أهم الموضوعاتأخبارالطاقة

عضو المجلس الاستشاري لرئيس الجمهورية: الأفضل لمصر محطات الطاقة الحرارية وأوروبا أكبر الخاسرين من الحرب الروسية وقد لا تستطيع الصمود كثيرًا

د.هاني النقراشي: أمريكا الرابح الأول ولا استبعد أن يكون إطالة أمد الحرب مخطط لإضعاف أوروبا والعودة للفحم قرار خاطئ

حوار مصطفى شعبان 

التناقضات وازدواج المعايير ليس جديدا على أوروبا والغرب

عرضت على الرئيس مقترح مشروعات الطاقة الحرارية ولكن وزارة الكهرباء لها رأي أخر ومستشارين آخرين من الخارج

الدكتور هاني النقراشي – عضو المجلس الاستشاري العلمي لرئيس الجمهورية لديه قناعة أن الطاقة الحرارية هي المستقبل للعالم وخاصة لمصر وشمال إفريقيا ولديه الحسابات الاقتصادية والتكلفة الإجمالية لجميع أنواع مصادر الطاقة، وخاصة إنها المصدر المتجدد الوحيد بجانب المياه حسب رأيه الذي يعمل وفق احتياجات المجتمع للطاقة وليس وفق الظروف الجوية والتقلبات كما هو الحال بالنسبة لمصادر الرياح أو الطاقة الكهروضوئية.

النقراشي بجانب أنه محاضر أكاديمي وباحث فهو استشاري وخبير في كل نواحي الطاقة المتجددة وخاصة في أوروبا وألمانيا حيث يعيش، لكنه مهموم أكثر بالوضع في مصر وإفريقيا ويوصي بضرورة التحرر من الطاقة الأحفورية في أسرع وقت والاستعداد لمستقبل بدون وقود أحفوري، ويركز أكثر على استغلال الموارد الطبيعية التي أعطاها الله لهذه المنطقة وهي الشمس الساطعة طوال العام والتي تعد بحساباته ثروة يجب استغلالها جيدا.

ولديه رؤية خاصة فيما يتعلق باستراتيجية مصر في الطاقة المتجددة نتعرف عليها في هذا الحوار ، ولكن ما يلفت الانتباه موقفه ورؤيته لسبب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والرابح والخاسر منها الذي يكشفه في حواره مع ” المستقبل الأخضر” ….

= ما هي رؤيتك لأزمة الطاقة العالمية والوضع في أوروبا؟
– الوضع السياسي والدولي والحرب الروسية الأوكرانية كشفت أن على الدول أن تعتمد على نفسها، وثبت عمليا أن الدول التي تعتمد على استيراد كامل طاقتها من الخارج قد تتعرض لمخاطر كبرى، غير أن مصادر الطاقة الحفرية ستنتهي في يوم من الأيام، وكذلك موردي الطاقة الحفرية محدودين، وأي أزمة لدى بعضهم يكون لها صدى في سوق الطاقة بكافة أنواعها ، بينما الطاقات المتجددة موجوة في كل مكان وفي أي وقت وبدون أن يتحكم أحد من الخارج في موارد الدولة، ولو تم الاستغلال الصحيح يمكن أن تعتمد كل دولة على ذاتها في إنتاج الطاقة.

