منعت صناعة اللحوم محاولة علماء المناخ من التوصية بنظام غذائي نباتي.. مسودة مسربة كشفت دور صناعة اللحوم في عرقلة جهود الحد من تغير المناخ
حذف عبارة التحول إلى النظم الغذائية القائمة على النباتات إلى نظام غذائي صحي متوازن ومستدام يعترف بالاحتياجات الغذائية
صناعة لحوم الأبقار العالمية حوالي 400 مليار دولار
ليس سراً أن خطاب تغير المناخ يكتنفه التعتيم والتضليل والغسيل الأخضر والأكاذيب، سواء بشكل صريح أو من الإغفال. لكن التسرب الأخير لمسودة تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ ( IPCC) الذي صدر في 20 مارس كان مفيدًا بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بمدى تفاوض الوفود، وتخفيفها، وحذف نتائج العلماء.
كشفت مسودة تم تسريبها كيف أن البرازيل والأرجنتين، البلدان في مقدمة صناعة اللحوم على المستوى العالمي، أن تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أوصى في البداية بالتحول إلى النظم الغذائية القائمة على النباتات، مشيرين إلى أن “الأنظمة الغذائية النباتية يمكن أن تقلل من انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 50٪ مقارنة بمتوسط النظام الغذائي الغربي كثيف الانبعاثات”، وفقًا لمسودة تم تسريبه بواسطة تمرد العلماء.
في التقرير المنشور، تم تغيير الخط إلى “نظام غذائي صحي متوازن ومستدام يعترف بالاحتياجات الغذائية”، متجنبًا الإشارة المباشرة إلى لحوم البقر ومنتجات الألبان، أو ما يبدو عليه النظام الغذائي المستدام بالفعل، أو أي إشارة إلى الدول الغربية والدول الغنية إلى حد كبير على وجه السرعة البدء في تناول كميات أقل من اللحوم.
في حين أن تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ يوم الاثنين كان نتيجة تجميع سنوات من البحث، فقد دأبت البرازيل والأرجنتين بجد على حذف الإشارات إلى “النظم الغذائية النباتية”، واللحوم كغذاء “عالي الكربون”، و “بدون لحوم يوم الإثنين” لسنوات، وفقًا إلى مسودة سابقة تم تسريبها في عام 2021 وحللت من قبل Unearthed، المنفذ الاستقصائي لـ Greenpeace.
المال والمستقبل على المحك
يواجه العمل المناخي في صناعات اللحوم والألبان رياحًا اقتصادية وسياسية معاكسة، قدرت صناعة لحوم الأبقار العالمية بحوالي 400 مليار دولار في عام 2022، ولدى كل من البرازيل والأرجنتين مجموعات ضغط قوية طويلة الأمد للحوم البقر وشغلت مناصب في الحكومة وأثرت على سياسة مناخية مهمة.
تنتج صناعة اللحوم والألبان 14.5٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة – أكثر من نصف التأثير البيئي لإنتاج الغذاء ككل.
من بين الاكتشافات الأخرى من التسرب تخفف النرويج من الصياغة حول الحاجة الملحة لخفض الانبعاثات؛ تدعو الصين والمملكة العربية السعودية، وإيران إلى حذف الإشارات إلى “الدعم”؛ دفع المملكة العربية السعودية لاقتراح احتجاز الكربون وتخزينه كبديل مناسب لاستخدام الطاقة المتجددة؛ وتراجع سويسرا والولايات المتحدة عن الإشارة إلى وصول البلدان النامية إلى التمويل المتعلق بالمناخ.
