حلول قائمة على الطبيعة.. NICE نظام ري جديد يقلل ملوحة التربة ويوفر المياه.. التخفيف من التلوث وإعادة استخدام المياه
البدء بمحطتي معالجة لمياه الصرف بالقاهرة الجديده وجمعية عرابي

كتب: محمد كامل
أوضح د.محمد الحجري أستاذ مساعد بمركز بحوث الصحراء مركز البحوث الزراعية أهمية مشروع “حلول مبتكرة ومحسّنة قائمة على الطبيعة لمياه حضرية مستدامة يطلق عليها NICE”، في مصر وأخر المستجدات التي وصل إليها المشروع وما سيتم مستقبلا من تطورات جديدة.
وأكد الحجري، أن الهدف العام للمشروع هو توسيع نطاق توفر الحلول الطبيعية المحسنة (حلول قائمة على الطبيعة) لتوفير حلول لدورة المياه الحضرية، مشيرا الى أن المشروع سيوفر المعرفة الأساسية لتصميم وتنفيذ حلول قائمة على الطبيعة، وإغلاق حلقات المياه في المناطق الحضرية وجعل الحلول متاحة قابلة لإعادة استخدام المياه لأغراض مختلفة، بالإضافة إلى التخفيف من التلوث والجريان السطحي وتشكيل جزء جذاب لا يتجزأ من المشهد الحضري.
معالجة مياه الصرف الصحي
واستكمل د. الحجري، أنه ستعتمد استراتيجية المشروع على الدراسة الشاملة لحلول قائمة على الطبيعة الحالية جنباً إلى جنب مع البحث والتطوير في حلول قائمة على الطبيعة بالمدن التالية (القاهرة ، بوردو، أوسترافا) من 5 حلول قائمة على الطبيعة مبتكرة تغطي دورة المياه الحضرية (مياه الصرف الصحي والمياه الرمادية وأحواض الأنهار ومياه الأمطار و تدفق مياه الصرف الصحي المشترك) مثل: جدران خضراء، أسطح نباتية، حدائق مطرية، مرشحات أسرة القصب والأراضي الرطبة تحت السطحية المختلطة.
وتابع د. الحجري، كما ستكون هذه حلول قائمة على الطبيعة معززة باستراتيجيات الزيادة الحيوية والوسائط المبتكرة والتصميم والمصانع وستعتمد إستراتيجية مشروع NICE على الدراسة الشاملة لـ حلول قائمة على الطبيعة الحالية جنبًا إلى جنب مع البحث والتطوير في المختبر.

أهم أهداف المشروع
وذكر د.الحجري، أن من أهم الأهداف التي يسعى إليها المشروع توسيع نطاق حلول قائمة على الطبيعة عبر الاتحاد الأوروبي من خلال تطوير المبادئ التوجيهية والمعايير والمنهجيات ومراجعة عميقة للمبتكر الحالي
-تنفيذ حلول قائمة على الطبيعة الحضرية في الاتحاد الأوروبي وخارجه .
-نماذج أعمال واستثمارات جديدة لتعظيم الفعالية المشتركة والمنافع المشتركة للبيئة والاقتصاد والمجتمع في المناطق الحضرية و المناظر الطبيعية لتطوير ونشر حلول قائمة على الطبيعة.
-تحديد العقبات والحواجز والفرص للإطار التنظيمي الحالي لدعم تكامل حلول قائمة على الطبيعة في المشهد الحضري
واستخدام النفايات السائلة لإعادة استخدامها في استخدامات مختلفة.
-زيادة الوعي العام من خلال إشراك المواطنين المحليين ، والسلطات ، ومشاريع حلول قائمة على الطبيعة الأخرى.
وأفاده د. الحجري أنه من خلال تعزيز توافر المياه ستساهم NICE في التكيف مع تغير المناخ في المدن المشاركة ، مع تقليل الضغط على موارد المياه العذبة المحلية. على وجه الخصوص، موضحاً ستحقق المياه المستصلحة من تأثيرات ماء الصرف و الماء الرمادي و مياه الأمطار والتدفق المشترك لمياه الصرف الصحي في مشروع NICE جودة إعادة الاستخدام للري غير الزراعي، مثل ري الحدائق، واستخدامات أخرى مثل تنظيف المرحاض ، وبالتالي تقليل الحاجة إلى موارد المياه العذبة في عناوين المختبرات.
بالإضافة إلى ذلك، ستختبر مركز بحوث الصحراء المياه المعالجة من تجربة مياه الصرف المعالج التجريبية من خلال تصميم وتنفيذ نظام تقطير الفخار، للمساهمة في تقليل الملوحة وتوفير المياه للري في مصر، حيث تعتبر ندرة المياه مشكلة رئيسية، وبالتالي ضمان مشروع NICE تتضمن استراتيجية التعاون الدولي الفوائد- وسيشترك مركز بحوث الصحراء من خلال النشاطات الأتية:
أولا: سيتم معالجة كل من مياه الصرف المعالج (محطة الصرف بالقاهرة الجديدة) و مياه النهر (جمعية أحمد عرابي) في موقعين مختلفين و يتم تعظيم و تقليل ملوحة المياه الناتجة عن طريق استخدام النقاطات الفخارية المبتكرة و زراعة نباتات اقتصادية لغرض غير إطعام الإنسان أو الحيوان مع الحفاظ علي البيئة.
ثانيا : استخدام تقنيات جديدة (نقاطات الري المصنعة من الخامات الأرضية المبتكرة) لتعظيم الري ومعالجة المياه باستخدام مياه الصرف المعالج و مياه النهر.