= وما تأثير الأزمة على ألمانيا بما إنها كانت تعتمد على روسيا شبه كليا في توريد الطاقة؟
– ألمانيا كانت تعتمد على الغاز الروسي بشكل غير طبيعي وغير منطقي بالنسبة لدولة صناعية كبرى كألمانيا، وخاصة أن فصل الشتاء دائما ما يكون فيه احتياج كبير للوقود والغاز للتدفئة وهذا الشتاء لو كان كالمعتاد كانت ستحدث أزمة كبرى في ألمانيا بسبب وقود التدفئة.
– وكان هناك سيناريو ومخطط تم وضعه قبل سنوات – قبل الحرب الروسية- لطريقة تعامل الحكومة مع زيادة استهلاك الغاز الطبيعي، وقاموا بوضع جدول أزمات لحالات نقص الغاز، وأول خطوة فيه كانت تقليل إمدادات الصناعة من الغاز، ومطالب المنازل التي تعمل بالغاز في نظام التدفئة أن يقلل استهلاك الغاز، وثانيا أن يتم تحديد لكل مواطن أو أسرة حد معين شهريا من الاستهلاك أو أن يتم رفع السعر لإجبار المواطنين على الترشيد، وتم رفع السعر فعليا على مدار الفترة الماضية لإجبار المواطنين على الترشيد والحد من الاستهلاك فلم يعد هناك خيار.
– ولكن هذا المخطط كشف أن قطع الغاز عن الصناعة يترتب عليه انهيار في الاقتصاد وتوقف الإنتاج وزيادة البطالة، وهذا أسوأ من نقص الطاقة، لكن تنبهت ألمانيا أن الاعتماد على مصادر محدودة في استيراد الوقود الأحفوري يسبب مشكلة.

إجهاض مشروعديزرتك

= ألم تكن ألمانيا لديها خطط واستراتيجية سابقة لنشر الطاقة المتجددة وتنويع مزيج الطاقة؟
– بالفعل كان هناك مخطط ومقترحات ودراسات قبل 20 أو 15عام تقريبا، أن يتم إنشاء محطات طاقة شمسية حرارية في دول شمال إفريقيا لتوليد كهرباء لأوروبا – الاتحاد الأوروبي- لتغطية الفجوة وقت إضطراب الرياح أوتقلبات الطقس بجانب التوسع في اللوحات الشمسية في داخل الدولة، خاصة وأن ألمانيا تحديدا وأوروبا بوجه عام لديها اعتماد أساسي على محطات الرياح والخلايا الضوئية، أما الطاقة الكهرومائية، فمساقط المياه قليلة في ألمانيا ولا توجد إلا في في جبال الآلب في اسكندنافيا ، والمورد الرابع لديهم هو النباتات (نباتات الطاقة) التي يتم حرقها لتوليد الطاقة، في المقابل عدد السكان كبير واستهلاك كبير للصناعة.

تأثير محطات الرياح في أوروبا على عدد الطيور والحل لمصر بالابتعاد عن الزراعات

– وكانت هذه الخطة تسمى “ديزر تك”، ويعتمد على إنشاء محطات شمسية حرارية، باستخدام المرآيا التي تعكس أشعة الشمس لتسليطها على بؤرة تسخن سائل يتحمل الحرارة لتشغيل توربينات لتوليد الكهرباء، وفي البداية كان استخدام الزيت الحراري يتحمل 400 مئوية، حاليا تم التوصل للملح المنصهر – مجموعة من السوائل والمركبات – يتحمل حتى 600 درجة مئوية، لنقل الحركة إلى الماء ليتحول إلى بخار وتشغيل توربينات عادية، وتكون بدلا من الحرارة من المحروقات ناخذها من أشعة الشمس، وكان الاختيار الأصلح دول شمال إفريقيا وجنوب البحر المتوسط – إيطاليا وإسبانيا- وكانت المساحة ما بين فلسطين والأردن شرقا حتى موريتانيا غربا صالحة لتعويض أوروبا عن الوقود الأحفوري والغاز الروسي، وتغطية فجوات تقلب الطقس في أوروبا، وتم اعتماد أكثر من 9 دول، لتصب في ما بين عشرين وثلاثين خطا للإمداد حتى لا يكون هناك بدائل أكثر، وحسب الدراسات فيما بعد تم حساب التكاليف أن نقل الكهرباء قد تكون تكلفة الكيلوات/ ساعة 1 سنت والإنتاج 7 سنت، وبهذا يكون أرخص من أي وسيلة توليد طاقة متجددة في أوروبا، للاستغناء عن الكهرباء الناتجة عن الوقود الأحفوري، ولكن بسبب الربيع العربي 2011 ، صرفت أوروبا وخاصة ألمانيا النظر عن المشروع بسبب التقلبات السياسية في المنطقة والقلق من ضياع هذه الاستثمارات، والحقيقة أن هناك شركات فحم كبرى كانت ضد مشروع ” ديزر تك” وسعت لمنعه، كما أن من ضمن الإهمال لحكومة أنجيلا ميركل أنها لم تنشئ محطات للتغيز ونقل الغاز المسال، وأيضا من أخطاء الحكومات السابقة وقف خطط كثيرة لتنويع موردي الطاقة في ألمانيا أوالبحث عن موردين جدد بعد اتفاق المستشار الألماني جيرهارد شرودر وبوتين على أن يتم توريد الغاز الروسي لألمانيا بسعر أرخص، بخاصة أن ألمانيا كانت مركز التوزيع للغاز الروسي للقارة الأوروبية.

