انتبه هذه الأغذية تضر بالصحة والمناخ.. نصائح من أجل طعام صحي وصديق للبيئة
إنتاج الأغذية الحيوانية مسؤول عن ما يقرب من ضعف انبعاثات أخرى مثل إنتاج الأطعمة النباتية

محمد ناجي
يمثل تغير المناخ تهديداً خطيراً للأمن الغذائي العالمي والتنمية المستدامة وجهود القضاء على الفقر، ويتوقع أن يسبب تغير المناخ، في الفترة من عام 2030 إلى عام 2050، نحو 000 250 وفاة كل عام بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري، وهناك أمر في غاية الخطورة يجب على الجميع الانتباه له ألا وهو أن الأغذية التي لا تراعي البيِئة لا تضر بالصحة فقط بل بالمناخ أيضا.
ووفق لدراسة صادرة من جامعة إلينوي الأمريكية، فإن إنتاج الغذاء العالمي يتسبب في أكثر من ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وحسب الباحثين فإن إنتاج الأغذية الحيوانية مسؤول عن ما يقرب من ضعف انبعاثات أخرى مثل إنتاج الأطعمة النباتية.
معهد أبحاث الطاقة والبيئة الألماني، حدد معايير موحدة للبصمة الكربونية للمنتجات لأكثر من 200 نوع من الأطعمة، وأخذ الباحثون في الاعتبار طرق الإنتاج والنقل والتعبئة وكذلك تحضير الطعام، ففيما يخص النقل فالبصمة الكربونية للأناناس الذي تم استيراده بالطائرة أكبر بكثير من الذي يتم نقله عن طريق السفن.
تغليف الأطعمة
يلعب تغليف الأطعمة دورًا مهما في تصنيفها كرفيقة بالبيئة أم لا، فالبصمة الكربونية لعلبة الفطر مثلا تصل إلى ضعف البصمة الكربونية للفطر الطازج، فالعبوات التي تستخدم لمرة واحدة والمصنوعة من المعدن أو الزجاج لها تأثير سلبي أكبر على المناخ من الطعام الفعلي الذي تحتويه.

كما أخذت الدراسة بعين الاعتبار نوع المنطقة التي يُزرع فيها الطعام. وأكدت نتائجها أن الفاكهة والخضروات الطازجة والموسمية والإقليمية هي ـ في المتوسط ـ أكثر ملاءمة للمناخ من المنتجات المستوردة خارج الموسم.
قلل من اللحوم
إنتاج اللحوم يتطلب كمية كبيرة من العلف وكميات كثيرة من الأسمدة ومساحة كبيرة من الأرض، وهذا يتسبب في انبعاثات غاز الميثان من المجترات، أي الماشية والأبقار، وتعتبر تلك الغازات أكثر ضررًا بالمناخ من ثاني أكسيد الكربون. وفقًا لذلك يوصي معهد أبحاث الطاقة والبيئة الألماني أولاً باتباع نظام غذائي تكون فيه نسبة اللحوم قليلة قدر الإمكان، يليه تقليل منتجات الألبان.

تطبيقات تراعي معيار البيئة والمناخ للأغذية
يرى خبراء أن الإنترنيت والتطبيقات المتخصصة من شأنها مساعدة المستهلكين في تقدير التأثيرات المناخية للمنتوجات التي يستهلكونها، سواء أثناء اقتنائها في المتاجر أو داخل المطاعم. ومن بين التطبيقات التي تم تطويرها لهذا الهدف تطبيق “Klimateller” أو تطبيق “Susla” وتتيح هذه التطبيقات إمكانية معرفة المطاعم والمحلات التي تراعي معيار البيئة والمناخ للأغذية، ويرى خبراء أن مزايا التغذية المستدامة لا تقتصر على الجوانب البيئية فحسب، بل تشمل أيضًا الجوانب الاجتماعية والصحية، الجوانب الاقتصادية كذلك.

وعلى العموم؛ ففي ظل أزمة المناخ لا يمكن لأحد أن يتجنب إعادة التفكير في سلوك المستهلك وأيضًا في نظامه الغذائي، حسب الخبراء. وينصحون بالتفكير في المناخ قبل الذهاب للتسوق من خلال كتابة قائمة للأطعمة الأقل ضررا بالمناخ وشراء الأساسيات فقط لتجنب إهدار الطعام. بالإضافة إلى ذلك ينصح بتناول بالخضروات أكثر من اللحوم وأكثر من الأطعمة المعلبة.