محصول الأرز ونظام الري الجديد
وأضاف د. الحجري أن مركز بحوث الصحراء يمتلك الخبرة في حفظ و صيانة الموارد المائية الغير تقليدية من خلال ماكينة إدارة التربة والمياه لزراعة محصول الأرز [SWMR]. المسجلة ببراءة الاختراع.
المعرفة بإدارة وحفظ ومعالجة المياه في ظل المناخ الجاف والصحاري ،لذلك أوضح د. الحجري أن المشروع يستهدف بمصر نوعان من المياه (مياه النهر – مياه الصرف الصحي المعالجة) و ذلك من خلال إجراء نماذج اقتصادية فعلية من الأراضي الرطبة ذات التدفق الرأسي المتعامد مع زراعة نباتات معالجة للمياه وتجميع المياه واستخدامها في الري بواسطة النقاطات الفخارية المبتكرة و من خلال الفلتر الفخاري ذات الغسيل العكسي.
واستكمل د. الحجري كما أن هناك المياه العادمة التي تحتوي أيضا على العناصر الثقيلة و التي تستخدم لزراعة المحاصيل الغير مأكولة و باستخدام النقاط المسامي يتم تقليل ملوحة المياه بدرجة كبيرة مما يزيد و يسمح من استخدام المياه دون شروط.
مشيرا إلى أنه سيتم ذلك على طريق نشر هذا النوع من النقاطات واعتماده وتسويقه وتطويره ليلبي مطالب المزارعين بالوطن العربي مضيفاً أن نقاط الري المسامي المصنع من الخامات الأرضية مسجل تحت طلب الحصول على براءة اختراع موضحاً من أهم مميزات النقاط المسامي:
تنظيم التصرف ذاتيا, والتعاطي مع ثوابت الرطوبة الأرضية في حالة النقاطات المدفونة, و تحلية و ترشيح المياه المالحة أو العادمة للإستخدام في الري , وسهولة تركيبة داخل خراطيم الري في شبكة الري بالتنقيط ,ويوفر الطاقة المستخدمة للتشغيل , وصديق للبية , كمان أنه رخيص الثمن , بالإضافة الى نجاح المادة الفخارية في تقليل ملوحة المياه بمقدار 4500 جزء بالمليون و لكنها تحتاج لغسيل دوري لافتاً إلى أنه سيتم تصميم دورات غسيل دورية بيئية هندسية اقتصادية للمادة الممتزة و تجميع الاملاح ثم فصلها و توجيها للاستفادة منها بشكل أو بأخر.

تنفيذ المشروع
كما أشار د. الحجري إلى أنه تم التقييم الحقلي للنقاطات المسامية في بعض المزارع بمنطقة بلبيس, محافظة الشرقية ومدينة السلام في ارض رملية حيث تم زراعة الذرة والثوم وحشيشة الليمون حيث تم توفير ما يقرب من 50% من مياه الري المضافة باستخدام النقاط المسامي المبتكر مقارنة بالري في حالة استخدام النقاط ذات التصرف 4 لتر/ساعة و المعروف تجاريا بـ (جي أر).
مضيفاً أن المسافة بين النقاطات 50 سم و يوجد عدد خرطوم حول خط الزراعة و ضاغط التشغيل 1 بار (10متر)، وللذرة الشامية (هجن ثلاثي) زادت إنتاجية المتر المكعب من المياه بمقدار 1.72 %، و بالنسبة للثوم البلدي تم توفير 45% و زادت الإنتاجية للمتر مكعب من مياه الري بحوالي 2.5% و كذلك بالنسبة لحشيشة الليمون .
واختتم د. الحجري أنه حاليا يتم العمل على عدة ابتكارات تدعم نظام الري المسامي ليعمل ذاتيا (أتوماتيكي)وذلك طبقا لثوابت الرطوبة الأرضية كما سيتم ابتكار نظام ذكي بيئي يعمل ذاتيا تبعا للعوامل المناخية موضحاً لا تحتاج تلك المنظومة إلى أي نوع من أنواع الطاقة المضافة، أو أي تدخل للعنصر البشري في إدارة تشغيل النظام سوي الصيانة فقط.
ولفت د. الحجري إلىأن أن نشر الابتكار واستخدامه في الدول العربية يتم عن طريق: المشروعات البحثية المشتركة ثم إنشاء مصانع لها و مراكز توزيع في الاسواق العربية و كذلك تدشين المؤتمرات و الندوات بجانب العمل على التطوير المستمر و البحث العلمي للحصول على أعلي معدلات أداء مرضية بالإضافة الى تبني المزارعين للتقنية الجديدة و نشرها في الوطن العربي والإشتراك في المعارض و التسويق الجيد للمنتج (النقاط المسامي).
يذكر أن المشروع يتكون من تحالف دولي من ثمان دول أوربية بالإضافة لمصر (مركز بحوث الصحراء) و كولومبيا و 11 هيئة علمية ما بين جامعة أو مركز أو معهد أو شركة بحث علمي في تكامل لعلاج و تحسين استخدام 11 نوع من المياه طبقا لكل بيئة خاصة ببلد من البلدان المشاركة كما أن بداية في العام 2021 ويستمر في تقديم أفضل التقنيات الحديثة.