصول على الجائزة كان عبارة عن عدة بحوث منشورة في مجلات عالمية في مجال ازالة الملوثات من المياه، وتصدر هذه البحوث بحثا هاما يتناول تحضير الجرافين الهلامي واستخدامه لإزالة أيونات الحديد الثلاثي من المياه.

حيث يسبب وجود أيونات الحديد الثلاثي في المياه أمراض عديدة مثل الزهايمر والتهاب شبكية العين واضطراب الأعصاب.

الأمر الذي يحتم ضرورة تنقية وإزالة هذا الملوث من المياه. باستخدام الجرافين الهلامي الذي له مساحة سطحية عالية ومسامية كبيرة، كما يتميز بوجود مجموعات وظيفية على سطحه ساعدت على إزالة أيونات الحديد من المياه بدرجة عالية، ومن ثم تكون المياه قابلة للاستخدام مرة أخرى.

ويضيف الدكتور جمعة في حديثه لموقع “المستقبل الأخضر” أنه تم أيضا تحضير مواد نانومترية جديدة عبارة عن مؤلفات نانوية من أوكسيد الكوبالت والسليكا وانابيب الكربون النانوية واستخدامها لإزالة بعض الصبغات وايونات المعادن من المياه، في بعض البحوث الأخرى.

جدير بالذكر ان الدكتور جمعة سند لديه 15 عامًا من الخبرة في العمل في مجالات البحث في علوم المواد، واستشعار الرطوبة، والجرافين، والمكثفات الفائقة، ومعالجة المياه، وتوصيل الأدوية. حصل على درجة الدكتوراه.

في المواد النانوية المتقدمة لتخزين الطاقة من جامعة ماليزيا باهانج، ماليزيا. وحصل على بعض الجوائز الوطنية والدولية مثل جائزة أفضل العلماء العرب الشباب TWAS-AREP (2018)، جائزة Obada الدولية (2021)، جائزة المجلس العربي للمياه 2022، الميدالية الذهبية (أرشميدس، روسيا، 2014)، جائزة التكنولوجيا الخضراء (CITREX، ماليزيا، 2015)، الميدالية الذهبية (معرض الاختراعات البريطاني، المملكة المتحدة، 2015).

تم إدراج الدكتور جمعه في قائمة جامعة ستانفورد لأفضل 2٪ من العلماء في العالم، مصر فى 2020و 2021.

نشر الدكتور جمعه أكثر من 137 بحثا علميا في مجلات دولية مصنفة و22 فصلاً في كتب متخصصة حول مجموعة واسعة من مجالات البحث متعددة التخصصات، بما في ذلك المواد متعددة الوظائف، وتكنولوجيا النانو، والمكثفات الفائقة، ومعالجة المياه، واستشعار الرطوبة، والاستشعار الحيوي، والتآكل، وتوصيل الأدوية. حتى الآن، لديه أكثر من 4625 استشهاداً ومؤشر هيرش 41.

 

حاضر د جمعه في أكثر من 30 مؤتمر عالمي في مصر وماليزيا واليابان. الدكتور جمعه محرر للعديد من المجلات الدولية ومراجع لأكثر من 80 مجلة مصنفة.

الدكتور جمعه عضو في الجمعيات العلمية الوطنية والدولية، مثل الأكاديمية العالمية للعلوم والأكاديمية الأفريقية للعلوم والجمعية الكيميائية الأمريكية، والجمعية الملكية للكيمياء، واللجنة الوطنية للكيمياء البحتة والتطبيقية، والأكاديمية المصرية الشابة للعلوم.

وهو محرر للعديد من الكتب مثل “تقنيات إعادة تدوير النفايات لتصنيع المواد النانوية” سبرنجر، 2021، و “المواد القابلة للتحلل الحيوي” سبرنجر، 2022.

ويعلق دكتور جمعه عن خبر فوزه بالجائزة في حديثه لموقع “المستقبل الأخضر بقوله: “أنا في غاية السعادة لحصولي على جائزة دولية مثل جائزة أرسكو، وعلى الرغم من حصولي على العديد من الجوائز العالمية السابقة الا ان هذه الجائزة لها وصف ومذاق خاص فهي جائزة عربية بفكرة عربية بإدارة عربية بمحكمين عرب ومتقدمين عرب الأمر الذي يعزز قوميتنا العربية والفخر بكوننا أشقاء.

وأضاف: “نعلم جميعا أن وظيفة الباحث هي وظيفة شاقة وقاسية فنجد الباحث معظم وقته في معمله وحتى بقية يومه يستغله في التفكير والاطلاع والكتابة ونشر البحوث وخلافه وهنا تأتى دور هذه الجوائز والكريمات التي تكون تعويضا لهذا الجهد والتعب، لاسيما ان كانت من الوطن والأشقاء.”

 

تابعنا على تطبيق نبض

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من المستقبل الاخضر

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading