من أكبر المدافعين عن قضايا المناخ.. “بيل جيتس” يحاول إنقاذ كوكب الأرض

ركز بيل جيتس، مؤسس ميكروسوفت والرئيس المشارك لمؤسسة “بيل وميلندا جيتس”، الخيرية، جهوده على إنقاذ كوكب الأرض، من التغيرات المناخية، وأصدر كتابا جديدا بعنوان “كيفية تجنب كارثة مناخية”، والذي يتحدث فيها عن ضرورة معالجة تغير المناخ، كما شارك في العديد من المؤتمرات الدولية الرامية إلى الحد من تلك التغيرات وكذلك تعهد بالتبرع بمليارات الدولارت لهذه الأمر، مما وصفته بعض وسائل الإعلام بـ “أكبر المدافعين عن قضايا المناخ”.
وفي عام 2005 بدء “جيتس” بشرح الكثير من الحصص التعليمية الخاصة بالتغيرات المناخية، وألقى العديد من المحاضرات الدولية للتحذير من مخاطر تغير المناخ.
وتحدث جيتس في تصريحات صحيفة عن خطر الانبعاثات في كتابه “كيفية تجنب كارثة مناخية” (How to Avoid a Climate Disaster)، قائلا: “مصادر الانبعاثات واسعة جدًا، وبالنسبة للعديد منها، لم ننجح في الوصول إلى طريقة فعالة لتجنب هذه الانبعاثات، قطاع الصناعة بأكمله والنقل الجوي وحتى خطط تطوير شبكة الكهرباء تتطلب منا أن نفعل أكثر بكثير مما نفعله اليوم، من الجيد أن يهتم الشباب بهذه القضية، إنه لأمر رائع أن يكون لدينا هدف، لكن كتابي يقول، هذا ما قد تبدو عليه خطة العمل، لنعمل على تنظيم الخطة”.
وأكد أن “قطاع الكهرباء سيصبح أهم بكثير لأن الطاقة اللازمة للسيارات ولتدفئة وتبريد المباني والعديد من العمليات الصناعية بشكل كامل ستكون موجودة، والمحافظة على الجودة حتى خلال فترات الطقس السيء ستكون مشكلة كبيرة، ونحن إما نحتاج إلى معجزة خلال عملية التخزين، ومن الممكن ألا نحصل عليها، أو نحتاج إلى بعض المصادر الخضراء التي لا تعتمد على الطقس”.
ويقول جيتس إن حل مشكلة تغير المناخ سيتطلب تحولا عالميا كبيرا إلى الطاقة المتجددة، وتغييرات في طريقة حياتنا، مضيفا أنه “لا توجد سابقة لهذا”.
واستوحى الملياردير من كتابة مؤلفه الجديد، مع تحديد أفضل طريقة لتوصيل الكهرباء إلى أبعد مناطق العالم دون بناء محطات تعمل بالفحم، وقال إن التحدي الذي يواجه العالم هو تقليل غازات الدفيئة – من 51 مليارا يضاف إلى الغلاف الجوي سنويا الآن، إلى صفر بحلول عام 2050.
الاعتمد على الاستخدام السلمي للطاقة النووية
كشف الملياردير الأمريكي بيل جيتس، عن رؤيته لمكافحة التغير المناخي والتي تعتمد على الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وقال مؤسس شركة “مايكروسوفت” خلال مقابلة مع صحيفة “هاندلسبلات” نشرت في أكتوبر 2021، إن الطاقة النووية يمكن أن تساعد في مكافحة تغير المناخ، وأن التخلي عنها من حيث المبدأ سيعقد مشكلة نقص الطاقة.
وأضاف جيتس “إيقاف تشغيل المحطات النووية سيجعل من الصعب ضمان إمدادات طاقة موثوقة وأسعار مواتية لموارد الطاقة”، متابعًا “لا ينبغي اللجوء لأي حل ممكن حتى نتحقق بالضبط من تكلفة وموثوقية التحول إلى الطاقات المتجددة”.
ويعتقد جيتس أن المفاعلات النووية الجديدة الأكثر أمانا يمكن أن تساعد في منع كارثة مناخية، وأشار إلى أن الطلب على الكهرباء سيرتفع كون استخدامها يتجاوز المنزل والسيارة.
