هشام سعد الشربيني: cop27.. ميثاق الاستدامة وحق الفيتو الأخضر
المستشار الفني بالشركة العربية لصناعه الصلب

تواجه طموحات مؤتمر المناخ COP 27 ، في المدينة الخضراء الأولى في مصر شرم الشيخ، تحديات فيما هو مطروح من خيارات سياسية أو استثمارية، حيث يعتبر حق الفيتو، من أهم تحديات المؤتمر.
لنبدأ أولا بتوضيح معني حق الفيتو، حيث يعود أصل كلمة فيتو إلى اللغة اللاتينية، وتعني “أنا أعترض”، وشاع مدلولها أكثر بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وقيام الأمم المتحده عام 1945، كما أنه لم ترد كلمة “فيتو” في ميثاق الأمم المتحدة، بل ورد لفظ “حق الاعتراض”، وهو في واقع الأمر “حق إجهاض” للقرار، وليس مجرد اعتراض.
ثانيا ، وكما ذكرت في أحد مقالاتي السابقة، نحن في حاجه إلي إعلان ميثاق للاستدامة، الاستدامة الخضراء، وكنت اتمني أن يعلن عن ذلك من خلال مؤتمر شرم الشيخ، كما اعتقد أننا في أمس الحاجة إلي تحول اهتمامات منظمه الأمم المتحدة ” UN” من الاهتمامات السياسية إلي الاهتمامات الخضراء أو المستدامة لتكون (GUN) أو الأمم المتحدة الخضراء (Green United Nations).

فإن ما أعلنته الصين ، من أنها ستعلن عن ” خطه للحد من انبعاثات غاز الميثان”، وانها ” تؤيد مطالب الدول النامية وتعرض التعاون وبذل الجهد لتعويضات الخسائر والاضرار دون تعهد مالي” .
وكما أن ما أعلنه رئيس الوزراء المصري، د.مصطفى مدبولي أن ” الدول النامية تنظر لقمه المناخ كاختبار حقيقي للمصداقية، بشأن التزاماتنا نحو العمل المناخي”.
وما أعلنه رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، أن ” قضايا البيئة مسألة حياه أو موت “..
وما أعلنته بريطانيا عن ” قروض جديده لدعم الدول الأكثر عرضه لتأثيرات المناخ مع خيارات تأجيل سداد الديون في حاله الكوارث “.
وما أعلنته الهند عن ” أول سندات هندية لتمويل مشاريع المناخ الجديدة“
وإيماء لكل ما هو معلن، من أن التلوث البيئي، هو واقع لا يمكن إنكاره بالإضافة إلي ما أعلنه قاده العالم، أنهم يتفقون على توصيف قضية المناخ، على أنها، “معركة من اجل البقاء” ، لكن يختلفون على، ” التكاليف ومن يتحمل الفاتورة “..
أود هنا أن أضيف أن التلوث البيئي قضية لا تخص فقط الدول النامية، بل تعني أكثر كافة أجيال المستقبل، كما أصبحت قضية لها ماضي وحاضر ومستقبل، وأن من أهم التحديات التي تواجهه المؤتمر.

أولا ، بالنسبة للماضي، يجب أن تكون هناك تعويضات عن كل ما تم من أضرار مثبتة ومعلنة وواضحة أمام الجميع والأطراف المسئولة معروفة.
ثانيا، بالنسبة للحاضر، وكما هو مثبت أيضا أن الحلول المطروحة أو “المشروعات قصيره الأجل”، تحتاج إلي وقت وتمويل، سواء كان التمويل للمشروعات التحولية الجديدة أو القائمة فعلا، من أجل الحد من الانبعاثات.
ثالثا، بالنسبة للمستقبل أو “المشروعات طويله الاجل”، والمسؤولية الواقعة على المجتمع الدولي تجاه الأجيال القادمة، أجيال المستقبل الأخضر، من حيث أهمية الإعداد من الآن للبناء … بناء المستقبل الأخضر المستدام … والاتفاق على أن العالم فيما يخص قضايا التلوث، عالم واحد بلا حدود، وأن الاستثمار في هذا البناء هو الاختيار الوحيد وليس الاقتراض..
وعلي العكس، يجب أن يعلن المؤتمر عن ميثاق الاستدامة، على أن يتضمن إعطاء حق الفيتو، الفيتو الأخضر، على كافة القرارات، ويعتبر حق أصيل للطرف المتضرر، أو الدول النامية، من له الحق في تمثيل أجيال المستقبل..
وللحديث بقية لما نشاهده من مفاوضات ومباحثات في قمة ” التنفيذ”…