كيفية إغلاق فجوات نقص الطاقة

العودة إلى الفحم مقابل الجدية في مشروعات الطاقة المتجددة

= هل عودة ألمانيا وبعض دول أوروبا للفحم قرار صائب؟ وماذا عن الازدواجية في المعايير بشأن التخلص من الوقود الأحفوري وخفض الانبعاثات؟
– العودة للفحم حل خاطئ ولكنه مؤقت لأنهم مجبرين وليس لديهم بديل لإنتاج الطاقة، والتناقضات ليست غريبة عن الأوروبيين، وازدواج المعايير من أساسيات السياسة الغربية.

د.هاني النقراشي خبير الطاقة المتجددة

= هل الأزمة العالمية للطاقة مفيدة للطاقة الجديدة؟
– تم تسريع المشروعات والخطط وتنفيذ مقترحات كانت مقدمة منذ عقود، وجعلت العالم وخاصة أوروبا يفكروا بجدية أكثر مع قضية الطاقة المتجددة، وكان الحديث القديم الذي كنت أسمعه في كثير من الأماكن أن الغاز موجود وأرخص من الطاقة المتجددة فلماذا ينفقوا أكثر طالما الطاقة موجودة، أما الآن فالوضع أختلف.

= بعض الدول في أوروبا في الإبقاء بل والتوسع في الطاقة النووية وتحويل بعضها إلى إنتاج الهيدروجين فهل تؤيد هذا القرار؟
– في ألمانيا تم وقف أغلب محطات الطاقة النووية، وبلجيكا كانت تعتمد على الطاقة النووية أكثر لكنها تنوي غلق المحطات ومنها محطة “تيانج” على الحدود الألمانية بسبب ما تسببه من مشكلات، أما فرنسا لديها استخدام أكبر للطاقة النووية، ولكن الطاقة النووية ليست الطريق الصحيح، وخاصة أنها ليس الحل السريع لأنها تأخذ 8 سنوات على الأقل وتحتاج طاقة لتشغيل المحطات خاصة اليوارنيوم، وفرنسا لديها وقود نووي يكفي خاصة في نيجيريا وبعض دول إفريقيا ، أما أستراليا وكندا وهذه مناطق تسيطر عليها الولايات المتحدة.
– لكن المياه والنباتات ينتجا كهرباء حسب الطلب، أما الرياح والطاقة الشمسية حسب الظروف الجوية، وبالصدفة أن أكبر طلب الصناعة هو أكبر طلب ويتوافق مع الخلايا الضوئية التي تبدأ من الضحى حتى الظهر وتتصاعد في الظهيرة وتتراجع حتى غروب الشمس ولا يوجد مسائي وهذا هو يناسب حركات وطلب الصناعة، وأحيانا عندنا يكون هناك سحب لفترة تمنع أشعة الشمس فيكون الضوء فقط بالتالي الإنتاج يكون حوالي 25% ، كما أن أيام الإجازات يكون فيه كهرباء أكثر من الطلب لذلك يبحثون الآن عن وسائل تحفيز تخزين الطاقة الفائضة عن الحاجة لتحويلها إلى كهرباء يمكن توليدها حسب الطلب، وأزمة التخزين لم يتم لها حل حتى الآن ، وما يجري من تجارب لم يصل إلى نتائج عملية للاستهلاك كثيف الطاقة مثل الصناعة لآن البطاريات فقط حتى الآن أسعارها مكلفة، ولها حدود في الاستعمال.

