هل تستضيف الإمارات قمتي COP28 وCOP29؟ انقسام أوروبا والحرب الروسية يهدد تحديد مكان مؤتمر المناخ 2024
أرمينيا وأذربيجان كانتا الأقرب حتى تصاعدت التوتر العسكري.. ألمانيا غير حريصة على الاستضافة بسبب عدد المشاركين

أقل من 7 أسابيع على استضافة دبي قمة الأمم المتحدة للمناخ COP28، ولم يتم بعد الاتفاق على مكان الجولة التالية من المحادثات الأممية السنوية COP29.
وبسبب التوترات الجيوسياسية في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا ظل موقف أوروبا التي من المقرر أن تكون هي صاحبة الاستضافة للقمة العام المقبل، كجزء من التناوب الذي يشهد ترؤس مناطق وبلدان مختلفة لهذا الحدث.
ويتعين على الدول الـ 23 التي تشكل مجموعة مؤتمر الأطراف المعروفة باسم دول أوروبا الشرقية أن تتفق بالإجماع على الدولة المضيفة، إلا أن روسيا رفضت أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تستضيف القمة نتيجة الموقف من حرب أوكرانيا.
تعقيدات سياسية تهدد القمة
أرمينيا وأذربيجان كانتا في المقدمة حتى هذا الشهر، لكن التوتر العسكري في المنطقة واستيلاء باكو على جيب ناجورنو كاراباخ أدى إلى تصعيد التوترات بين البلدين ومع روسيا.
وكان محددا أ، تناقش مجموعة دول أوروبا الشرقية هذه القضية في اجتماع للأمم المتحدة بون بألمانيا في أغسطس الماضي إلا أن دول أوروبا لم تخرج بشئ، وعادة ما تؤكد جميع الدول بعد ذلك قرار المجموعة في قمة COP28 لهذا العام، والتي تبدأ في نوفمبر.
يُظهر تدخل موسكو كيف أن الخلافات الجيوسياسية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي تعقد الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ، كما أنه يخاطر بتأخير الاختيار النهائي بشأن مضيف COP29، مما قد يقلل من وقت التحضير للحدث.
قال مسؤول تشيكي، إن جمهورية التشيك العضو في الاتحاد الأوروبي لم تعد مهتمة بالاستضافة، لكنها تدرس تقديم عطاء لاستضافة حدث تحضيري “قبل مؤتمر الأطراف” إذا استضافت بلغاريا القمة الرئيسية.
الموقف الألماني
وستكون ألمانيا، باعتبارها موطن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، هي المضيف الافتراضي إذا لم تتمكن الدول من الاتفاق على خيار آخر، وكشفت مصادر أن ألمانيا “غير حريصة” على استضافة القمة في مقر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في بون، حسبما قال شخصان مطلعان على المناقشات، على أساس أن المدينة ليست كبيرة بما يكفي لاستيعاب الحشد الضخم الذي سيتوافد عليها لمدة أسبوعين.
في حين ستظل الإمارات العربية المتحدة تتولى الرئاسة، لكن العديد من الأشخاص المطلعين على المناقشات قالوا إن ألمانيا لم تعطي حتى الآن قرارها بدعم استضافة المحادثات وهو ما دفع الإمارات إلى أن تدخل بقوة في محادثات رئاسة المفاوضات للعام التالي.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية: “من المهم أن تتوصل مجموعة EEG إلى قرار بشأن رئاسة مؤتمر الأطراف وفقًا لإجراءات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ”.
وقد تم تسجيل أكثر من 45 ألف شخص لحضور مؤتمر الأطراف العام الماضي في شرم الشيخ بمصر، وحضر حوالي 40 ألف شخص العام السابق في جلاسكو.

تأثيرًا كبيرًا على سياسة المناخ العالمية
الحل الآخر للمأزق هو أن تتقدم دولة من خارج مجموعة أوروبا الشرقية بعرض لاستضافة ورئاسة الحدث.
وهنا يبرز دور دولة الإمارات، التي ستستضيف محادثات هذا العام بعد عدة أسابيع، ويرجح البعض أن تستضيف أيضا قمة المناخ السنوية الثانية للأمم المتحدة في 2024، حيث لا تزال المفاوضات حول من سيقود الجولة التالية من المناقشات الحاسمة حول ظاهرة الانحباس الحراري العالمي متوقفة.
ومن شأن هذه الخطوة أن تمنح الإمارات، التي ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي في وقت لاحق من هذا العام، تأثيرًا كبيرًا على سياسة المناخ العالمية خلال فترة عامين رئيسية يحتاج فيها العالم إلى الاتفاق على الجهود المبذولة لوقف تغير المناخ.
تعليق رئاسة COP28
وقال مكتب رئاسة COP28 إن البلد المضيف لقمة الأمم المتحدة المقبلة للمناخ يحتاج إلى الاتفاق بموجب الإجراءات المناسبة، “هذا ليس حتى على رادارنا، وأضاف: “ما زلنا نركز على تقديم عمل مناخي طموح في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين”.
على الرغم من عدم وجود موعد نهائي للتوصل إلى اتفاق بشأن التسليم إلى البلد المضيف التالي لمؤتمر الأطراف، فإن حجم الحدث وتعقيد المفاوضات يعني أن البلدان تحتاج عادةً إلى عام كامل للتحضير.
الجرد العالمي للانبعاثات وصندوق الخسائر والأضرار
وفي مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) هذا العام، ستترأس دولة الإمارات العربية المتحدة محادثات بين ما يقرب من 200 دولة تهدف إلى التوصل إلى اتفاقيات بشأن ما يسمى بالجرد العالمي للانبعاثات، وإبرام ترتيبات لإنشاء صندوق للخسائر والأضرار المتعلقة بتغير المناخ.
ويأمل بعض المفاوضين من الدول في إدراج صياغة وجدول زمني للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وأهداف جديدة بعد عام 2030، في الاتفاق النهائي.
أثناء وضع جدول أعمال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، وضع سلطان أحمد الجابر، الرئيس المكلف، جدولاً زمنياً فضفاضاً “لمنتصف القرن” للحد من الوقود الأحفوري المنتج دون احتجاز الانبعاثات، وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيدفع أيضًا من أجل التخلص التدريجي مما يسمى بالوقود الأحفوري بلا هوادة، أو تلك التي يتم حرقها دون احتجاز الانبعاثات، “قبل عام 2050 بوقت طويل”.