على الشركات الانضمام إلى مكافحة التغير المناخي
شدد بيل جيتس على الحاجة الملحة للشركات لتكثيف الاستثمار في التقنيات الخضراء الناشئة مع تكثيف مكافحة تغير المناخ.
وفي حديثه عبر الفيديو في الحدث الافتراضي لأجندة دافوس في يناير 2022، قال جيتس إن دعم واستثمار القطاع الخاص ضروري لإتاحة التقنيات الجديدة على نطاق أوسع.
وقال إن التطورات الصديقة للبيئة في مجالات مثل الهيدروجين الأخضر، والتقاط الهواء المباشر ووقود الطائرات النظيف موجودة بالفعل، لكن الشركات تحتاج إلى المساعدة في بناء مثل هذه المنتجات لجعلها في متناول الجميع.
وأضاف، “في النهاية، يتعلق الأمر بالفعل بالاقتصاد”.
دعم جيتس للمشاريع الخضراء
في نوفمبر 2021، قال رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون فى الكلمة التى ألقاها بمؤتمر المناخ فى جلاسكو، آنه تلقى وعد من الملياردير الأمريكى “بيل جيتس” بتوفير 400 مليون جنيه آسترلينى فى مجال الطيران من أجل معالجة تغير المناخ.
وفي أغسطس 2021، تعهد الملياردير الأمريكى بيل جيتس، بتقديم 1.5 مليار دولار لتمويل مشروعات مشتركة مع الحكومة الأمريكية تهدف الى مكافحة تأثير التغير المناخى فى حالة موافقة الكونجرس الأمريكي على خطة للبنية التحتية لتمويل تكنولوجيات تتضمن توفير الطاقة النظيفة.
وأسس المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت بيل جيتس (Breakthrough Energy) في عام 2015، بالتعاون مع ائتلاف مستثمري القطاع الخاص يضم (جيف بيزوس، ومايكل بلومبيرج، وموكيش أمباني، وريتشارد برانسون، وأبيغيل جونسون، فضلًا عن أثرياء آخرين)، لدعم الابتكارات التي قد تحقق صافي انبعاثات صفرية.
وفي فبراير 2021 ، أخبر جيتس فوربس أنه سيضيف ما لا يقل عن ملياري دولار، لدعم التقنيات الخالية من الكربون على مدى الأعوام الخمسة المقبلة.
من هو بيل جيتس؟
وليام هنري جيتس الثالث المشهور باسم بيل جيتس، وبيل هو اختصار لاسم وليام في الولايات المتحدة الأمريكية هو رجل أعمال ومبرمج أمريكي، أسس عام 1975 شركة مايكروسوفت مع بول آلان وقد صنع ثروته بنفسه ويملك أكبر نصيب فردي من أسهمها المقدر بتسعة بالمئة من الأسهم المطروحة.
وُلِد جيتس ونشأ في سياتل بواشنطن، أسس هو وألين شركة مايكروسوفت في ألباكركي بنيو مكسيكو في عام 1975، أصبحت أكبر شركة برمجيات حواسيب شخصية في العالم.
قاد جيتس الشركة كرئيس مجلس إدارة ومدير تنفيذي حتى تنحى عن منصب الرئيس التنفيذي في يناير عام 2000، وخلفه ستيف بالمر، ولكنه ظل رئيسًا لمجلس الإدارة وأصبح رئيس مهندسي البرمجيات.
تعرض خلال أواخر تسعينيات القرن العشرين لانتقادات بسبب تكتيكاته التجارية، والتي اعتبرت مناهضة للمنافسة. واجه هذا الرأي التأييد من خلال العديد من أحكام المحاكم. انتقل غيتس في يونيو عام 2008 إلى وظيفة بدوام جزئي في مايكروسوفت، والعمل بدوام كامل في مؤسسة بيل وميلندا غيتس، وهي مؤسسة خيرية خاصة أسسها هو وزوجته آنذاك، ميلندا غيتس، في عام 2000.
تنحى عن منصبه كرئيس لمجلس إدارة شركة مايكروسوفت في فبراير عام 2014، وتولى منصبًا جديدًا كمستشار تقني لدعم الرئيسة التنفيذية المعينة حديثًا ساتيا نادالا.
ترك جيتس مناصبه في مجلس الإدارة في شركة مايكروسوفت وبيركشير هاثاواي في مارس عام 2020 للتركيز على جهوده الخيرية، بما في ذلك تغير المناخ، والصحة العالمية، والتنمية، والتعليم.