مقارنة بين محطات الطاقة من الرياح – الكهروضوئية والحرارية

المستفيد من الحرب الروسية الأوكرانية

= من الطرف الأكثر استفادة من الحرب الروسية الأوكرانية وهل للولايات المتحدة يد في إطالة أمد الحرب؟
– أمريكا هي المستفيد الأكبر، هذا ما يحدث على أرض الواقع، وإن لم يكن مقصودا أو مرتب له من الولايات المتحدة، وحدث بالصدفة، لأنهم لم يشعلوا الحرب ولم يدفعوا بوتين لغزو أوكرانيا، لكن الولايات المتحدة بالتأكيد استغلت الأوضاع، والأكثر من ذلك هو استغلال الحرب لإضعاف أوروبا باعتبارها كانت الطرف الأقرب لمنافسة الولايات المتحدة اقتصاديا وسياسيا الفترة المقبلة، وبالتأكيد أوروبا متضررة أكثر من الحرب، اقتصاديا وخاصة ما يتعلق بالطاقة، وأمريكا الطرف الأكثر استفادة، وهذا معروف عنها طريقة التفكير الاستفادة، منها تجريب السلاح وقياس الكفاءة، وهذا لجميع الأطراف تقريبا حاليا.
– ولا أحد يتوقع أن تنتهي بسرعة، وجميع الأحداث تشير إلى إطالة أمد الحرب، وخاصة أنه تم دفع أوكرانيا دفعا إلى الانضمام للناتو، وهذا بالتأكيد يمثل أزمة عسكرية وسياسية لروسيا، خلافا إلى أن أغلب الجزء الشرقي من الشعب الأوكراني من حيث الدين واللغة في الجانب الشرقي لصالح الجانب الروسي، والدين له تأثير كبير على توجهات شعوب المنطقة، والكل يلعب على سياسة النفس الطويل، ولكن الحقيقة أوروبا الأكثر تضررا ولن تستطيع أن تصمد كثيرا، والحرب جعلت الكثير من من الشعوب والدول يتحدثون أن الاعتماد على أمريكا تحديدا أو أي قوى خارجية منفردة له مخاطرة كبيرة، ومن الواضح أن العرب يقفون على الحياد وهذا أفضل موقف سياسيا في هذا التوقيت.

= هل أزمة رفع سن التقاعد وارتفاع تكلفة المعيشة لها تداعيات كبيرة على أوروبا؟
– رفع سن التقاعد معمول به في ألمانيا منذ وقت طويل ولم يحدث أزمة ووصل حاليا إلى 67 سنة، ورغم أن بريطانيا وفرنسا وبلجيكا أقل 63 سنة وسيتم رفعه 65 سنة – فالاعتراض سياسي ومجرد اختلاف في طريقة التفكير بين ألمانيا وبعض الدول، لكن الأزمة الأكبر وهي ارتفاع تكلفة المعيشة لها تداعيات كبيرة ، فمتوسط ارتفاع الأسعار 10% كما يقال رسميا لكن حقيقة الأمر أكثر من ذلك، فالغذاء في ألمانيا وأغلب دول أوروبا ارتفع 23 %، حتى مواد البناء ارتفعت 6%، وهناك شركات أفلست ولم تستطع الاستمرار بسبب الأزمة، والجميع يفكر بطريقة مختلفة، ويبحثون حاليا على السعر الأرخص والتوريد المستمر والمستقبل أكثر من التفكير في السعر فقط.

الجدوى الاقتصادية للمحطات الحرارية

= هل فكرة المحطات الحرارية عملية لإنتاج الطاقة الكثيفة للدول وهل تكلفتها الكبيرة مجدية اقتصاديا للدول؟
– المرآيا فكرة ناجحة، وتم تطبيقها في محطات بإسبانيا والمغرب وعدد من الدول، كأي تكنولوجيا جديدة تكون تكلفتها غالية في البداية، لكن مع الوقت تنخفض التكلفة إلى أن تكون أقل من أي وسيلة أخرى لتوليد الكهرباء، وخاصة أن مثل هذه المحطات تعطي كهرباء 24 ساعة بسبب وجود بدائل للشمس في تسخين السائل سواء بالغاز النباتي أو الغاز الطبيعي في أوقات الليل وأوقات الطوارئ، وحسب الدراسات أيام الطوارئ – عدم وجود أشعة الشمس- في العام 15 يوما على الأكثر ، والمتوسط في دول إفريقيا يكون أقل من 10أيام بين السحب واضطراب الجو، يعني أقل من 3% من أيام السنة، وهي عمليا أفضل من الألواح الكهروضوئية، المعرضة لعواصف رملية أو سحب وغياب ضوء الشمس، على سبيل المثال في مصر الأفضل من محافظة المنيا وسط الصعيد حتى جنوب مصر، لأنها تعطي كهرباء من مورد متجددة بنسبة 97%، والتكلفة أرخص على المدى الطويل.

تكلفة إنتاج الكهرباءمن مختلف المصادر
= هل تم تطبيقها على نطاق واسع أم مازالت مجرد تجارب على نطاق ضيق؟
– تم التطبيق في محطة بالمغرب – محطة نور في منطقة ورزازات – وأخرى بجنوب إسبانيا “جيما سولار” وتستخدم هذه المحطة 2500 وحدة مرآيا، وكهرباء 24 ساعة / 7 أيام في الأسبوع.

محطة جيماسولار في إسبانيا
محطة ورازازات بالمغرب

= ما هو الاختلاف بين الطاقة الكهربية والسلع الأخرى؟
– بخالف أي منتج آخر، يجب أن تستهلك الكهرباء في نفس الجزء من الثانية الذي أنتجت فيها، والتخزين واسع النطاق غير متاح حاليا، كما أن تخزين الكهرباء غير اقتصادي بعكس تخزين الحرارة، لذلك يُستعمل التخزين الحراري بنجاح في محطات تركيز الاشعاع الشمسي (CSP)، فمحطة الكهرباء التقليدية تعمل 24/7 أي باستمرار وتختص بخاصيتين( تمدنا بالكهرباء حسب الطلب- معامل التحميل 70/80% Factor Capacity ويقال له أيضا معامل السعة، وتعريفه : عدد ساعات العمل بالقدرة القصوى مقسوما على عدد ساعات السنة 8760.

مصادر الطاقة الأفضل لمصر

= أيهما أفضل لمصر من مصادر الطاقة المتجددة والشبكة القومية لتوزيع الكهرباء؟
– المحطات الشمسية الحرارية لأن لدينا أشعة مباشرة، وتصلح في كل موقع في مصر من الشمال إلى الجنوب، والتكلفة مقارنة بإنتاج الطاقة على مدار 24 ساعة أرخص كثيرا عن أي وسيلة أخرى، وعلى المدى الطويل (40 سنة) كمتوسط عمر المحطات، تكلفتها أكثر عند الإنشاء، ولكن في حال تقسيم التكلفة على سنوات التشغيل تكون أقل، فتكلفة إنتاج الكهرباء من محطات الألواح الشمسية الكهروضوئية حوالي 4 سنت للبطارية – 8 سنت ( من الدولار) للإنتاج يعني 12 سنت تكلفة إجمالية، في مقابل 6 سنت لتكلفة المحطات الحرارية، خلافا إلى أن المحطات الكهروضوئية خاضعة لتقلبات الطقس ( غيوم – الرياح الشديدة- الليل).

طريقة عمل المحطة في وقت انقطاع ضوء الشمس
استخدام المحطات الحرارية في تحلية مياه البحر

= المحطات الحرارية أفضل من حيث تشغيل البدائل باستخدام الغاز، لانها تعمل في جزء منها كالدورة العادية للمحطة الحرارية التقليدية، باستخدام البخار، ولكن لابد أن يكون هناك غاز يكفي 3 أيام لأوقات الطورائ، والصيانة هنا دورية تختلف عن الصيانة في المحطات الكهروضوئية التي لا تحتاج تقريبا لصيانة دورية لسنوات.
– ولكن هذا النوع من المحطات نمطية تكون 50 ميجاوات، والمحطات الحرارية يمكن استخدامها في تحلية مياه البحر أيضا عن طريق تقطير المياه باستخدام الفائض الحراري في البخار.
– بالنسبة للشبكة القومية تكون المحطات الحرارية أفضل وأكثر جدوى، ولكن بالنسبة للاستخدام الشخصي أو الآبار للمياه الجوفية أو المساكن الصغير فتكون الخلايا الضوئية هي الأجدى ومناسبة أكثر.


= بما أنك عضو المجلس الاستشاري لرئيس الجمهورية فهل عرضت عليه أفكار ومقترحات مشروعات الطاقة الحرارية هذا؟
– عرضت من قبل المشروعات على الرئيس السيسي وكان متحمسا ومهتما عندما أن كان مرشحا للرئاسة، ولكن وزارة الكهرباء فيما بعد كان لديها رؤية مختلفة ولديها مستشارين وخبراء غير متحمسين لهذه الأفكار ولهم رؤى مختلفة.

= هل استراتيجية تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة هي الطريقة الصحيحة؟
– لا أرى أن هناك ميزة أو دافع اقتصادي في التركيز على إنشاء أكبر حقل خلايا شمسية، فالشمس في كل مكان وخطوط الامداد تكون أعلى تكلفة في حال مد الخطوط لمسافات طويلة، فعلى سبيل المثال مجمع نبنان بأسوان تم مد خط للكهرباء إلى مصنع الالمونيوم بنجع حمادي بتكلفة تقريبا 2 مليار جنيه، وخط أخر لتوشكى في حين أن الصحراء لدينا متسعة وكان يمكن توزيع هذه الألواح على المناطق والمصانع الكبرى في المنطقة الأكثر استعدادا لإقامة محطات طاقة شمسية لديها ، فلا أعتقد أن الحديث عن “أكبر محطة طاقة شمسية في العالم” ذو جدوى اقتصادية عند حساب تكاليف النقل والتوزيع، فبحساب الربح والخسارة سيكون النقل أكبر من الإنتاج.

أكبر محطة للطاقة الشمسية

– كما أن لدينا إشكالية مازالت تواجه الاستثمار في هذا القطاع أن الكهرباء من الشبكة القومية أرخص من إنتاج الطاقة المتجددة وذلك لأن الدولة تدعم الكهرباء وتوفر الغاز بأسعار أقل لمحطات الإنتاج الحكومية- وهذا لابد من إعادة النظر له من جانب استثماري واقتصادي، بجانب أن شبكة التوزيع تحتاج لتطوير كبير لتتحمل هذا الكم من الطاقات المتنوع، ولدى مصر إمكانيات وموارد طبيعية تمكنها أن تجعل جميع إنتاج الطاقة وخاصة توليد الكهرباء من المصادر المتجددة.

مخطط مقترح لعدد محطات الطاقة الحرارية في مصر

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d