COP30 يسعى لإغلاق فجوة الانبعاثات عبر خرائط جديدة للتمويل والتنفيذ
دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا COP30 بـ”مؤتمر الحقيقة”، بالنسبة للمفاوضين، قد يصبح معروفًا باسم مؤتمر الخرائط.
ترغب العديد من الدول في بدء عملية وضع خريطة طريق “للتحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري”، وهو الوعد الرئيس الذي أُعلن في COP28 عام 2023 ولم يتم متابعته منذ ذلك الحين.
وقد حثت مارينا سيلفا، وزيرة البيئة البرازيلية، جميع الدول على التحلي بالشجاعة لمواجهة القضية، قائلة: “الخريطة هي إجابة على معرفتنا العلمية بأزمة المناخ، وهي إجابة أخلاقية”.
نُشرت خريطة طريق باكو-بيلم بقيمة 1.3 تريليون دولار خلال قمة القادة التي سبقت الافتتاح الرسمي لـCOP30، وحظيت بإشادة الحكومات. قدمت الخريطة خيارات مثل فرض رسوم على المسافرين المتكررين وعلى الوقود الأحفوري، أو فرض ضرائب جديدة على المعاملات المالية، لتوفير 1.3 تريليون دولار سنويًا للدول الفقيرة بحلول عام 2035.
ويبدو أن المزيد من الخرائط قد تظهر لاحقًا. نشر رئيس COP أندريه كوريا دو لاجو، ليلة الأحد، مذكرته بشأن تقدم مشاورات الرئاسة التي بدأت منذ الأسبوع الماضي.
كانت مشاورات الرئاسة وسيلة لتجنب صراع مؤذي وتأخيري حول ما يجب إدراجه على جدول أعمال المؤتمر. بينما سمح للمسائل الأقل إثارة للجدل بالمضي قدمًا – وقد تم حل العديد منها أو اقترب الحل – تم تأجيل أربع قضايا صعبة للتعامل معها بشكل منفصل: التجارة، الشفافية، التمويل، ومعالجة الفجوة بين التعهدات بالحد من الانبعاثات والحد المطلوب للحفاظ على ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية. (أما التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري، فغالبًا ما يكون أكثر القضايا إثارة للجدل، ولم يُدرج في القائمة الرسمية).
احتمال وضع خريطة طريق جديدة لمعالجة قضية 1.5 درجة مئوية
تشير مذكرته إلى احتمال وضع خريطة طريق جديدة لمعالجة قضية 1.5 درجة مئوية. كان من المفترض أن تقدم الدول خططها الوطنية الجديدة المعروفة بـNDCs، لتحديد أهداف الانبعاثات المستقبلية والإجراءات اللازمة لتحقيقها.
حتى الآن، تم تقديم نحو 120 خطة، لكن بعض الدول الرئيسية، مثل الهند، لم تقدم خططها، وتوضح الحسابات الحالية أن الزيادة في درجات الحرارة قد تصل إلى نحو 2.5 درجة مئوية، أعلى بكثير من الهدف المحدد.
من الناحية التقنية، وفقًا لاتفاق باريس، لا يتعين على الدول تقييم هذه الخطط أو الرد عليها إلا بعد ثلاث سنوات، حتى إجراء “التقييم العالمي” التالي.
لكن كثيرًا من الدول والمنظمات ترى أن الوضع الحالي غير كافٍ، خاصة مع وصول درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة. إذا لم يقدم COP30 استجابة جدية للفجوة، فسيُعتبر فشلًا.
أحد حلول التسوية هو اعتماد “خريطة طريق” لتسريع تنفيذ NDCs وتعزيز التعاون الدولي والاستثمار، مع تقديم النتائج في COP31. ومع ذلك، يرى البعض أن ذلك مجرد تأجيل، ولا يُعرف حتى الآن مكان COP31، حيث تتنافس أستراليا وتركيا لاستضافته.
تظل الخرائط أداة مفيدة في المفاوضات المتعثرة، لكن وضع الخريطة ليس كافيًا؛ إذ يتطلب إقناع الجميع باتباعها. كما قالت مارينا سيلفا: “عندما نواجه بيئة صعبة، من الجيد أن نمتلك خريطة، لكن الخريطة لا تجبرنا على السير أو التسلق”.
