هل يتسبب تغير المناخ في عودة ظهور الأمراض المعدية؟
المناطق الشمالية من الكوكب معرضة بشكل خاص لخطر تفشي الأوبئة

كتبت: حبيبة جمال
يعد تغيير خصائص البئية أكبر تهديد صحي للقرن الحادي والعشرين، إنه لا يعرض حياة الملايين للخطر فقط من خلال دفع الظروف الجوية غير المواتية في جميع أنحاء العالم، ولكنه يزيد أيضًا من مخاطر تفشي الأمراض الفتاكة.
عند تغيير خصائص البيئة التي تعيش فيها الحيوانات بشكل معتاد، من حيث درجة الحرارة وتوافر مصادر المياه والغذاء، فإن خطر انتشار العدوى من الحيوانات إلى البشر ترتفع.
من المقلق أن الحيوانات والحشرات الحاملة للأمراض تنتقل الآن إلى تلك الأجزاء من العالم التي تزداد سخونة وتخلق البيئات التي تسمح لهذه المخلوقات بالنمو.
بسبب هذا التحول، فإن المناطق الشمالية من الكوكب معرضة بشكل خاص لخطر تفشي الأوبئة.
تغيير في توزيع أنواع القراد
في أوروبا وأمريكا الشمالية وبعض مناطق القطب الشمالي في روسيا، حدث تغيير في توزيع أنواع القراد التي تحمل مسببات الأمراض مثل مرض لايم – وهي عدوى شبيهة بالإنفلونزا تشمل طفح جلدي يتبعه بعد أسابيع أو أشهر بسبب أمراض عصبية أو قلبية أو التغييرات المشتركة.
لا يزال مرضًا نادرًا نسبيًا يمكن أن يؤثر على الدم ويؤدي إلى فقر الدم الانحلالي، حيث تتحلل خلايا الدم الحمراء في الجسم، ولكن من المتوقع أن يزداد تأثيره على الصحة بشكل كبير قريبًا مع تغير المناخ.
يمكن أن تتمتع Vibrio بمعدل فعال بشكل خاص للتكرار في درجات الحرارة المرتفعة (فوق 37 درجة مئوية) وملوحة مياه البحر المعتدلة، وهو ما يفسر وجودها الوفير حتى في البيئات التي كانت غير معروفة تقريبًا حتى بضع سنوات مضت، مثل بحر البلطيق وبحر الشمال.
انتشار الصمغ البحري
يمكن أن تؤدي المياه الدافئة أيضًا إلى انتشار ما يسمى بالصمغ البحري، وهي مادة رغوية سميكة تتكون من إفرازات الكائنات الحية التي تعيش في المياه المالحة وتتراكم في ظل الظروف البيئية المتغيرة.
يوفر الصمغ موطنًا مثاليًا لعدد كبير من الكائنات الحية الدقيقة ، مع تركيزات تصل إلى 100 مرة أعلى من تلك الموجودة في مياه البحر المحيطة، مما يزيد من احتمالية ملامسة الفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض، وخاصة الإشريكية القولونية، أثناء الاستحمام.
من الضروري الاستثمار في المعركة ضد تغير المناخ، وهي ظاهرة تهدد الحفاظ على أنواع الحيوانات المختلفة بقدر ما تضر بالجنس البشري حتى الآن.
ما لم يتم التعامل مع تغير المناخ بشكل فعال، فإن هذه الأمراض والحشرات ستنتشر فقط بين البشر، تدق الساعة لاتخاذ إجراءات فعالة واستعادة علاقتنا مع الطبيعة إلى علاقة تعود بالنفع على الطرفين، وليست مدمرة أو ضارة لوجودنا.