الاقتصاد الأخضرالطاقة

2040 نظام النقل العام في شيلي يعمل بالكامل بالطاقة الكهربائية

بحلول عام 2040، تهدف شيلي إلى تحويل نظام النقل العام في البلاد إلى أسطول يعمل بالطاقة الكهربائية بالكامل، وتمتلك شيلي حاليا أكبر أسطول من الحافلات الكهربائية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ، ووصل عدد الحافلات فيها إلى 200 حافلة، لتدخل لعاصمة سانتياجو في مخطط عملي لخفض الانبعاثات والحد من تلوث الهواء.

فالنقل المستدام أمرًا بالغ الأهمية للعمل المناخي، ولكنه أساسي أيضًا لحماية صحة المواطنين، ويمكن لكل حافلة كهربائية تجنب ما يصل إلى 60 طنا من انبعاثات الكربون كل عام.

فلمواجهة تغير المناخ بشكل حاسم، يعد التنقل باستخدام الطاقة الكهربائية أمرًا بالغ الأهمية، لذا تقفز شيلي إلى نظام نقل أنظف وأكثر كفاءة واستدامة، هكذا ترى كارولينا شميدت، وزيرة البيئة في شيلي، تحركات بلادها في هذا الملف.

وفي شيلي، يتسبب تلوث الهواء في 4000 حالة وفاة مبكرة على الأقل كل عام، بينما يتعرض 10 ملايين شخص في شيلي يوميًا لمستويات من الجسيمات الدقيقة تتجاوز معايير منظمة الصحة العالمية، وفقًا للأرقام الرسمية.

وتشير دراسة أجرتها الأمم المتحدة للبيئة عام 2017 إلى أن الانتقال نحو أسطول سيارات أجرة يعمل بالطاقة الكهربائية في سانتياغو من شأنه تجنب 1,379حالة وفاة مبكرة بحلول عام 2030.

والمستوى القطري، ستؤدي معالجة تلوث الهواء إلى فوائد صحية سنوية تصل إلى 8 مليارات دولار، وفقًا لما أفادت به وزارة البيئة في شيلي.

ويزدهر التنقل الكهربائي العام في أجزاء أخرى من أمريكا اللاتينية أيضًا، وأطلقت جواياكيل، المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الإكوادور، مارس 2019 أسطول من 20 حافلة كهربائية تنقل 10,500 مستخدم يوميًا، وفي كولومبيا، يوجد في مدينة كالي أسطولًا مكون من 125 وحدة، بينما اشترت ميدلين بالفعل 64 حافلة تعمل بالطاقة الكهربائية..

الحافلات الجديدة تتمتع بخدمة الإنترنت اللاسلكية، ومخارج لوصلة يو إس بي USB  لشحن الهواتف المحمولة،

تتعهد كوستاريكا بأن يكون لديها أسطول كامل من الحافلات وسيارات الأجرة التي تعمل بالطاقة الكهربائية بحلول عام 2050، كجزء من خطة وطنية لإزالة الكربون. وتضع دول أخرى حوافز للعملاء، مثل بيرو، حيث تم إلغاء الضريبة على السيارات الكهربائية في عام 2018.

وتقوم الأمم المتحدة للبيئة، من خلال منصة MOVE الخاصة بها وبدعم من مشروع Euroclima +، بمساعدة الأرجنتين وكولومبيا وبنما في استراتيجياتها الوطنية للتنقل الكهربائي.

 

في الماضي، أدى تلوث الهواء إلى حدوث شلل في مدينة سانتياجو، في أزمة عام 1999، أدى اندلاع الأنفلونزا إلى إرسال 3500 طفل إلى المستشفى يوميًا.

وفي عام 2015، أُجبرت 1300 شركة على الإغلاق وتم إخراج 40 % من سيارات المدينة البالغ عددها 1.7 مليون سيارة من الشوارع بسبب الطوارئ البيئية.

ومنذ ذلك الحين، وضعت البلاد سياسات جديدة للتغلب على تلوث الهواء، وصممت 10 خطط إقليمية لإزالة التلوث، مع اتخاذ تدابير لتحسين أنظمة التدفئة والطهي وأساطيل النقل الجماعي. ويمثل قطاع النقل 24.5 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة في شيلي، وهنا يمكن أن يلعب التنقل بالطاقة الكهربائية دورًا مهمًا للتقليل من تلوث الهواء.

وبدأ التحول في سانتياجو كواحدة من أكثر المدن تلوثا في أمريكا اللاتينية بإجراء 18 مليون رحلة يوميا 30 % منها باستخدام وسائل النقل العام.

ووفقًا لشركة BYD الصينية، التي أنتجت أول 100 حافلة إلكترونية في شيلي، فإن حافلة كهربائية واحدة تمنع ما يعادل الانبعاثات من 33 سيارة تعمل بالبنزين.

وفي الوقت نفسه، يأتي هذا البديل بتكاليف أقل، تقدر وزارة النقل في شيلي أن تشغيل وصيانة الأسطول الجديد أرخص بنسبة 70 % من الحافلات التي تعمل بالديزل، وكجزء من خارطة طريق الطاقة الوطنية، تعهدت شيلي أيضًا بزيادة حصة المركبات الكهربائية الخاصة بنسبة 40٪.

ويوجد حوالي 500 سيارة كهربائية خاصة حاليًا على الطرقات، ومن المتوقع أن ينمو السوق، وتشير دراسة استقصائية أجرتها من شركة نيسان إلى أن 89 % من المستهلكين في شيلي على استعداد لشراء سيارة كهربائية.

ويُعتبر سعر السيارات الكهربائية أحد العوائق الرئيسية أمام الوصول إلى الخيارات المستدامة، ولكن مع استمرار انخفاض تكلفة البطاريات، ستنخفض تكلفة المركبات في جميع أنحاء العالم. وفقًا لـ Bloomberg NEF، في غضون ثلاث سنوات فقط، ستبدأ أسعار السيارات الكهربائية والعادية في التطابق.

وعندما يحدث هذا، ستتحسن جودة الهواء في مدننا، وسيتم منع ملايين الوفيات في جميع أنحاء العالم.

 

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: