“غير محتمل” أم “فرصة ضئيلة”؟ كيف تغير الكلمات تصوّر الجمهور لتغير المناخ

خبراء يحذرون: طريقة صياغة تقارير المناخ قد تفتح الباب للمعلومات المضللة

لغة الأمم المتحدة حول المناخ تؤثر على ثقة الجمهور بالعلم، دراسة بريطانية تكشف

درس الباحثون أكثر من 4,000 من سكان المملكة المتحدة ووجدوا أن طريقة التعبير في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) يمكن أن تجعل الجمهور يعتقد أن العلماء منقسمون وأن التنبؤات متطرفة أو غير معقولة.

نُشر البحث في دورية Nature Climate Change بالتزامن مع ختتام مؤتمر COP30  في البرازيل.

تأسس الـ IPCC عام 1988 لتقديم تقييمات علمية منتظمة ومحايدة لصانعي السياسات حول تغير المناخ، تداعياته، والمخاطر المستقبلية المحتملة.

كيف تشكل اللغة تصوّر الجمهور

 

لكن أظهرت البروفيسورة ماري جوانتشيتش من قسم علم النفس، أن إرشادات IPCC حول التواصل بشأن عدم اليقين قد تعزز الشكوك.

تستخدم الهيئة مصطلحات مثل “غير محتمل” أو “احتمال منخفض” للأحداث مثل ارتفاع مستويات البحار بشكل كبير مع احتمال أقل من 33%، مما يقدّم النتائج بشكل سلبي.

ووجدت البروفيسورة جوانتشيتش أن هذا يرتبط بالأحداث النادرة، حيث يميل الناس لاستخدام مثل هذه المصطلحات في حياتهم اليومية عند الشك أو عدم التصديق.

نتيجة لذلك، قد يجعل سماع مصطلح “غير محتمل” الناس يعتقدون أن علماء المناخ منقسمون، حتى عندما لا يكون الأمر كذلك، مما يسهل انتشار المعلومات المضللة عبر مختلف التوجهات السياسية والمعتقدات حول تغير المناخ.

اجتماع الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ

تأثير تغييرات صغيرة في الصياغة

 

عبر ثمانية تجارب، وجدت البروفيسورة جوانتشيتش أن تغييرات بسيطة في الصياغة، مثل استخدام عبارة “هناك فرصة صغيرة”، تركز الانتباه على أسباب احتمال حدوث الحدث وتزيد الثقة بالتنبؤات.

وقالت جوانتشيتش: “على الرغم من أن هذا مجرد تغيير بسيط في الكلمات، فإنه قد يحدث فرقًا كبيرًا، إذ يمكن للعديد من الأحداث منخفضة الاحتمالية أن تكون لها آثار خطيرة.

فاحتمال 20% لارتفاع مستويات البحار أو هطول أمطار شديدة ليس شيئًا يمكن للمجتمعات تجاهله، ومع ذلك، فإن وصف هذه الأحداث بـ ‘غير محتمل’ قد يقلل وعي الجمهور بالمخاطر واستعدادهم لدعم الإجراءات التي تقلل أو تحضر لمواجهة تغير المناخ.”

اجتماع الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ

دعوات لتواصل أوضح

 

التقى السياسيون والدبلوماسيون والعلماء والنشطاء والصحفيون أثناء مراجعة الأهداف العالمية للمناخ.

وقالت البروفيسورة جوانتشيتش: “يقدم الـ IPCC خدمة كبيرة للمجتمع من خلال تجميع البحوث العالمية حول تغير المناخ لإثراء اتخاذ الإجراءات المناخية، من المهم عرض النتائج في تقاريرهم بطريقة تعكس المعايير العلمية العالية وتوضح اتفاق علماء المناخ على هذه التقديرات، علينا أن نتكاتف لمواجهة تغير المناخ، رغم الانقسامات السياسية وتصاعد الشعبوية التي تعيق جهود خفض الانبعاثات، لا يوجد كوكب بديل.”

Exit mobile version