77 % من الدول تتأثر بالغبار والعواصف الرملية.. فقدان 13 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي بالشرق الأوسط وإفريقيا سنويًا
السعودية والعراق أبرز الدول العربية المعرضة للعواصف الرملية المفاجئة.. زادت انبعاثات الغبار العالمية السنوية بين 25% و50%
وفقًا لدراسة أجرتها جامعة أكسفورد ، فإن 77% من جميع الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) تتأثر بشكل مباشر بالغبار والعواصف الرملية.
تعرضت العديد من المناطق ذات الأهمية الاقتصادية في جميع أنحاء العالم لعواصف رملية واسعة النطاق في السنوات الأخيرة.
كان ذلك في صباح يوم من أيام أبريل عام 2023 عندما غمر الجزء الشمالي من الصين سحابة من الضباب البرتقالي، وهذه هي المرة الخامسة التي تتأثر فيها بكين هذا العام بالعواصف الرملية.
قوم الغبار الأصفر بزيارات موسمية إلى شمال آسيا مثل العواصف الرملية من صحراء جوبي في رياح الربيع، هذا العام، وصلت إلى شبه الجزيرة الكورية وشرقا إلى اليابان في أبعد نقطة لها.
لكن لا ينبغي أن تكون منطقة شمال آسيا، هي المنطقة الوحيدة على رادار الناس عند الحديث عن العواصف الرملية.
عملية طبيعية؟
يعد انتقال الغبار من الأرض إلى الغلاف الجوي عملية طبيعية، ولكن على مدار القرن الماضي، زادت انبعاثات الغبار العالمية السنوية بنسبة 25٪ إلى 50٪، ويرجع ذلك أساسًا إلى الجمع بين استخدام الأراضي وتغير المناخ.
فالتصحر المتزايد، على سبيل المثال، يجعل العراق يمر بـ “272 يومًا ترابيًا” سنويًا، بحيث يرتفع إلى أكثر من 300 بحلول عام 2050.
هذه ليست مجرد حالة النوافذ أو السيارات المتسخة، من الناحية الاقتصادية، أثرت على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل كبير: حيث يتم فقدان حوالي 13 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي كل عام بسبب الغبار والعواصف الرملية، وتم تحديد ارتباط قوي بين انتشار الغبار والتهاب السحايا في دول الساحل.
المناطق الرئيسية المتأثرة بالغبار والعواصف الرملية
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)
في نفس الوقت الذي كانت فيه بكين مغطاة بالرمال والغبار، تعرضت منطقة الجوف، بما في ذلك طبرجل ودومة الجندل وسكاكا والقرى التابعة لها الواقعة شمال المملكة العربية السعودية، بشكل مفاجئ لعاصفة رملية ضخمة.
وفي مارس الماضي أيضًا، غطت بغداد أول عاصفة رملية في العراق خلال العام، وشهدت البلاد أكثر من اثنتي عشرة عاصفة رملية العام الماضي ودخل آلاف الأشخاص إلى المستشفيات بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي.
الهند
في أواخر يناير 2022 ، غمرت عاصفة ترابية كبيرة بحر العرب، أثرت أعمدة الغبار الصحراوي على المناطق المأهولة بالسكان حول الحوض، حيث حملت الرياح الجزيئات فوق كراتشي ومومباي والعديد من المدن الأخرى، مما أدى إلى تدهور جودة الهواء، علق الغبار في الهواء لعدة أيام وأدى إلى انخفاض مؤشر جودة الهواء بشكل غير مسبوق في مومباي.
لقد حدث الأسوأ. في الفترة من 2 إلى 3 مايو 2018، اجتاحت عواصف ترابية عالية السرعة أجزاء من شمال الهند؛ توفي 125 شخصًا، وأصيب أكثر من 200 في هذه الكارثة.
سويسرا
في 15 مارس 2022، استيقظ الناس في جميع أنحاء سويسرا على سماء برتقالية غريبة، بسبب الرمال من الصحراء الكبرى، أتت الرمال بشكل أساسي من شمال غرب إفريقيا، واستغرق الأمر عدة أيام حتى تنتقل الرمال من الصحراء وتصل إلى ارتفاع يتراوح بين 2 و5 كيلومترات.
أستراليا
في يناير 2020 ، تسببت الرياح المدمرة الناتجة عن العواصف الرعدية في وسط نيو ساوث ويلز في حدوث عواصف ترابية حولت النهار إلى ليل في بعض البلدات. تلقت خدمة الطوارئ الحكومية 1453 مكالمة للمساعدة، أكثر من 1000 منها لأضرار في المباني.
ما يجب القيام به
للتخفيف من العواصف الرملية المدمرة، يتم إجراء أعمال الترميم، ولكن فقط بالطريقة الصحيحة.
حالة صحراء كوبوكي كمثال، بدأ ترميمه في الثمانينيات، تنقسم منطقة زراعتها إلى ثلاث مناطق حسب مناطقها الجغرافية الخاصة، المنطقة أ على طول الضفة الشمالية للنهر الأصفر، شريط بطول 110 كيلومترات على طول النهر و 20 كيلومتر عرض من الشمال إلى الجنوب. في هذه المنطقة ، يتم زراعة عرق السوس والأشجار الأخرى بشكل رئيسي.
تقع المنطقة B في مقاطعة Yihewususumu ، وهي منطقة مستطيلة يبلغ طولها 70 كم في اتجاه الشرق والغرب وعرض 30 كم في اتجاه الشمال والجنوب، وهي مزروعة بشكل أساسي بعرق السوس.
تقع المنطقة C في مقاطعة Bayannaoer ، وهي منطقة على شكل مربع تبلغ مساحتها 225 كيلومترًا مربعًا تحت مزارع الأشجار، ضبط الأنواع للظروف المحلية ، يتم ترتيب أنواع الأشجار والأعشاب المناسبة في هذه المناطق المختلفة.
نتيجة لذلك ، وصل الغطاء الجوي للنباتات داخل حزام كوبوكي إلى مستوى يتراوح بين 65٪ و 70٪ مع متوسط الفوائد المبلغ عنها لتقليل الرياح بنسبة 30٪ عند ارتفاع 20 سم فوق سطح الأرض، يتطلب نجاح الاستعادة اتباع المبادئ السليمة بيئيًا ، مثل “الشجرة الصحيحة في المكان المناسب”.
الإدارة المستدامة للأراضي
نموذج كوبوكي ناجح، لكن هذا وحده لا يكفي، في السنوات الأخيرة، حدد العلماء الإدارة المستدامة للأراضي كنهج فعال للحد من مجموعة واسعة من الآثار السلبية للغبار والعواصف الرملية على سبل عيش الناس، يتم تبني فكرة الإدارة المستدامة للمراعي ببطء من قبل الناس، ويركز هذا على إدارة وتقليل انجراف التربة والتصحر، واستعادة التربة الزراعية المتدهورة بسبب التملح.
في الأردن، دخل المركز الوطني للبحوث الزراعية في شراكة مع منظمة دولية لإنشاء هياكل حصاد المياه الصغيرة في مرتفعات البادية لجمع مياه الأمطار وتخزينها.
خطت منغوليا خطوة إلى الأمام من خلال توسيع شبكتها الوطنية للمناطق المحمية بشكل خاص ودمج تخطيط الأراضي العشبية في خطط استخدام الأراضي الإقليمية.
تطلب قانون تقييم الأثر البيئي للبلاد تعويضات التنوع البيولوجي لجميع مشاريع تطوير التعدين والنفط ، مما يساعد مطوري البنية التحتية والشركات الأخرى ذات الصلة على تجنب المناطق الحساسة.
